أسهم أوروبا تصعد بثبات رغم تهديدات ضرائب أمريكية – هل هذه البداية الحقيقية للارتفاع؟

تشهد الساعات الأولى من جلسات التداول الأوروبية زخمًا إيجابيًا ملحوظًا، حيث أسهم أوروبا تصعد بثبات غير متوقع رغم الضغوط التجارية المحتدمة من الولايات المتحدة. هذا الأداء يعكس ثقة متجددة لدى المستثمرين بعد فترة من التراجع، مع توجّه لقراءة البيانات الاقتصادية وتحول واضح في النظرة المستقبلية للأسواق الأوروبية. إذا كنت تتابع عن كثب تحركات الأسهم الأوروبية أو تهتم بمؤشرات السوق الكبرى فحتماً يكون عنوانك اليوم: أسهم أوروبا تصعد.

المشهد العام للأسواق الأوروبية

شهد مؤشر Stoxx 600 صعوداً لأكثر من ثلاثة أيام متواصلة، إذ واصل أسهم أوروبا تصعد حوالي 0.3% صباح هذا اليوم، بعدما كانت الأسواق تشهد تراجعًا لعدة أسابيع. مؤشر DAX الألماني سجل ارتفاعًا بين 0.4 إلى 0.5%، بينما ارتفع CAC 40 الفرنسي بنسبة مشابهة. بالمقابل، عكست الأسواق السويسرية أداء مختلفًا بتراجع طفيف.

هذا التفسير يشير إلى أن أسهم أوروبا تصعد بناءً على قوة شرائية عادت للسوق بعد هبوط حاد، وأن الثقة تعود تدريجيًا بوقوف المستثمرين أمام أرقام مالية إيجابية تتجاوز التهديدات الخارجية.

 عوامل دعم قوية لارتفاع الأسهم

أ. آفاق نقدية وتوقعات خفض الفائدة

بيانات اقتصادية حديثة من الولايات المتحدة أظهرت ضعفًا في مؤشرات التوظيف والتضخم، مما عزز احتمالات خفض أسعار الفائدة قريبًا. هذا الأمر جعل أسهم أوروبا تصعد خيارًا جذابًا لتعويض تراجع العوائد من أدوات الدين.

ب. نتائج أرباح قوية من الشركات الكبرى

• المؤسسات المصرفية في ألمانيا أعلنت أرباحًا فصلية أفضل من التوقعات، وأعادت رفع التقديرات السنوية، ما دفع أداء أسهمها للارتفاع.
• شركات الطاقة الأوروبية، خاصة تلك المرتبطة بعقود تصدير كبيرة، سجلت أرقامًا جيدة تدعم النمو، مما عزز من توجه المستثمرين ومكّن أسهم أوروبا تصعد بشكل عملي.

هذه النتائج عززت النظرة الإيجابية للسوق وكانت دافعًا رئيسيًا في اتجاه أسهم أوروبا تصعد على أرض الواقع.

 أداء القطاعات: تباين وتأثير

رغم صعود عام للأسهم الأوروبية، إلا أن أداء القطاعات لم يكن موحدًا:

• قطاع الرعاية الصحية سجل انخفاضًا نتيجة صدور تحذيرات من شركات أدوية كبرى وتراجع توقعاتها للسنة، مما ضغط على أداء المؤشر القطاعي.
• قطاع الصناعة والطاقة من جانبه ظل قويًا مدعومًا بالطلبيات العالمية وارتفاع الهوامش الربحية، ومثل أساسًا لكون أسهم أوروبا تصعد.
• قطاع التكنولوجيا تأثر بتصريحات أمريكية بشأن نية فرض رسوم على رقائق إلكترونية وصادرات تقنيات معينة، إلا أن التأثير كان محدودًا نتيجة لرؤية استثمارية مستقبلية لا تزال متفائلة.

هذا التباين يؤكد أن أسهم أوروبا تصعد مدعومة من قطاعات منتقاة بعناية وليست مرتبطة بنمو عشوائي شامل لجميع القطاعات.

 السيناريو التجاري الأمريكي وأبعاده

الإدارة الأمريكية أعلنت نيتها فرض رسوم جمركية جديدة تبدأ بشكل تدريجي، وقد تشمل صادرات الأدوية والصناعات الدوائية، برسوم قد تصل إلى 250%. هذه الخطوة دفعت بعض الحكومات الأوروبية للتفاوض وطلب اعفاءات تضامنية.

بالرغم من هذا التهديد، إلا أن الأسواق تصرفت بعقلانية: أسهم أوروبا تصعد تشير إلى أن المستثمرين يرون هذه التهديدات قابلة للمقاومة، وأن السوق قادر على الاستجابة بالإيجابية قبل وقوع الصدمة.

 قراءة تحليلية لمجلس المستثمرين

محللون في بنوك كبرى أشاروا إلى أن السوق الأوروبي مرن ويمتلك قوة شرائية عالية، خاصة من المستثمرين الأميركيين الذين بدأوا يعيدون توزيع محافظهم لتشمل أوروبا بعد تركيز طويل على الولايات المتحدة.

كما أن التصعيد التجاري لم يترجم إلى خسائر مادية قوية حتى الآن، مما عزز فرضية أن أسهم أوروبا تصعد ضمن اتجاه صعودي طويل الأمد مدعوم بأساسيات متينة وليس مجرد رد فعل تقني مؤقت.

مقارنة سريعة بين المؤشرات والقطاعات

هذا التفصيل يُعزز فهم أن أسهم أوروبا تصعد بفضل تماسك وتوازن في دعم القطاعات الحيوية وتنوع دقيق في أداء المؤشرات.

لماذا يشير هذا الزخم إلى تحول استراتيجي؟

رغم أن البيئة العالمية لا تزال متقلبة، يبدو أن الأسواق الأوروبية تسترد مركزها تدريجيًا كوجهة استثمارية جاذبة. تحسن أرباح الشركات، ضعف الأداء الأمريكي بالنسبة لبعض المؤشرات الاقتصادية، وتدفق رؤوس الأموال نحو أوروبا، كلها تشكل عوامل أساسية تدفع نحو أن أسهم أوروبا تصعد بالفعل نحو مرحلة نمو مستدام.

اقرأ أيضًا: انسحاب الهلال من كأس السوبر يُشعل غضب الاتحاد.. عقوبات صارمة تلوح في الأفق