صدمة في النصر.. مدرب الفريق يحسم مستقبل أفضل مدافع في الدوري السعودي

يواصل البرتغالي جورجي جيسوس مدرب النصر الجديد تأكيد مكانة عبد الإله العمري كـأفضل مدافع في الدوري السعودي، بعدما اتخذ قرارًا حاسمًا بمنع رحيله رغم الاهتمام الكبير من عدة أندية محلية. العمري، الذي يتربّع على قمة الأداء الدفاعي في دوري روشن، بات حجر أساس في تشكيلة النصر، خاصة بعد الأداء الذي قدمه الموسم الماضي. ومع انطلاق معسكر الإعداد الجديد، يبدو أن الأمور تسير في اتجاه التمديد والاستمرار، ما لم تظهر مفاجآت مالية تُغير الحسابات. فهل يبقى العمري فعلًا؟ وما خلفيات القرار؟ هذا ما نكشفه في التقرير الآتي.

الاستقرار الفني تحت قيادة جيسوس

منذ قدومه، شدد جيسوس على أهمية بناء فريق مستقر دفاعيًا، ولم يكن هناك خيار أفضل من عبد الإله العمري ليقود هذا التحول. اللاعب يتمتع بمزيج فريد من الذكاء التكتيكي، والصلابة في المواجهات الثنائية، إضافةً إلى قراءة ممتازة لحركة المهاجمين.

أثبت العمري أنه لا غنى عنه في محور الدفاع، خصوصًا في المباريات الكبيرة التي تتطلب خبرة وحسمًا. جيسوس يرى فيه قطعة فنية لا تمس، ورفض أي عرض جاء إلى طاولة الإدارة للتفاوض على مستقبله. هذا القرار لم يأتِ من فراغ، بل من متابعة دقيقة لأداء اللاعب خلال معسكر النمسا الأخير، حيث أظهر انضباطًا تكتيكيًا وانسجامًا مذهلًا مع منظومة الدفاع.

المدرب البرتغالي لم يُخفِ إعجابه بالمدافع، وأوضح للإدارة أن العمري هو حجر الأساس لأي مشروع قادم للفريق، خاصة مع سعي النصر للعودة إلى صدارة آسيا. هذه الثقة الكبيرة تعزز مكانة العمري كـأفضل مدافع في الدوري السعودي، وتجعل من رحيله أمرًا مستبعدًا تمامًا في المستقبل القريب.

 الإحصائيات الدفاعية الحديثة لعمري

عند النظر إلى أرقام العمري في الموسم الماضي، نجد مدافعًا يُجيد تنفيذ الواجبات الدفاعية بدقة عالية. فقد خاض ما يزيد على 20 مباراة، وساهم في الحفاظ على نظافة الشباك في عدد كبير منها، مع متوسط تدخلات ناجحة يفوق المعدلات المتعارف عليها في الدوري.

كما يمتاز بنسبة نجاح عالية في المواجهات الفردية، خاصة الكرات الهوائية، وهو ما يمنح النصر أفضلية واضحة في الكرات الثابتة والدفاع ضد الكرات العرضية. العمري أيضًا يجيد إخراج الكرة من الخلف بسلاسة، مما يتيح للفريق بناء اللعب بشكل منظم من مناطقه الدفاعية.

هذه الأرقام تعكس استحقاقه للقب أفضل مدافع في الدوري السعودي، خاصة أن تأثيره لا يقتصر فقط على الأرقام، بل يمتد إلى قيادة الخط الخلفي وتوجيه اللاعبين من حوله. وجوده يمنح الثقة لحارس المرمى، وللاعبي الوسط الذين يعتمدون على التغطية الدفاعية للانطلاق نحو الأمام.

العروض والاهتمامات الدورية

لم يمر الأداء اللافت للعمري دون أن يثير اهتمام عدة أندية، من بينها القادسية والاتحاد. القادسية تحديدًا تقدمت بعرض رسمي للحصول على خدمات اللاعب مقابل مبلغ كبير، إلا أن الرد جاء حاسمًا من إدارة النصر: “اللاعب ليس للبيع، إلا إذا كان العرض استثنائيًا ومقنعًا”.

أما الاتحاد، الذي قضى معه العمري فترة إعارة ناجحة، فكان يأمل في تمديد الشراكة بعد أن ساهم اللاعب في تتويج الفريق بالدوري والكأس. ومع ذلك، فإن رؤية المدرب الجديدة، واهتمام النصر بالحفاظ على قوامه الأساسي، جعلا من الصعب جدًا التخلي عنه.

وفي ظل هذه الاهتمامات، كان موقف العمري هادئًا وواضحًا؛ إذ لم يطالب بالرحيل أو إثارة الجدل، بل ركّز على تقديم الأفضل في التدريبات والمباريات، وهو ما جعله خيارًا أول دائمًا لدى الجهاز الفني. هذه المهنية العالية تزيد من قيمته، وتعزز لقبه المستحق كـأفضل مدافع في الدوري السعودي.

 انعكاسات انتقال العمري على تشكيل النصر

لو قررت الإدارة الموافقة على أي عرض خارجي في المستقبل، فإن الخط الخلفي للنصر سيعاني من فراغ كبير يصعب تعويضه في المدى القصير. العمري لا يمثل فقط لاعبًا بارعًا، بل قائدًا داخل الميدان، يُجيد السيطرة على زملائه وتوجيه الخط الدفاعي.

بدونه، سيفقد الفريق عنصر الثبات في العمق الدفاعي، خاصة في المباريات الحاسمة التي تحتاج إلى لاعب يمتلك خبرة السنوات والتجارب في الدوري المحلي والقاري. كما أن البدائل المتاحة، رغم جودتها، تفتقر إلى التجانس مع بقية العناصر، وهو ما قد يؤثر على الأداء العام.

ومن هذا المنطلق، جاء قرار جيسوس واضحًا وصريحًا: “العمري خط أحمر”. هذا التصريح لوحده يكفي لقطع الطريق على أي مفاوضات حالية أو محتملة، ويُرسل رسالة واضحة مفادها أن النصر متمسك بجوهرة دفاعه الذي يعتبره الكثيرون أفضل مدافع في الدوري السعودي.

مقارنة إحصائية مع أبرز مدافعي الدوري

لإبراز القيمة الفعلية للعمري، لا بد من مقارنته بغيره من مدافعي الدوري السعودي هذا الموسم. ويظهر من الإحصائيات التفوق الواضح له في عدة جوانب، نعرضها كما يلي:

تُظهر هذه الأرقام بوضوح أن العمري يتفوق في أهم العناصر الدفاعية، مما يعزز اعتباره أفضل مدافع في الدوري السعودي، ليس فقط من حيث المهارة بل أيضًا من حيث التأثير الرقمي والفعلي.

المستقبل والتحديات المقبلة

في الوقت الحالي، لا يبدو أن هناك نية لدى النصر للتخلي عن أحد أهم أعمدته الدفاعية، ولكن مع تطور سوق الانتقالات وظهور عروض من الخارج، قد يُفتح الباب لاحقًا أمام مغادرة محتملة، خاصة إن كان العرض مغريًا ماديًا.

تحدي العمري المقبل سيكون المحافظة على هذا المستوى العالي، والتطور أكثر ليصل إلى مستوى الاحتراف الخارجي. البعض يراه مؤهلاً للعب في أوروبا، ويُشبّهه بـ”جوهرة مانشستر سيتي” في الدفاع، لما يتمتع به من صلابة وانضباط.

ومع كل هذا، يظل عبد الإله العمري حاضرًا في صدارة اختيارات المدرب، وقلب الدفاع الموثوق الذي تعتمد عليه جماهير النصر، ويتطلعون إلى رؤيته يقود الفريق إلى الألقاب المحلية والقارية، ليبقى مستحقًا للقب أفضل مدافع في الدوري السعودي دون منازع.

اقرأ أيضًا: رحيل لاعبين النصر يتصدر المشهد بعد وصول جورجي جيسوس وتغييرات جذرية تطال الفريق