أخبار العالم

تصعيد ينذر بالخطر.. حرب التصريحات تشتعل بين واشنطن وموسكو وسط مخاوف عالمية

داخل أروقة الحكم العالمي، يتجه العالم نحو لحظة فارقة في العلاقات بين واشنطن وموسكو. الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تصدّر المشهد بتصريح مفاجئ أعلن فيه عقد لقاء قريب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسط خطوات دبلوماسية وصفت بأنها “أولى منذ سنوات”. هذا اللقاء المحتمل، والذي يسبق انتهاء مهلة تهديد ترمب بفرض عقوبات قاسية، يأتي بعد محادثات أجرَاها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف مع بوتين. وما بين هذه الخطوات، تصاعدت التهديدات بفرض رسوم جمركية وعقوبات على دول تشري تدفّق النفط الروسي، ما يجعل ملف واشنطن وموسكو في قلب الزخم الدولي الحالي.

تصعيد ينذر بالخطر.. حرب التصريحات تشتعل بين واشنطن وموسكو وسط مخاوف عالمية

تفاصيل لقاء ويتكوف وبداية التحرك

المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أنهى أمس زيارة إلى موسكو التقى فيها بالرئيس بوتين في جلسة استمرت لحوالي ثلاث ساعات. اللقاء وُصِف بأنه “منتج جدًا” من الجانب الأمريكي، بينما تحدث الدبلوماسيون الروس عن تبادل إشارات إيجابية نحو وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وسط تحفظات ضمنية من موسكو لعدم التفريط في أوراقها الاستراتيجية. مؤتمر صحفي من الكرملين وصف الخطوات بالجادّة رغم أن التفاصيل لم تُكشف كاملة. هذا اللقاء شكل نقطة انطلاق لفتح قنوات دبلوماسية مباشرة بين واشنطن وموسكو.

التهديد بالعقوبات.. أوراق ضغط متبادلة

مع اقتراب الجمعة كموعد نهائي حددّه ترمب لإنهاء الحرب، اتخذت الإدارة الأمريكية سلسلة من الخطوات الاقتصادية: فرض قرار بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الهند بنسبة قد تصل إلى 50%، إلى جانب عقوبات موجهة للدول التي تتعامل في النفط الروسي عبر “أساطيل الظل”. هذه التحركات تهدف مباشرة إلى الضغط على روسيا وعزل مصادر تمويلها العسكرية. ويبدو أن هذه الخطوات تم تحضيرها بدقة لضمان تأثير بصري حقيقي يعزز موقف واشنطن وموسكو من زاوية القوة الاقتصادية.

اقرأ أيضًا: تقرير الوظائف يشعل غضب ترامب خطوة جريئة تطيح بالمفوضة

 واشنطن وموسكو على أعتاب لقاء تاريخي

ترمب أكّد أنه منفتح الآن لعقد لقاء مع بوتين، بل وربما مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي في قمة ثلاثية قد تُعقد في موعدٍ قريب. تصريحات البيت الأبيض أشارت إلى أن موسكو طرحت الفكرة، وأن الولايات المتحدة تقبلها بحذر بُراغماتي، بينما الأوروبيون يؤكدون ضرورة خطوات تحضيرية مهمة قبل أي قمة. هذه الديناميكية تؤكد أن واشنطن وموسكو تنتقلان من منطق الرسائل القاسية إلى السعي المباشر نحو التفاوض، فيما يمكن أن يكون هذا الخطوة المحورية الأولى منذ وقت طويل.

ردود فعل موسكو وحسابات القوة

إعلان المتحدث باسم الكرملين بأن تحسين العلاقات “سيستغرق وقتًا” يعكس الحذر الروسي. موسكو، رغم إظهار موافقة ظاهرية على محادثات وقف إطلاق النار، بقيت متمسكة بتقييم الوضع العسكري على الأرض وتمسكها بأهدافها. تعليق الكرملين يأتي بعد أن أرسل ترمب غواصتين نوويتين قرب السواحل الروسية كردّ فعل على تصريحات روسية، مما يعكس تصاعدًا في التوترات العسكرية. إذن، رغم انفتاح باب واشنطن وموسكو على الحوار، يبقى الوضع هشًا، وتعتمد موسكو على التوقيت والورقة الروسية لضمان أي تنازل.

سيناريوهات ممكنة ومستقبل العلاقات

من المتوقع أن يشمل التحرك الأمريكي المقبل خطوات متعددة: بدءًا من لقاءات ثنائية محتملة، مرورًا بقمّة ثلاثية، وحتى تصعيد اقتصادي إذا لم تتمخض قادة موسكو. هناك تلميحات بأن بوتين قد ينتقد فكرة “وقف جزئي للقصف” كاستراتيجيا ضغط تكتيكية عبر وساطة من دول مثل روسيا البيضاء، مررّة أخرى يلوّح بورقة واشنطن وموسكو بمواجهة استراتيجية دبلوماسية بما تحمله من تحديات. كذلك، تصريحات زيلينسكي تشير إلى أن استمرار الضغط ضروري لضمان التزام موسكو بوقف الحرب فعليًا.

توازن الردع الدبلوماسي ومستقبل السلام

في إحاطة بأوروبا، شدّد وزير الخارجية روبيو على أن هذه التطورات ما تزال في نطاق التحضير الدقيق. فكرة عقد لقاء ثلاثي تحتاج تحضيرات ضخمة، تشمل تنسيق أمني، ضمانات أمنية، وضوء أخضر أوكراني. رغم انفتاح واشنطن وموسكو ولو جزئيًا في اللحظة الراهنة، يبقى الوعي أن الملف الأوكراني يتداخل فيه تدخلات متعددة الأطراف وأهداف دولية. تأثير هذه المرحلة سيمتد إلى ما بعد الجمعة، بقيمة تحملها الذاكرة التاريخية لقطبين لا يلتقيان علنًا منذ سنوات.

في خضم هذا الجمود التاريخي بين واشنطن وموسكو، تبدو القمة المقبلة، المرتقبة خلال الأيام، فرصة نجاة دبلوماسية أو بداية تحول جديد في المشهد الدولي. الـ”مهلة” التي وضعها ترمب قد تتحوّل إلى لحظة صدام أو انطلاقة للتفاوض الفعلي. ما هو واضح أن العالم يترقب ذلك اللقاء—وسط ترقب، توتر، وتطلّعات حقيقية للسلام بعد حرب دمّرتها سنوات من التصعيد.

اقرأ أيضًا: صراخ خلف الكواليس مسؤولون إسرائيليون سابقون يستغيثون بترامب لإنقاذ ما تبقى

كاتب

  • doaa-alhdad

    دعاء الحداد صحفية ومحررة في موقع الخليج لايف، متخصصة في تحرير الأخبار السعودية والخليجية بدقة واحترافية. تمتلك خبرة طويلة في الصحافة الإلكترونية، وعملت سابقًا في عدة منصات إعلامية مرموقة مثل أخبار العرب، عرب نيوز، ويلا جون. تهتم بتغطية التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج، وتتميز بتحرير موضوعي ومهني يعكس فهمًا عميقًا للمشهد الإخباري الخليجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!