أخبار العالم

سباق مع الزمن لإنقاذ تراث الأندلس من ألسنة اللهب بعد حريق يهدد معلمًا إسلاميًا عمره ألف عام

في مواجهته لدخان الحريق الذي اجتاح مسجد-كاتدرائية قرطبة ليلة الجمعة، وقف رجال الإطفاء كحائط صد أمام كارثة محتملة. هذا الموقع الذي يرقد كرمز للحضارة الإسلامية والمسيحية منذ ألف عام، كاد أن يُبتلع بألسنة اللهب. هنا تتجلى عبقرية الاستجابة السريعة في إنقاذ تراث الأندلس من المجهول، وتجسيد القيمة المستدامة لهذا الإرث أمام الرأي العام العالمي.

سباق مع الزمن لإنقاذ تراث الأندلس من ألسنة اللهب بعد حريق يهدد معلمًا إسلاميًا عمره ألف عام

 تفاصيل الحريق والإخماد الفوري

اندلع الحريق عند الساعة التاسعة وربع مساءً تقريبًا في إحدى المصليات التي تُستخدم كمخزن في توسعة المنصور. بفضل تفعيل خطة الطوارئ الفورية، تمكنت فرق الإطفاء من إخماد النيران في غضون ساعة إلى ساعة ونصف، مندفعين نحو إخماد الحريق قبل أن يتجاوز أنقاض المبنى الأثري. وهنا يظهر مفهوم إنقاذ تراث الأندلس كأولوية بالغة الصدق والدقة في التنفيذ.

تمركزت الأضرار في مساحة تقارب 25 إلى 50 مترًا مربعًا فقط، ضمن مساحة البناء الضخم الذي يتجاوز 13,000 متر مربع. طالت الأضرار سقف إحدى المصليات التاريخية وإنهياره، وتأثرت مصليتان إضافيتان بأعمدة خشبية حديث ترميمها. هذه الأضرار المحدودة تعكس نجاح عملية إنقاذ تراث الأندلس في الحفاظ على جوهر المعلم دون أن تؤثر في بنيته العامة.

اقرأ أيضًا: أخيرًا.. مصر تُعلن افتتاح المتحف المصري الكبير في نوفمبر وسط ترقّب عالمي غير مسبوق!

 إعادة الافتتاح وسرعة عودة النشاط

في صباح السبت، فتح المعلم أبوابه للزوار ضمن ساعات العمل المعتادة، باستثناء المنطقة المتضررة التي ظلت مقطوعة مؤقتًا. هذا القرار يعكس التزاماً فعلياً بمشروع إنقاذ تراث الأندلس ليستعيد الحياة تدريجيًا في مقرّ ثقافي يستقطب نحو مليوني زائر سنويًا.

المعلمة تضم 856 عمودًا من الرخام والمرمر، وباحة مشهورة باسم النارنج، ومزيج معماري فريد يجسد التعايش الثقافي. هذه العناصر لم تمسّها ألسنة اللهب، وهي نفس العناصر التي تعكس أهمية إنقاذ تراث الأندلس والمحافظة على تفاصيله الفنية القيمة.

الصور ومقاطع الفيديو التي توثّق الحريق أثارت مخاوف واسعة، خاصة بعد سماع أخبار كاتدرائية نوتردام. لكن سرعة التدخل ونجاح السيطرة على الحريق أعادته إلى حديث عالمي كمثال حيّ على سياسات فعّالة في إنقاذ تراث الأندلس، وواجه إصرار ضخم من الجمهور للحفاظ على هذا الرمز.

 خطوات مستقبلية لتعزيز السلامة الممنهجة

الجهات المعنية أعلنت عن خطط لتركيب أنظمة إنذار متقدمة، وأجهزة كشف دخان، مع إحكام آليات الوقاية والتدريب المستمر لفرق الطوارئ، ضمن سياق استراتيجي شامل يتخطى الإطفاء الفوري ليكون جزءاً من مشروع طويل الأمد في إنقاذ تراث الأندلس.

جدول مقارنة سريع

البندالتفاصيل
توقيت الحريقحوالي الساعة 21:15 مساء الجمعة
مكان الحريقمخزن داخل توسعة المنصور (مصليّة)
مساحة الأضرارحوالي 25–50 متر مربع فقط
الأثر على المعلممحدود إلى المصليات المتضررة فقط
إعادة الفتحصباح السبت ضمن ساعات العمل المعتادة
الخطوات المستقبليةترميم عامودي وسقفي، أنظمة إنذار وكشف دخان متطورة

في مواجهة لحظة حاسمة، كان إنقاذ تراث الأندلس تجلّياً حيّاً للمحافظة على هوية المكان وسلامته. مسجد-كاتدرائية قرطبة لا يزال وقود العراقة والذاكرة، ولم تنجح ألسنة اللهب في هزّ هدوئه العابد بالسلام والثقافة.

اقرأ أيضًا: مبيعات السيارات في الصين تتراجع بوتيرة مفاجئة خلال يوليو

كاتب

  • doaa-alhdad

    دعاء الحداد صحفية ومحررة في موقع الخليج لايف، متخصصة في تحرير الأخبار السعودية والخليجية بدقة واحترافية. تمتلك خبرة طويلة في الصحافة الإلكترونية، وعملت سابقًا في عدة منصات إعلامية مرموقة مثل أخبار العرب، عرب نيوز، ويلا جون. تهتم بتغطية التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج، وتتميز بتحرير موضوعي ومهني يعكس فهمًا عميقًا للمشهد الإخباري الخليجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!