تمويل مشروع رويترز في عُمان يطلق شرارة استثمارات تاريخية نحو المستقبل

في ظل تصاعد التحديات الجيوسياسية وتوتر سلاسل الإمداد العالمية، خطت تمويل مشروع رويترز في سلطنة عُمان خطوة جريئة نحو مستقبل أكثر إشراقًا. إذ وافقت مؤسسة التمويل الدولية الجمعة على تقديم قرض واستثمار بمبلغ يصل إلى 250 مليون دولار لمساندة مشروع طموح لإنتاج “البولي سيليكون” المستخدم في الألواح الشمسية. هذا الدعم المالي، الذي جرى رغم اعتراض المدير التنفيذي الأمريكي وامتناع بعض الدول الأوروبية عن التصويت، يصوغ لوحة جديدة في خارطة الطاقة المتجددة.

خلفية القرار وتأثيره الدولي

جاءت الموافقة على تمويل مشروع رويترز رغم تحفظات من واشنطن، حيث عبّر المدير التنفيذي الأمريكي عن اعتراضه على المشروع. بينما امتنعت حوالي ثلاث دول أوروبية (ألمانيا، هولندا، ودول الشمال الأوروبي) عن التصويت. هذا التباين ألقى الضوء على التوازن بين التمويل البيئي والتحفظات الجيوسياسية، ما يبرز أن جوهر تمويل مشروع رويترز ليس تقنيًا فقط، بل يحمل أبعادًا إستراتيجية.

بلغ إجمالي التمويل المعلن عن تمويل مشروع رويترز حوالي 250 مليون دولار، موزعة بين قرض بقيمة 200 مليون دولار واستثمار في أسهم مميزة بقيمة 50 مليون دولار. المشروع يُقدّر تكلفته الإجمالية بين 1.6 و1.8 مليار دولار، ويهدف لإنشاء مصنع في منطقة صحار الحرة لإنتاج 100 ألف طن سنويا من البولي سيليكون.

 مدى ريادة المشروع في سوق الطاقة الشمسية

سيمنح المشروع عُمان مكانة مهمة في خريطة تصنيع مكونات الطاقة الشمسية عالميًا. عند بلوغ الطاقته الإنتاجية الكاملة، سيُتاح إنتاج ما يكفي من البولي سيليكون لتطوير ألواح شمسية تولّد نحو 40 جيجاواط من الكهرباء سنويًا، ما يجعل تمويل مشروع رويترز شريانًا للدخول إلى اقتصاد الطاقة النظيفة.

الروابط الصينية والتحديات الأصلية

رغم المكاسب، يصاحب تمويل مشروع رويترز ملف حساس: فالرئيس المؤسس للمشروع – مواطن أمريكي سابقًا في شركة صينية – وشركة IDG Capital، أحد المساهمين الأساسيين، كانا متواجدين سابقًا في قائمة وزارة الدفاع الأمريكية للشركات المرتبطة بالجيش الصيني. هذا الأمر أضفى طابعًا سياسيًا وتجاريًا معقدًا على عملية التمويل.

يمثل تمويل مشروع رويترز دعمًا استراتيجيًا لرؤية عُمان 2040 في التنوع الاقتصادي. فالمشروع لا يخدم قطاع الطاقة المتجددة فقط، بل يُنتج آلاف فرص العمل، ويعزز قدرة السلطنة على استقطاب الاستثمارات النوعية، ويضغط بعيدًا عن اقتصاد النفط التقليدي.

مقارنة سريعة بين مصادر التمويل المختلفة للمشروع

تحوّل تمويل مشروع رويترز في عُمان إلى إعلان عالمي بأن السلطنة تسعى بقوة نحو موقعٍ ريادي في الطاقة المتجددة. رغم العوائق السياسية، فإن الموافقة على التمويل ليست مجرد دعم مالي، بل أشبه بنقلة حضارية تُعزز مكانة البلاد في خارطة التنافس الأخضر الدولية. أسهم هذا القرار في إضاءة طريق جديد لعُمان، حيث الاستدامة تُولَد من سواعد وفكر متقدم.

اقرأ أيضًا: مؤتمر الروبوتات العالمي في الصين يرسم ملامح تكنولوجيا المستقبل