تهديدات الذكاء الاصطناعي تدق ناقوس الخطر وتضع مستقبل التكنولوجيا على المحك
مع إطلاق أوّل شرارة للذكاء الاصطناعي على أيدي جون مكارثي وآلان تورنغ، ورفاقهما، لم يتوقع أحد أن يصبح أمرًا يوميًا في حياتنا المهنية والثقافية. واليوم، ومع صعود نماذج مثل ChatGPT، تنطلق نقاشات ساخنة حول تهديدات الذكاء الاصطناعي التي لا تقف عند حدود الإنتاج أو الوظائف، بل تمتد لتلامس جدار الإبداع والإحساس. هل أنتج الذكاء العبرة، أم أنه في طريقه لتحطيم ذاكرة النقد والإبداع الإنساني؟
تصاعد القلق العالمي من تهديدات الذكاء الاصطناعي
تشير بيانات عالمية إلى أن أكثر من 60% من الناس يرون أن هناك مخاطر حقيقية للذكاء الاصطناعي، ويطالبون بتنظيمه بحزم. كما أن الكائنات الثقافية والاستجابية بدأت تعتمد على أنظمة غير شفافة، ما يُعزز مشاعر القلق من فقدان السيطرة. هذا يعكس أن تهديدات الذكاء الاصطناعي ليست بعيدة المنال، بل وسط واقع معيش.
الإبداع الأدبي في مواجهة الذكاء: هشاشة النقد وغياب الحس
من خلال استطلاع آراء أدباء ونقاد، أظهرت الأصوات أن الذكاء قادر على إنتاج نصوص عالية الإتقان، لكنه لا يملك “الوجدان”. ترى الناقدة سهام القحطاني أن الذكاء يحل محل الناقد البشري، مما يهدد “ورقة تأثير الناقد” ويخلق نقدًا آليًا بلا عمق. وهذا ما يعزز تهديدات الذكاء الاصطناعي في القضاء على السمة الإنسانية في الأدب.
هل نقد الإنسان مهدد؟ بين القيم والتكرار المبرمج
يرى الدكتور كامل فرحان أن المشكلة أكبر من النقد، فمن يُلهيه “النقد الاصطناعي” لن يلحظ أن أعمدة الإبداع تنهار. بينما يشير جابر الخلف إلى أن الذكاء لا ينمّي الذائقة، بل تقذف بنا إلى عصر يُحتفي بالتحليل الفائق دون إحساس. وهنا تتجسد تهديدات الذكاء الاصطناعي في إضعاف مشاعر التذوّق وتوحيد الذائقة النقدية بين مستويات متفاوتة.
الإدمان الثقافي وشبح العزوف عن النقد الحقيقي
مؤخّرًا، كشف بحث عالمي أن أكثر من نصف المستخدمين يخفيون استخدامهم للذكاء الاصطناعي في العمل. هذا التوجه ينعكس على الكتابة بدورها—حيث يُغلب الأسلوب السريع على التعمق. هل نواجه مرحلة يطغى فيها الذكاء على “المعنى”؟ مما يضاف إلى لائحة تهديدات الذكاء الاصطناعي تهديدًا للّغة البشرية وسفر النصوص المحلقة في فضاء بلا جذور.
تواجه المؤسسات الأدبية خطر استنزاف المحتوى الأدبي دون تعويض المبدعين. كما تحذر المنظمات الأدبية من استخدام المنشورات الثقافية في تدريب أنظمة AI بدون إذن أو مقابل. وهذا يسلّط الضوء على تهديدات الذكاء الاصطناعي التي تتعدى النص إلى جوهر الملكية الثقافية والحقوق المعنوية.
كيف نحد من تهديدات الذكاء الاصطناعي؟
إليك مقترحات لتحقيق التوازن بين التقنية والإبداع:
- تقنين الاستخدام: ضرورة إقرار تشريعات لتحديد حدود استخدام الذكاء في الأدب.
- تعزيز التعليم النقدي: تضمين مواد نقدية تقليدية وتقنية في المنصات التعليمية.
- تشجيع التفاعل إنسانيًا: دمج أدوات الإنسان-في-المعادلات عند استخدام الذكاء في الكتابة.
- برامج تعويضية للمبدعين: حماية حقوق الأدباء عند استخدام أعمالهم كبيانات تدريبية.
بهذا نواجه تهديدات الذكاء الاصطناعي بروح واعية تحفظ المكانة الحقيقية للنص الإنساني المجسد.
بين الإعجاب والإخافة، يقف الأدب في مفترق طريق: هل يحتضن الذكاء الاصطناعي على أنه وسيلة تعزز الإبداع؟ أم سيفقد صحته لصالح آلة لا تشعر؟ تهديدات الذكاء الاصطناعي تُحوم فوق الرأس، فإذا لم نحصن الأدب والحرية النقدية، فسيُصبح النقد الآلي هواية بلا روح، والنص بلا قلب.
اقرأ أيضًا: فضيحة الذكاء الاصطناعي: خدع زوجين ماليزيين بـ فتاة وهمية وفيديو زائف يشبه الحقيقة!