أخبار السعوديةالخليج اليوم

في خطوة غير مسبوقة.. نادي جدة الأدبي يتحوّل رسميًا إلى جمعية ثقافية

في خطوة تُعد منعطفًا تاريخيًا في مسيرة الثقافة السعودية، أعلن رسميًا عن تحول نادي جدة الأدبي إلى جمعية ثقافية غير ربحية تحت مسمى “جمعية أدبي جدة”، وذلك بعد موافقة المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي واعتماد أول مجلس إدارة للجمعية لمدة أربع سنوات. هذه الخطوة لم تكن مجرد تغيير في المسمى، بل بداية لمرحلة جديدة من العمل الثقافي المؤسسي، تقوم على مرونة أكبر، وشمولية أوسع في البرامج، وانفتاح أكبر على المجتمع المحلي والدولي.

في خطوة غير مسبوقة.. نادي جدة الأدبي يتحوّل رسميًا إلى جمعية ثقافية

 من نادي جدة الأدبي إلى جمعية أدبي جدة

تحويل نادي جدة الأدبي إلى جمعية يأتي في إطار خطة وطنية لتحويل الأندية الأدبية في المملكة إلى جمعيات غير ربحية. هذا التحول يعكس التوجه العام نحو تعزيز الاستدامة المالية وتوسيع الشراكات، وتمكين المؤسسات الثقافية من الاعتماد على مصادر دخل متنوعة، بدلًا من الاكتفاء بالدعم الحكومي.
وفق الرؤية الجديدة، سيكون للجمعية صلاحيات أوسع في إطلاق المبادرات، وتوقيع الشراكات مع مؤسسات تعليمية وثقافية داخل المملكة وخارجها، ما يمنحها مرونة في التخطيط وإدارة المشاريع.

 توازن بين الخبرة والتجديد

شهد التشكيل الجديد لمجلس إدارة الجمعية مزيجًا لافتًا بين الأسماء التاريخية والوجوه الجديدة. فقد عاد محمد علي قدس، أمين سر النادي الأسبق، ليشارك في رسم ملامح المرحلة القادمة، في حين انضمت الدكتورة فاطمة إلياس كأول سيدة في المجلس، مما يعكس الانفتاح على تمكين المرأة في المناصب الثقافية القيادية.
كما ضم المجلس أسماء أخرى ذات خبرة في المشهد الأدبي والإداري، مثل الدكتور عبدالرحمن السلمي وعبدالعزيز الشريف، إلى جانب الدكتور عبدالله عويقل السلمي الذي يقود المجلس كرئيس منتخب، واضعًا رؤية طموحة تستلهم إرث النادي وتستشرف آفاق المستقبل.

اقرأ أيضًا: انسحاب الهلال من كأس السوبر يُشعل غضب الاتحاد.. عقوبات صارمة تلوح في الأفق

طموحات الجمعية الجديدة

رئيس الجمعية أكد أن الهدف هو تعزيز حضور جدة على الخريطة الثقافية العربية والعالمية. وتشمل الخطط المستقبلية إنشاء منصات رقمية تفاعلية لخدمة الكتاب والشعراء، تنظيم مهرجانات أدبية كبرى، واستقطاب فعاليات عالمية لعرض الثقافة السعودية.
كما تهدف الجمعية إلى تطوير برامج تدريبية للشباب المهتمين بالكتابة والنقد والترجمة، بما يسهم في رفد الساحة الثقافية بدماء جديدة قادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا.

 العمل المؤسسي الجديد

من أبرز ملامح المرحلة الجديدة إنشاء لجان متخصصة في الشعر، السرد، النقد الأدبي، والترجمة، بالإضافة إلى لجان تهتم بالأنشطة المجتمعية والثقافة الرقمية. هذه اللجان ستعمل على تنفيذ برامج متخصصة تخدم قطاعات مختلفة من المجتمع، مع الحرص على إشراك الشباب في التخطيط والتنفيذ.
هذا التوجه المؤسسي يُتوقع أن ينعكس إيجابًا على جودة الفعاليات، ويضمن تنوعها وتلبيتها لاحتياجات جمهور واسع، بدءًا من القراء العاديين ووصولًا إلى الباحثين والأكاديميين.

دور نادي جدة الأدبي السابق في تأسيس المشهد الثقافي

لا يمكن الحديث عن هذه النقلة النوعية دون التوقف عند إرث نادي جدة الأدبي الذي لعب دورًا محوريًا منذ تأسيسه في السبعينيات. فقد كان منصة لاحتضان المواهب، وإطلاق الجوائز الأدبية، وتنظيم الأمسيات الشعرية والندوات الفكرية.
هذا التاريخ الحافل منح الجمعية قاعدة جماهيرية واسعة، وأسس لجمهور وفيّ يتطلع لرؤية هذا الإرث يتطور ويتجدد بما يتناسب مع روح العصر وتحدياته.

مقارنة بين نموذج النادي القديم ونموذج الجمعية الجديد

لإيضاح التحول، يمكننا النظر إلى الفروقات الجوهرية بين الصيغة السابقة والهيكل الجديد:

العنصرنموذج النادي القديمنموذج الجمعية الجديد
التمويلدعم حكومي أساسيمصادر دخل متعددة (شراكات، رعايات)
الصلاحيات الإداريةمحدودة باللوائح الرسميةمرونة أكبر في اتخاذ القرارات
البرامج والأنشطةأمسيات وندوات محليةفعاليات دولية وبرامج تدريبية
الانفتاح على المجتمعمحدود نسبيًاشراكات محلية وإقليمية ودولية

هذا التحول لا يعني القطيعة مع الماضي، بل البناء عليه وتطويره ليواكب المتغيرات الثقافية والاجتماعية في المملكة والمنطقة.

إن انطلاق “جمعية أدبي جدة” يمثل خطوة استراتيجية تضع جدة في قلب الحراك الثقافي السعودي والعربي. فهي ليست مجرد استمرار لرسالة نادي جدة الأدبي، بل تطوير لها بما يتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين. التحدي الآن يكمن في كيفية ترجمة هذه الرؤية الطموحة إلى مشاريع واقعية ذات أثر ملموس على المجتمع الثقافي. ومع وجود قيادة تجمع بين الخبرة والرؤية المستقبلية، تبدو الآفاق مشرقة، والفرص مفتوحة لكتابة فصل جديد في قصة الثقافة السعودية.

اقرأ أيضًا: تهديدات الذكاء الاصطناعي تدق ناقوس الخطر وتضع مستقبل التكنولوجيا على المحك

كاتب

  • doaa-alhdad

    دعاء الحداد صحفية ومحررة في موقع الخليج لايف، متخصصة في تحرير الأخبار السعودية والخليجية بدقة واحترافية. تمتلك خبرة طويلة في الصحافة الإلكترونية، وعملت سابقًا في عدة منصات إعلامية مرموقة مثل أخبار العرب، عرب نيوز، ويلا جون. تهتم بتغطية التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج، وتتميز بتحرير موضوعي ومهني يعكس فهمًا عميقًا للمشهد الإخباري الخليجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!