أخبار العالم

سهم أبل يحلق لأعلى مكاسب أسبوعية منذ 5 سنوات بعد لقاء البيت الأبيض

شهد الأسبوع المنتهي في 9 أغسطس 2025 قفزة تاريخية في أسواق المال، حيث تصدّر سهم أبل قائمة الرابحين بأكبر مكاسب أسبوعية منذ يوليو 2020. الارتفاع جاء مدفوعًا بحدث سياسي واقتصادي بارز، تمثل في لقاء الرئيس التنفيذي للشركة، تيم كوك، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث أعلن عن التزام تاريخي بضخ استثمارات بقيمة 100 مليار دولار جديدة في التصنيع داخل الولايات المتحدة، ضمن خطة أشمل تصل إلى 600 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة.

هذه الخطوة لم تُشعل الحماس بين المستثمرين فحسب، بل أضافت أكثر من 400 مليار دولار إلى القيمة السوقية للشركة، لترسخ مكانة أبل كواحدة من أضخم الكيانات الاقتصادية في العالم.

سهم أبل يحلق لأعلى مكاسب أسبوعية منذ 5 سنوات بعد لقاء البيت الأبيض

السباق التاريخي – أسبوع استثنائي في مسيرة أبل

في تاريخ أسواق المال، قليل من الأسابيع يترك بصمة قوية كما فعل هذا الأسبوع بالنسبة لـ سهم أبل. منذ آخر قفزة كبرى في يوليو 2020، لم نشهد ارتفاعًا أسبوعيًا بهذا الحجم.
أنهى السهم تعاملات الجمعة بارتفاع بنسبة 4%، بعد أسبوع كامل من الصعود المتواصل بلغ في مجمله 13%. هذه النسبة تمثل قفزة قوية للغاية لسهم بحجم أبل، حيث تعكس حجم الثقة التي اكتسبتها الشركة بين المستثمرين.

القيمة السوقية للشركة وصلت إلى نحو 3.4 تريليون دولار، لتحتل المركز الثالث عالميًا من حيث رأس المال السوقي، خلف شركتي إنفيديا ومايكروسوفت، متقدمة على عمالقة مثل ألفابت وأمازون.

جدول – مقارنة الأداء التاريخي لسهم أبل

التاريخالأداء الأسبوعيالقيمة السوقية
أغسطس 2025+13%3.4 تريليون
يوليو 2020+11% تقريبًا1.7 تريليون

هذه الأرقام تبرز أن ما حدث لم يكن مجرد حركة سعرية عابرة، بل تطور له جذور سياسية واقتصادية عميقة.

الإعلان الذي قلب الموازين

في لقاء لافت في البيت الأبيض، أعلن تيم كوك عن خطة استثمارية غير مسبوقة، تتضمن ضخ 100 مليار دولار إضافية في التصنيع المحلي، تضاف إلى خطة أوسع بقيمة 600 مليار دولار خلال أربع سنوات. الهدف من هذه الخطة هو تعزيز التصنيع الأمريكي، تقليل الاعتماد على المكونات المستوردة، وخلق آلاف الوظائف في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.

الخطة تشمل إقامة مصانع جديدة لتجميع أجهزة أيفون وأبل ووتش، وإنشاء مراكز بحث وتطوير في عدة ولايات أمريكية، إضافة إلى شراكات استراتيجية مع شركات محلية لتوريد المكونات. هذه الخطوات ليست مجرد إعلانات دعائية، بل تعكس تحولًا في سياسة أبل الصناعية، لمواجهة التحديات العالمية وتقلبات سلاسل التوريد.

إلى جانب الأثر الاقتصادي، منح هذا الإعلان أبل دفعة سياسية قوية، إذ حصلت على إعفاءات جمركية على واردات محددة، مما سيعزز من هوامش أرباحها خلال السنوات المقبلة.

أثر الإعلان على الأسواق المالية

ما إن تم الإعلان عن الخطة حتى شهدت أسواق المال موجة صعود قوية. ارتفع سهم أبل بنسبة ملحوظة في يوم الإعلان، وتبعه ارتفاع مستمر حتى نهاية الأسبوع. لم يكن هذا التأثير مقتصرًا على أبل وحدها، بل شمل عددًا من الشركات الشريكة والموردة، خاصة شركات تصنيع المكونات الزجاجية وأشباه الموصلات.

المحللون في وول ستريت رفعوا توقعاتهم لسعر السهم المستهدف، حيث تراوحت التقديرات الجديدة بين 240 و250 دولارًا، مع توصيات متزايدة بالشراء. هذا التفاؤل مدفوع برؤية أن أبل تدخل مرحلة توسع جديدة، مدعومة باستقرار سياسي نسبي في بيئة أعمالها المحلية.

الأبعاد الاستراتيجية للقرار

قرار أبل بالاستثمار الضخم في التصنيع المحلي يحمل أبعادًا استراتيجية تتجاوز الأثر المالي المباشر. من أهم هذه الأبعاد:

  1. تعزيز أمن سلسلة التوريد: تقليل الاعتماد على الدول الآسيوية في إنتاج المكونات الحيوية.
  2. التكيف مع السياسات التجارية الأمريكية: الاستفادة من الحوافز والإعفاءات الجمركية.
  3. تعزيز الصورة العامة للشركة: الظهور كمساهم رئيسي في الاقتصاد الأمريكي وخلق فرص العمل.

هذه الخطوة قد ترفع تكاليف الإنتاج على المدى القصير، لكنها تضمن استقرارًا أكبر على المدى الطويل، خاصة في ظل التوترات التجارية العالمية.

 التداعيات المحتملة على قطاع التكنولوجيا

تحركات أبل قد تلهم شركات التكنولوجيا الأخرى للسير على نفس النهج، خاصة مع زيادة الحوافز الحكومية للاستثمار المحلي. من المتوقع أن نشهد موجة من إعادة التصنيع إلى الداخل الأمريكي، خاصة في القطاعات الحيوية مثل أشباه الموصلات والبطاريات المتقدمة.

هذا التحول سيؤثر أيضًا على الأسواق العالمية، إذ قد تضطر الشركات الآسيوية لإعادة النظر في استراتيجياتها التصديرية، وربما إقامة مصانع داخل الولايات المتحدة لمواصلة العمل مع أبل وشركات أمريكية أخرى.

 رؤية مستقبلية – ما بعد الصعود

على الرغم من الزخم الحالي، فإن استدامة هذا الأداء تعتمد على قدرة أبل على تنفيذ خطتها بكفاءة. نجاح هذه الاستثمارات سيعزز من قيمة سهم أبل ويجعله أكثر استقرارًا على المدى الطويل. لكن أي تأخير أو تعثر قد ينعكس سلبًا على ثقة المستثمرين.

المستقبل القريب سيشهد مراقبة دقيقة لتقدم المشاريع الجديدة، تأثيرها على أرباح الشركة، ومدى استفادة الاقتصاد الأمريكي من هذه الخطوة.

اقرأ أيضًا: هل حققت إنفيديا مستوى تاريخي بعد لقاء الرئيس التنفيذي مع ترامب؟

كاتب

  • doaa-alhdad

    دعاء الحداد صحفية ومحررة في موقع الخليج لايف، متخصصة في تحرير الأخبار السعودية والخليجية بدقة واحترافية. تمتلك خبرة طويلة في الصحافة الإلكترونية، وعملت سابقًا في عدة منصات إعلامية مرموقة مثل أخبار العرب، عرب نيوز، ويلا جون. تهتم بتغطية التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج، وتتميز بتحرير موضوعي ومهني يعكس فهمًا عميقًا للمشهد الإخباري الخليجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!