رسالة مؤثرة من كوكا تزلزل المشاعر بعد استشهاد أنس الشريف

في مساء الأحد العاشر من أغسطس 2025، تحوّلت خيمة الصحفيين قرب مستشفى الشفاء في غزة إلى مسرح مأساوي بعد قصف إسرائيلي متعمد أسفر عن استشهاد عدد من الإعلاميين البارزين، بينهم الصحفي أنس الشريف. هذه الجريمة، التي جاءت في وقت حساس من التصعيد العسكري، هزت المشهد الإعلامي والسياسي، وأثارت موجة تنديد عالمية. لم يكن استشهاد أنس الشريف حدثًا عابرًا، بل أصبح رمزًا لمعركة الحقيقة وحرية الصحافة، خاصة بعد الرسالة المؤثرة التي وجّهها نجم الكرة أحمد حسن كوكا، والتي وصفت بأنها من أكثر ردود الفعل الإنسانية قوة وتأثيرًا.

مشهد القصف وسياق استشهاد أنس الشريف

في الليلة المأساوية، دوّت انفجارات متتالية في محيط مستشفى الشفاء، حيث كانت خيمة الصحفيين تقف شاهدة على الأحداث وتنقل للعالم تفاصيل المأساة الإنسانية. أصاب القصف المباشر الخيمة، ليتحوّل المكان إلى بحر من الدماء والمعدات المدمرة. أسفر الهجوم عن استشهاد أنس الشريف إلى جانب مجموعة من زملائه، بينهم مراسلون ومصورون ومساعدون ميدانيون.

الصور التي خرجت بعد الحادثة أظهرت خوذات الصحفيين الملطخة بالدماء وكاميراتهم المحطمة، في مشهد يلخص استهداف الكلمة الحرة والعدسة التي تنقل الحقيقة. شهود عيان أكدوا أن الموقع كان مميزًا بعلامات واضحة تدل على وجود صحفيين، ما يجعل القصف فعلًا متعمدًا يدخل في إطار جرائم الحرب.

 الصحفيون هدف دائم

منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 230 صحفيًا وعاملًا في المجال الإعلامي، وهو رقم قياسي عالميًا في الصراعات الحديثة. وتجاوزت نسبة الضحايا من العاملين في الإعلام 10% من إجمالي الصحفيين النشطين في غزة.

هذه الإحصائيات المرعبة تسلّط الضوء على المخاطر غير المسبوقة التي يواجهها الصحفيون بغزة اليوم، حيث لم تعد الخوذة أو السترة الواقية تحمل أي ضمانة للحياة، بل أصبحت في كثير من الأحيان علامة استهداف. وفي قلب هذه الأرقام، يظل استشهاد أنس الشريف محطة فارقة، إذ كان من أبرز الأصوات التي وثّقت المأساة الفلسطينية للعالم.

 إرث أنس الشريف باقٍ

قبل ساعات من استشهاده، كتب أنس الشريف رسالة مؤثرة عبر منصاته الرقمية، حثّ فيها العالم على عدم نسيان غزة، مؤكداً أن صوته سيظل حاضرًا حتى وإن صمت جسده. هذه الكلمات تحولت إلى وصية أخيرة تمثل روح الصحفي المقاوم الذي لا يتراجع أمام الخطر.

أحمد حسن كوكا، اللاعب المصري الدولي، وصف الشريف بأنه “رجل لم يكن سلاحه سوى الحقيقة التي تلتقطها عدسته”، وأدان استهداف الصحفيين باعتباره جريمة لا يمكن تبريرها. تفاعل الجمهور مع رسالته بشكل واسع، ما زاد من زخم التضامن الدولي مع الصحفيين في غزة.

ردود الفعل العالمية

أثار استشهاد أنس الشريف موجة تضامن غير مسبوقة، إذ صدرت بيانات إدانة من منظمات حقوقية وصحفية حول العالم، بالإضافة إلى احتجاجات شعبية في عدة عواصم. شخصيات سياسية بارزة طالبت بفتح تحقيق دولي مستقل في الجريمة، بينما دعا نواب في برلمانات أوروبية إلى فرض عقوبات على الجهات المسؤولة عن استهداف الصحفيين.

الصور واللقطات التي وثقت اللحظات الأخيرة للشريف انتشرت على نطاق واسع، وأصبحت رمزًا لمعركة الدفاع عن حرية الكلمة في مناطق النزاع.

التحديات أمام الصحافة في غزة بعد الفاجعة

منذ استشهاد أنس الشريف، يعيش الصحفيون في غزة واقعًا أكثر خطورة، حيث باتت أماكن عملهم، بل وحتى منازلهم، أهدافًا محتملة للهجمات. هذا الواقع دفع اتحاد الصحفيين الفلسطيني إلى المطالبة بإنشاء مناطق آمنة للصحفيين، وتفعيل آليات الحماية الدولية المنصوص عليها في القوانين الأممية.

كما دعا الاتحاد إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الإعلاميين أمام المحكمة الجنائية الدولية، معتبرًا أن الإفلات من العقاب يشجع على تكرار الانتهاكات.

جدول إحصائي حول استهداف الصحفيين في غزة

لقد كشف استشهاد أنس الشريف عن الوجه الحقيقي للحرب على الحقيقة، وأكد أن المعركة ليست فقط على الأرض، بل أيضًا في ميدان الإعلام، الشريف لم يكن مجرد صحفي، بل كان شاهدًا على التاريخ وصوتًا للمظلومين. رحيله المأساوي يمثل خسارة كبيرة للمشهد الإعلامي العالمي، لكنه ترك إرثًا سيظل يذكّر العالم بأن الكلمة الحرة قد تُستهدف، لكنها لا تُهزم.

اقرأ أيضًا: خيارات نتنياهو بشأن حرب غزة تفتح فصلاً جديدًا… تعرف على السيناريوهات الثلاثة الحاسمة