جراحون ينجحون في استئصال ورم ليفي ضخم بحجم خمسة أطفال من امرأة هندية

في إنجاز جراحي استثنائي، نجح فريق طبي في العاصمة الهندية دلهي في إجراء عملية دقيقة استغرقت عدة ساعات لاستئصال ورم ليفي ضخم من رحم امرأة تبلغ من العمر 56 عامًا. بلغ وزن الورم 18.5 كيلوغرام، أي ما يعادل وزن خمسة أطفال حديثي الولادة، لتصبح هذه العملية واحدة من أكبر عمليات الاستئصال المسجلة عالميًا خلال السنوات الأخيرة. هذه الحالة النادرة تسلط الضوء على أهمية التشخيص المبكر والمهارة الجراحية في التعامل مع أورام الرحم الكبيرة.

تفاصيل الحالة والصعوبات الطبية

بدأت معاناة المريضة منذ ست سنوات مع آلام حادة في منطقة الحوض، وصعوبة متزايدة في الحركة، وانتفاخ واضح في البطن ظنته مجرد انتفاخ عادي. ومع تفاقم الأعراض، كشفت الفحوصات الطبية عن وجود ورم ليفي ضخم تسبب في ضغط كبير على الأعضاء المحيطة وتشوه في تشريح الرحم.

قاد العملية فريق جراحي متعدد التخصصات برئاسة الدكتور دينيش كانسيل، وشارك فيه أطباء من تخصصات المسالك البولية والتخدير والعناية المركزة. واجه الأطباء تحديات كبيرة بسبب حجم الورم ووجود التصاقات داخلية ناتجة عن جراحات سابقة، وهو ما جعل العملية أكثر تعقيدًا وتطلب تخطيطًا دقيقًا وقرارات فورية داخل غرفة العمليات.

 مقارنة بحالات سابقة

ورغم أن استئصال ورم ليفي ضخم بهذا الحجم أمر نادر للغاية، إلا أن السجلات الطبية شهدت في الماضي حالات مشابهة. لكن هذه العملية الأخيرة تعد من الأكبر التي يتم تسجيلها في السنوات الأخيرة، خاصة بالنظر إلى حجم الورم وتعقيد الحالة الصحية للمريضة.

 المخاطر المحتملة وكيفية التعامل معها

إزالة الأورام الليفية العملاقة تنطوي على مخاطر كبيرة مثل النزيف الحاد، والضغط على الأعضاء الداخلية، واضطرابات التخدير. في هذه العملية، تم التعامل مع المخاطر من خلال التحكم الدقيق في النزيف، والحفاظ على استقرار المؤشرات الحيوية للمريضة، وإزالة الالتصاقات بحذر شديد لتجنب أي مضاعفات.

اقرأ أيضًا: علاج جديد لمرضى السكري يعيد إنتاج الإنسولين طبيعيًا.. اكتشاف طبي قد يغير حياة الملايين!

 أهمية التشخيص المبكر

الأورام الليفية الرحمية تُعد من أكثر الأورام الحميدة شيوعًا بين النساء في سن الإنجاب، حيث تصيب ما بين 40 و80% من النساء في الفئة العمرية من 30 إلى 50 عامًا. وفي الغالب، تكون صغيرة الحجم ولا تسبب أعراضًا، لكن في بعض الحالات النادرة قد تنمو بشكل مفرط لتصل إلى أحجام عملاقة.

الكشف المبكر يتيح فرصًا أكبر للعلاج بطرق أقل تدخلاً، مثل الجراحة بالمنظار أو العلاجات الدوائية، قبل أن تتطور الحالة لتتطلب عمليات مفتوحة معقدة.

 خيارات العلاج البديلة

عندما يكون حجم الورم متوسطًا أو صغيرًا، يمكن اللجوء إلى الجراحة بالمنظار أو تقنيات حديثة مثل قسطرة الشريان الرحمي لتقليص الورم. لكن في حالة استئصال ورم ليفي ضخم كالذي شهدته دلهي، يصبح التدخل الجراحي المفتوح هو الخيار الوحيد نظرًا لحجم الورم وتأثيره على الأعضاء المجاورة.

 الدروس المستفادة والتوعية الصحية

تُبرز هذه العملية أهمية عدم تجاهل الأعراض المستمرة مثل الانتفاخ المزمن أو آلام الحوض. رفع الوعي الصحي لدى النساء، وتشجيع الفحوصات الدورية، قد يمنع تطور الأورام إلى أحجام خطيرة. كما تؤكد هذه الحالة أن النجاح في استئصال ورم ليفي ضخم يتطلب فريقًا جراحيًا ذا خبرة، وبنية تحتية طبية متطورة، وتخطيطًا دقيقًا قبل وأثناء الجراحة.

جدول مقارنة لحالات أورام ليفية ضخمة

يمثل هذا الإنجاز الجراحي علامة فارقة في تاريخ الطب النسائي، حيث تم التعامل مع حالة شديدة التعقيد بنجاح تام. ويؤكد أن التشخيص المبكر والمتابعة الدورية هما خط الدفاع الأول ضد تطور الأورام الليفية إلى مراحل متقدمة تتطلب جراحات كبرى. ومع تقدم الطب، تبقى مثل هذه الحالات النادرة فرصة لإبراز الإمكانيات الجراحية العالية التي يمكن أن تنقذ حياة المرضى وتعيد لهم جودة حياتهم.

اقرأ أيضًا: أطعمة تدمر صحة الدماغ بصمت… احذر هذه العادات الغذائية الشائعة