في حدث سماوي نادر يترقبه الملايين، يشهد العالم مساء يوم الأحد خسوفًا قمريًا جزئيًا يمكن مشاهدته في معظم مناطق المملكة العربية السعودية، ويُعرف هذا النوع أحيانًا بظاهرة قمر الدم بسبب تغير لون القمر إلى الأحمر الداكن عند الذروة. وقد أعلن وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد توجيهاته بإقامة صلاة الخسوف في مختلف المساجد والجوامع عند رؤية الظاهرة، التزامًا بالسنة النبوية. هذا القرار يحمل بعدًا دينيًا وروحانيًا يعزز من قيم التآزر والعودة إلى الله في مثل هذه اللحظات.
ويأتي هذا الإعلان متزامنًا مع تقارير فلكية دولية نشرتها وكالات مثل ناسا وtimeanddate.com التي أوضحت أن الخسوف سيستمر نحو 3 ساعات، وأن ذروته ستكون في تمام الساعة 10:15 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.
الأبعاد الشرعية لصلاة الخسوف
تُعد صلاة الخسوف سنة مؤكدة عن النبي ﷺ، حيث وردت أحاديث صحيحة تأمر المسلمين بالصلاة والدعاء عند حدوث الظاهرة.
الهدف منها تذكير الناس بقدرة الله وعظمته.
هذه الصلاة تختلف عن الصلوات المعتادة، إذ تُصلى ركعتين في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجدتان.
توجيه وزير الشؤون الإسلامية جاء لتفعيل هذه السنة في كل مساجد المملكة.
في السياق نفسه، دعا الوزير الأئمة إلى توعية المصلين بضرورة الإكثار من التكبير، الاستغفار، الصدقة، والدعاء أثناء الخسوف. هذه الممارسات لا ترتبط فقط بالجانب التعبدي، بل تهدف إلى تعزيز قيم التكافل الاجتماعي.الرؤية الفلكية وتفاصيل الخسوف في المملكة.
بحسب بيانات EarthSky وtimeanddate.com:
يبدأ الخسوف الجزئي مساء الأحد 7 سبتمبر 2025 عند الساعة 8:11 مساءً.
يصل إلى الذروة الساعة 10:15 مساءً.
ينتهي تمامًا بعد منتصف الليل بتوقيت مكة المكرمة.
يمكن رؤيته بوضوح في مناطق المملكة كافة باستثناء بعض الأجزاء الجنوبية التي قد يغطيها الغيم.
هذا التوافق بين المعلومات الفلكية والتوجيه الشرعي يجعل من الحدث لحظة فريدة يتداخل فيها العلم والإيمان. وقد حذرت هيئة الفلك السعودية من النظر المباشر لفترات طويلة نحو القمر أثناء الخسوف بالمناظير بدون عدسات واقية، رغم أنه آمن بالعين المجردة.
الدور الاجتماعي لصلاة الخسوف
تُعتبر إقامة صلاة خسوف القمر حدثًا اجتماعيًا بامتياز، إذ يجتمع الناس في المساجد متناسين الفوارق الاجتماعية، في لحظة روحانية جامعة.
تعزز قيم الوحدة الوطنية.
تتيح الفرصة للتواصل بين الأئمة والمصلين بشكل مباشر.
تمثل مناسبة للوعظ والإرشاد الديني.
كما أوصت وزارة الشؤون الإسلامية بأن تتضمن خطب الأئمة بعد الصلاة رسائل تربوية عن أهمية التوبة، الاستغفار، وأداء الصدقات. وهنا يظهر البعد الاجتماعي المترابط مع مؤسسات التنمية الذي يعمل على تعزيز مبادئ التكافل ودعم الفئات المحتاجة.
صلاة الخسوف بين الماضي والحاضر
منذ عهد النبي ﷺ وحتى اليوم، كان المسلمون يقيمون هذه الصلاة كلما حدث خسوف أو كسوف. لكن التطور في وسائل الإعلام والاتصال جعل من الحدث فرصة أكبر للتوعية:
في الماضي كان الناس يعتمدون على الرؤية المباشرة للقمر.
اليوم تنشر وكالات الفضاء مثل ناسا جداول دقيقة بموعد كل خسوف لعقود قادمة.
المملكة أصبحت من الدول الرائدة في دمج الرؤية الشرعية مع التنبؤات الفلكية لتحديد مواقيت مثل هذه الظواهر.
الجوانب التعليمية والثقافية للحدث
الخسوف ليس مجرد ظاهرة دينية، بل يمثل أيضًا فرصة تعليمية للطلاب والباحثين، الجامعات السعودية تنظم فعاليات لرصد الخسوف باستخدام التلسكوبات، ويستفيد الطلاب من ذلك لفهم العلوم الفلكية بشكل عملي.
كما تنظم بعض المراكز الثقافية محاضرات عامة حول العلاقة بين الظواهر الفلكية والإيمان. هذا يعزز من مكانة المملكة كدولة تجمع بين الأصالة الدينية والتقدم العلمي.
اقرأ أيضًا: لغز التبرع الكبير.. قيمة سيارات الأسد تنتقل إلى صندوق التنمية السوري
