حتى الآن، لم يتجاوز الرد القطري على إسرائيل حدود البيانات الرسمية، التي وصفت الهجوم على وفد حماس في الدوحة على الدوحة بأنها “إرهاب دولة” و”انتهاك للسيادة”. لكن على الأرض، لا توجد أي تحركات ملموسة، ما يفتح الباب واسعًا أمام التكهنات: هل ستبقى الأمور في إطار الكلام؟ أم أن الدوحة تخطّط لرد عملي يغير قواعد اللعبة في المنطقة؟
السيناريو الأول: التصعيد القانوني والدبلوماسي
قد تختار قطر أن تجعل الرد القطري على إسرائيل قانونيًا بحتًا، عبر:
- تقديم شكاوى عاجلة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
- دفع باتجاه صدور بيان إدانة دولي.
- المطالبة بتعويضات أو اعتذار رسمي.
هذا السيناريو يعزز صورة قطر كدولة تعتمد على القوانين الدولية، لكنه في المقابل قد يُظهرها ضعيفة أمام الرأي العام المحلي إذا لم يترافق مع خطوات عملية أقوى.
السيناريو الثاني: الرد العسكري غير المباشر
من غير المتوقع أن تخوض قطر مواجهة مباشرة مع إسرائيل، لكنها قد تلجأ إلى الرد غير المباشر مثل:
- فتح قنوات دعم أكبر لفصائل المقاومة الفلسطينية.
- السماح بعمليات لوجستية عبر أراضيها (بطريقة سرية أو من خلال أطراف ثالثة).
- تعزيز تحالفات أمنية مع دول إقليمية لتوجيه رسالة ردع.
هذا السيناريو يحمل مخاطر كبيرة لأنه قد يعرّض الدوحة لضغط أمريكي وغربي.
السيناريو الثالث: الرد الإعلامي الموسع
من المرجح أن تعتمد قطر على قوتها الإعلامية، خاصة عبر شبكاتها الكبرى، لتشكيل رد قطري على إسرائيل إعلامي ضخم.
- تغطيات موسّعة للغارة باعتبارها “جريمة حرب”.
- حملات دولية لفضح الممارسات الإسرائيلية.
- دعم خطاب شعبي عربي معادٍ لإسرائيل.
ورغم أن هذا السيناريو لا يغيّر الوقائع الميدانية، إلا أنه يمنح قطر ورقة ضغط معنوية وسياسية مؤثرة.
السيناريو الرابع: المناورة بالوساطة
من أبرز السيناريوهات أن تستخدم قطر الأزمة لتقوية موقعها كوسيط، بحيث تعرض العودة إلى التفاوض لكن بشروطها.
- توظيف الغضب الشعبي لتبرير مطالب جديدة.
- الضغط من موقع “المتضرر” لانتزاع اعتراف دولي بدورها المركزي.
- الجمع بين خطاب حاد وتحركات ناعمة خلف الكواليس.
هذا السيناريو يتماشى مع طبيعة السياسة القطرية، التي غالبًا ما توازن بين التصعيد العلني والتحركات الهادئة.
السيناريو الخامس: الصمت الاستراتيجي
قد يبدو غريبًا، لكن خيار “اللا رد” قائم. في هذه الحالة، يظل الرد القطري على إسرائيل مجرد بيانات إعلامية، بينما تركز الدوحة على حماية استقرارها الداخلي وتحالفاتها الدولية.
- ميزة هذا السيناريو: تفادي التصعيد العسكري المباشر.
- عيبه: قد يُفقد قطر ثقة جمهورها العربي، ويظهرها بموقف المتفرج.
بين التصعيد الدبلوماسي والرد غير المباشر، وبين الإعلام والوساطة، يبقى الرد القطري على إسرائيل حتى الآن مجرد بداية لمشهد أكبر لم تُكتب فصوله بعد. ما إذا كانت الدوحة ستكتفي بالتصريحات، أم ستتحول إلى خطوات عملية، سيحدد الكثير من ملامح المرحلة المقبلة في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضًا: الخميس آخر موعد للتوقيع الورقي في المدارس وبدء النظام الرقمي الحضوري 1447

