شهدت محافظة بني مالك شرق منطقة جازان صباح الثلاثاء حادثًا مأساويًا أودى بحياة أربع معلمات وسائق مركبتهن بينما كُنّ في طريقهن إلى مدارسهن. الحادث الذي أصبح يُعرف بـ مأساة معلمات الداير وقع على الطريق الجبلي المؤدي إلى قرى آل يحيى، وهو طريق معروف بانحداره الشديد وكثرة منعطفاته الحادة.
الحادث أسفر أيضًا عن إصابة معلمة خامسة بجروح خطيرة وسائق المركبة الذي فارق الحياة لاحقًا أثناء نقله إلى المستشفى. الجهات الصحية في جازان أعلنت أن المصابتين نقلتا إلى مستشفى الملك فهد المركزي لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. الحادث سلط الضوء مجددًا على خطورة هذا الطريق الذي بات يعرف بين الأهالي بأنه طريق الموت.
مطالب أهالي آل يحيى بفتح طريق نيد العقبة بعد حادث معلمات الداير
أعادت مأساة معلمات الداير أصوات أهالي آل يحيى الذين يطالبون منذ سنوات بفتح طريق بديل أكثر أمانًا وهو طريق نيد العقبة. الأهالي أوضحوا أن هذا الطريق مشروع قائم على الخرائط المرورية ويخدم عدة قرى من بينها آل يحيى وآل زيدان.
الطريق البديل يتميز بانسيابية أكبر وقلة المنعطفات، إضافة إلى كونه أقرب للقرى المستفيدة، ما يخفف من وقت التنقل ويقلل من مخاطر الانحدار المفاجئ. الأهالي شددوا على أن تنفيذ هذا المشروع أصبح ضرورة إنسانية عاجلة بعد الحادث الأخير الذي خطف أرواح معلمات الداير.
إحصائيات عن حوادث الطرق الجبلية وأثرها على معلمات الداير
الطرق الجبلية في جازان تسجل سنويًا مئات الحوادث المرورية بحسب تقارير المرور المحلي، وتعد محافظة الداير من أكثر المحافظات المتضررة بسبب طبيعة تضاريسها القاسية.
رغم غياب إحصائية دقيقة بعدد الحوادث في طريق آل يحيى، إلا أن الأهالي يؤكدون أن حوادث مشابهة لحادث معلمات الداير تتكرر كل عام، بعضها أدى إلى إصابات بالغة وأخرى انتهت بوفيات.
غياب التحسينات في البنية التحتية وضعف الصيانة الدورية يجعلان الطريق أكثر خطورة خصوصًا مع استخدامه من قبل المعلمات والطلاب بشكل يومي. الحادث الأخير كشف أن حياة المعلمات على هذا الطريق ليست مجرد صدفة مأساوية بل نتيجة لخلل متكرر في السلامة المرورية.
اقرأ ايضًا: المعلمين يعبرون عن استيائهم من ساعات حضوري والتعليم ترد رسمياً
نقاط القوة التي تدعم مطالب أهالي آل يحيى بعد مأساة معلمات الداير
قضية معلمات الداير لاقت صدى واسعًا لأنها تمسّ التعليم وحياة نساء يقمن بدور أساسي في المجتمع. هذه البعد الإنساني منح القضية قوة تعاطف من مختلف مناطق المملكة.
إضافة إلى ذلك، الطريق البديل موجود فعليًا كمخطط معتمد، ما يعزز مصداقية المطالب الشعبية. كما أن تدخل أمير منطقة جازان وتوجيهه بمتابعة الحادث أظهر أن هناك استجابة رسمية يمكن البناء عليها.
شهادات الأهالي وأسر الضحايا تضفي على القضية ثِقلًا أكبر وتجعلها تتجاوز كونها مجرد حادث عابر إلى قضية رأي عام تتطلب حلولًا عاجلة.
نقاط الضعف والعقبات أمام تنفيذ طريق بديل آمن لمعلمات الداير
رغم الوعي المجتمعي المتزايد، تواجه المطالب بتنفيذ طريق نيد العقبة عقبات عدة. أولها غياب جدول زمني واضح من وزارة النقل يحدد متى سيبدأ تنفيذ المشروع.
التضاريس الجبلية الصعبة تشكل تحديًا هندسيًا يتطلب وقتًا وتكلفة عالية لتأمين طريق آمن ومستدام. كما أن التمويل اللازم لمثل هذه المشاريع قد يتأخر في ظل تعدد الأولويات الإنشائية.
كذلك فإن تحسين الطريق الحالي لم يتم بشكل كافٍ، حيث يفتقر إلى الإنارة والعلامات التحذيرية، ما يزيد من خطورة تكرار مأساة معلمات الداير في أي وقت.
التوصيات العاجلة لحماية الأرواح ومنع تكرار مأساة معلمات الداير
لتفادي حوادث مستقبلية مشابهة لحادث معلمات الداير، هناك مجموعة من التوصيات العاجلة:
- الإسراع في اعتماد طريق نيد العقبة وتحديد جدول زمني لتنفيذه.
- تحسين الطريق الحالي عبر توسيع المنعطفات وتزويده بالإنارة والإشارات التحذيرية.
- توفير مركبات نقل مدرسية آمنة مجهزة بأنظمة فرامل حديثة وإطارات مناسبة للطرق الجبلية.
- إنشاء نقاط إسعاف قريبة من الطرق الجبلية لتسريع الاستجابة في حالات الطوارئ.
- نشر تقارير رسمية عن تقدم الأعمال حتى يكون الأهالي على اطلاع دائم.
حادث معلمات الداير لم يكن مجرد واقعة عابرة بل إنذار حقيقي بأن الأرواح في خطر ما لم تُتخذ خطوات عاجلة. فتح طريق بديل آمن وتنفيذ الإصلاحات على الطريق الحالي بات ضرورة لا تقبل التأجيل.
استجابة الجهات الرسمية لمطالب أهالي آل يحيى ستعني إنقاذ حياة مئات المعلمات والطلاب يوميًا، وتجنب تكرار مآسٍ مشابهة في المستقبل. ومع استمرار الضغط الشعبي والإعلامي، تبقى الآمال معقودة على أن تتحول هذه المطالب إلى قرارات عملية تضع حدًا لمأساة الطرق في الداير.
اقرأ أيضاً: محادثات نارية بين أمريكا والصين لتمديد هدنة الحرب التجارية وتفادي الانفجار الاقتصادي!
