شهد جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض مشهدًا مهيبًا حيث أدى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان صلاة الجنازة على المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ. امتلأ المسجد بكبار العلماء والوزراء والمسؤولين وجموع غفيرة من المواطنين الذين حرصوا على المشاركة في وداع الشيخ الراحل، ما يعكس مكانته الدينية والرمزية الكبيرة.
وجود ولي العهد محمد بن سلمان في مقدمة المصلين أضفى على الحدث طابعًا رسميًا وشعبيًا في آن واحد، حيث بدا المشهد جامعًا بين القيادة والشعب حول شخصية تركت أثرًا كبيرًا في الحياة الدينية بالمملكة. وقد تناقلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية صورًا وفيديوهات للحظة أداء الصلاة، مؤكدة على الأهمية الاستثنائية لهذا التشييع.
صلاة الجنازة على المفتي العام للسعودية تجمع كبار المسؤولين والعلماء
حضر الجنازة عدد كبير من المسؤولين في الدولة وكبار العلماء وطلاب العلم، حيث اصطفوا خلف ولي العهد محمد بن سلمان لأداء صلاة الجنازة. المشهد أكد على الاحترام الذي تحظى به المؤسسة الدينية في السعودية وعلى التقدير الكبير الذي يكنه المجتمع لعلمائه ورموزه البارزين.
كما شارك في الصلاة أبناء الفقيد وأسرته، إلى جانب قيادات بارزة من مختلف مناطق المملكة، ما جعل التشييع حدثًا وطنيًا بامتياز. تفاعل الناس مع هذا الحضور الكبير أظهر التلاحم بين القيادة والشعب في الملمات الكبرى، خاصة حين يتعلق الأمر بشخصية بحجم المفتي العام.
إقامة صلاة الغائب في الحرمين الشريفين وجميع مساجد المملكة
أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز توجيهًا بإقامة صلاة الغائب على الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بعد صلاة العصر في المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة. وقد شمل القرار أيضًا إقامة صلاة الغائب في جميع مساجد المملكة ليشارك ملايين المسلمين في وداع المفتي العام.
هذا التوجيه يعكس المكانة التي يتمتع بها الشيخ في قلوب السعوديين والمسلمين حول العالم. فقد تحولت صلاة الغائب إلى مناسبة جامعة شارك فيها المصلون بالدعاء للفقيد، مما أظهر وحدة المشاعر وحجم الحزن الجماعي الذي أحدثه رحيله.
السيرة الذاتية للمفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ
وُلد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في مكة المكرمة عام 1943، وفقد والده في سن مبكرة، إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة طلب العلم. التحق بالمعهد العلمي بالرياض ثم كلية الشريعة وتخرج عام 1965، ليبدأ مسيرة علمية طويلة في التدريس والإفتاء، حتى أصبح من أبرز العلماء في المملكة.
فقد الشيخ بصره في سنوات شبابه لكنه واصل مسيرته العلمية بقوة، وتميز بعطائه الواسع في مجال الفتوى والتعليم. عُيّن عضوًا في هيئة كبار العلماء عام 1986، ثم صدر أمر ملكي بتعيينه مفتيًا عامًا للمملكة عام 1999، ليواصل بعد ذلك عطاءه لعقود متواصلة.
إنجازات الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في حياته العملية
أمضى الشيخ أكثر من ثلاثة عقود في خطبة يوم عرفة بمسجد نمرة، مخاطبًا ملايين الحجاج بوصايا التمسك بالدين ونبذ الفتن. وقد شكلت خطبه مرجعًا دينيًا مهمًا ووسيلة لنشر قيم الإسلام الوسطية. إلى جانب ذلك، أصدر آلاف الفتاوى التي شملت قضايا الأسرة والتعليم والمعاملات المالية.
كما كان له دور محوري في التصدي للجماعات المتطرفة، إذ أكد مرارًا أن الإرهاب لا يمت للإسلام بصلة. مواقفه الراسخة ضد التشدد جعلت منه شخصية مؤثرة محليًا ودوليًا. ومع رحيله، يتذكر الجميع أثره الكبير في توجيه الأمة عبر علمه وفتاواه.
ردود الفعل الشعبية والرسمية على وفاة مفتي عام السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ
أثارت وفاة مفتي عام السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ موجة حزن واسعة في الداخل والخارج، حيث عبر المواطنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن مشاعر الفقد والدعاء للشيخ بالرحمة والمغفرة. امتلأت المنصات بوسوم وتغريدات تستعرض خطبه ومواقفه، مما جعل اسمه يتصدر محركات البحث منذ إعلان وفاته.
على الصعيد الدولي، بعثت قيادات عربية وإسلامية رسائل عزاء للمملكة، مشيدة بدور الشيخ في خدمة الإسلام والمسلمين. التفاعل الواسع مع الحدث يبرز مكانة السعودية الدينية في العالم الإسلامي ويؤكد أن رحيل المفتي العام يمثل خسارة كبرى للأمة.
اقرأ أيضًا: