جاسوس من نوع آخر.. قصة “شريف الفيلالي” المهندس اللي حير القضاء ونهايته كانت لغز!

مش كل الجواسيس شكلهم مريب.. شريف الفيلالي كان جاسوس من نوع آخر – خد براءة ورئيس الجمهورية رفضها! اقرأ القصة الكاملة للمهندس اللي نهايته كانت لغز كبير.

مش دايماً الجاسوس بيكون الشخص اللي لابس نضارة سوداء وماشي يتلفت حواليه زي أفلام السينما. ساعات الخطر بيجي من “الرجل العادي” جداً.. اللي ممكن يكون جارك، أو زميلك في الشغل، أو حتى واحد بتركب معاه المترو كل يوم.

قصتنا النهاردة في “خبر لزيز” عن واحد من أغرب الجواسيس في سجلات المخابرات المصرية. شخص ملامحه هادية، حياته تبان روتينية ومملة، لكن ورا الهدوء ده كان فيه بركان خيانة.. قصتنا عن شريف فوزي الفيلالي.

مين هو “شريف”؟ البداية العادية جداً 🏠

حكاية شريف بدأت سنة 1965 في حي الزيتون بالقاهرة. طفل عادي، مفيش أي حاجة مميزة في طفولته غير إنه كان “انطوائي” بزيادة. ذكي جداً بالفطرة، لكن ملوش أصحاب، وعايش دايماً مع نفسه.

كبر شريف ودخل كلية الهندسة جامعة عين شمس، وتخرج منها سنة 1986. لحد هنا، السيناريو طبيعي: شاب مهندس، اشتغل موظف في شركة، وبدأ حياته العملية.

لكن شريف مكنش راضي. كان عنده “طموح”.. وطموح المهندس الانطوائي ده مكنش مجرد ترقية أو فلوس زيادة، كان طموح خلاه فريسة سهلة، وبوابة لمدخل الشيطان اللي غير مسار حياته للأبد.

السقوط في بئر الخيانة 🕳️

تفاصيل تجنيده بالظبط، وإزاي وقع في شباك الموساد، لسه لحد اللحظة دي تحت بند (سري للغاية) في أرشيف المخابرات العامة المصرية. لكن اللي نعرفه إن شريف تحول لعميل لإسرائيل لمدة تقرب من 10 سنوات!

  توجه ترامب نحو سوق العملات المشفرة يدفع البيتكوين إلى 85 ألف دولار

تخيل؟ 10 سنين وهو عايش وسطنا، بياكل وبيشرب، وبيمارس خيانته في هدوء تام، لحد ما عيون صقور المخابرات المصرية رصدته. بعد سنين من التتبع والمراقبة الدقيقة لكل همسة وحركة، وقع “الجاسوس الهادئ” في المصيدة في أواخر عام 2000.

شريف الفيلالي
شريف الفيلالي

المفاجأة التي هزت الرأي العام: براءة! ⚖️

وهنا تبدأ الدراما الحقيقية في القصة. شريف الفيلالي وقف قدام المحكمة بتهمة “الخيانة العظمى”. الأدلة كانت موجودة، والتسجيلات موجودة، لكن حصلت مفاجأة قلبت الموازين.. المحكمة حكمت بـ البراءة!

السبب مكنش إنه بريء، لكن كان بسبب “خطأ في الإجراءات” القانونية. الحكم نزل زي الصاعقة على الناس، والكل كان مصدوم.. معقول جاسوس يخرج كده؟

مبارك يتدخل: “مفيش هزار في الخيانة”

حكم البراءة عشان يتنفذ، كان لازم يتصدق عليه من رئيس الجمهورية وقتها، الرئيس الراحل محمد حسني مبارك. مبارك، بحكم خلفيته العسكرية، رفض التصديق على الحكم تماماً. الرسالة كانت واضحة: الإجراءات القانونية مهمة، لكن أمن البلد أهم، والخيانة مفيهاش ثغرات.

أعاد الرئيس القضية للمحكمة مرة تانية، واتفتحت التحقيقات من جديد. المرة دي، الأدلة كانت دامغة وقاطعة ولا تقبل الشك. وفي عام 2002، نطق القاضي بالحكم العادل: السجن المشدد 15 سنة بتهمة الخيانة العظمى في غير وقت الحرب.

النهاية الغامضة.. وموت الفجأة ⚰️

شريف دخل السجن، والناس بدأت تنسى قصته، لكن القدر كان ليه كلمة أخيرة. يوم 1 يوليو 2007، حراس السجن لقوا شريف الفيلالي ميت في زنزانته.

الموضوع كان غريب جداً، لأن شريف مكنش بيشتكي من أي مرض، وملوش أي تاريخ مرضي سابق. التقرير الطبي الشرعي طلع وقال إن الوفاة سببها “هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية”.

اتعملت كل التحليلات والفحوصات، والنتيجة كانت واحدة: لا توجد شبهة جنائية. مات شريف، وماتت معاه أسرار كتير عن الـ 10 سنين اللي قضاهم في خدمة العدو.

  لماذا لم تعد الصين مورد الهواتف الذكية الأمريكية؟

الملف لسه مفتوح.. في الذاكرة 📁

لحد النهاردة، المخابرات المصرية لم تفرج عن التفاصيل الكاملة لقضية شريف الفيلالي. إزاي اتجند؟ إيه المعلومات اللي سربها؟ وليه كان جاسوس “هادئ” بالشكل ده؟

كل دي أسئلة إجابتها في ملفات سرية، جايز في يوم من الأيام تخرج للنور ونعرف بقية الحكاية.

الدرس المستفاد: الخيانة ملهاش شكل محدد، والطموح الأعمى ممكن يودي صاحبه لطريق ملوش راجعة. شريف الفيلالي خسر شرفه، ووطنه، وفي الآخر خسر حياته جوه زنزانة، وساب وراه اسم مقترن بلقب واحد بس: “الجاسوس”.

كاتب

  • جاسوس من نوع آخر.. قصة "شريف الفيلالي" المهندس اللي حير القضاء ونهايته كانت لغز!

    سماح أشرف صحفية ومحررة في موقع الخليج لايف، متخصصة في تحرير الأخبار السعودية والخليجية بدقة واحترافية. تمتلك خبرة طويلة في الصحافة الإلكترونية، وعملت سابقًا في عدة منصات إعلامية مرموقة مثل أخبار العرب، عرب نيوز، ويلا جون. تهتم بتغطية التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج، وتتميز بتحرير موضوعي ومهني يعكس فهمًا عميقًا للمشهد الإخباري الخليجي.