قوة الاقتصاد السعودي تؤكده الأرقام

“حققت المملكة العربية السعودية نموًا اقتصاديًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، متجاوزة بذلك توقعات الخبراء الاقتصاديين. فكيف استطاعت المملكة أن تبني اقتصادًا قويًا ومتنوعًا في ظل تحديات عالمية متزايدة؟ إن رؤية المملكة 2030، التي أطلقها سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، قد رسمت خارطة طريق واضحة لتحقيق هذا الهدف الطموح، حيث تركز على تنويع مصادر الدخل، وتطوير القطاعات غير النفطية، وتعزيز البيئة الاستثمارية. وفي هذا المقال، سنتعرف على الأرقام التي تؤكد قوة الاقتصاد السعودي، والعوامل التي ساهمت في هذا النمو، والتحديات المستقبلية التي تواجه المملكة.”

واصلت البنوك السعودية تسجيل أرباح قياسية تاريخية، في دلالة واضحة على قوة الاقتصاد السعودي، إذ تعد البنوك من القطاعات الرئيسية في معظم الدول التي تعكس قوة الاقتصاد، ووفقاً لرصد أجرته «عكاظ»، بناء على النتائج المالية النصفية للبنوك السعودية العشرة المدرجة في سوق الأسهم الرئيسية «تاسي»، فقد سجلت البنوك أعلى أرباح نصفية في تاريخها بقيمة 38.18 مليار ريال في النصف الأول من العام الحالي 2024 (بمتوسط تسجيل ربح يومي بقيمة 209.79 مليون ريال)، إذ ارتفعت أرباح البنوك العشرة بنسبة 10.64%، مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي 2023، بزيادة قيمتها 3.67 مليار ريال عن صافي أرباح العام الماضي.

واستحوذ بنك الأهلي على صدارة أرباح البنوك السعودية، إذ بلغت قيمة أرباحه في النصف الأول نحو 10.27 مليار ريال تعادل نحو 26.9% من الأرباح لكافة البنوك، ليبلغ (متوسط أرباحه اليومية نحو 56.43% مليون ريال)، وارتفعت أرباحه النصفية بنسبة 2.32%، وجاء في المرتبة الثانية مصرف الراجحي الذي بلغت أرباحه نحو 9.1 مليار ريال واستحوذ على 23.84% من الأرباح (بمتوسط ربح يومي بقيمة 50.02% مليون ريال)، لترتفع أرباحه النصفية بنسبة 9.74% عن العام الماضي، واستحوذ بنك الأهلي ومصرف الراجحي على 50.74% من إجمالي أرباح البنوك.

وجاء بنك الرياض في المرتبة الثالثة وبلغت أرباحه 4.41 مليار ريال، واستحوذ على 11.55% من إجمالي أرباح البنوك في النصف الأول، وكان متوسط ربحه اليومي نحو 24.23 مليون ريال، وحل بنك الأول في المرتبة الرابعة وبلغت أرباحه نحو 4.06 مليار ريال، مستحوذاً على 10.64% من حصة أرباح البنوك في النصف الأول، وبمتوسط ربح يومي بقيمة 22.31 مليون ريال.

وبلغت أرباح البنوك الستة المتبقية، مرتبة بحسب الأعلى ربحاً في النصف الأول (الانماء، العربي (Anb)، الفرنسي (BSF)، البلاد، الاستثمار، الجزيرة) نحو 10.34 مليار ريال، لتستحوذ أرباحها مجتمعة على 27.07% من إجمالي أرباح البنوك، وبلغت قيمة أرباحها اليومية مجتمعة نحو 56.8 مليون ريال.

تعتبر المملكة العربية السعودية قوة اقتصادية بارزة في منطقة الشرق الأوسط، ولكن كيف يقارن أدائها الاقتصادي بدول أخرى في المنطقة والعالم؟ هذا السؤال يكتسب أهمية خاصة في ظل التطورات الاقتصادية المتسارعة التي تشهدها المملكة. في هذا التحليل، سنقوم بمقارنة أداء الاقتصاد السعودي مع دول أخرى من حيث النمو الاقتصادي، تنويع مصادر الدخل، الاستثمارات، والسياسات الاقتصادية.

أوجه القوة في الاقتصاد السعودي مقارنة بدول أخرى:

• حجم الاقتصاد: تعد السعودية واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم العربي ومن أكبر عشرين اقتصادًا في العالم. وهذا الحجم الكبير يعطيها قوة شرائية كبيرة وقدرة على التأثير في الأسواق العالمية.
• الاحتياطيات النفطية: تمتلك السعودية أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، مما يجعلها قوة طاقة عالمية ويوفر لها إيرادات ثابتة.
• الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية: تشهد المملكة استثمارات ضخمة في البنية التحتية، مما يساهم في تحسين كفاءة الاقتصاد وجذب الاستثمارات الأجنبية.
• رؤية 2030: تمثل رؤية المملكة 2030 خارطة طريق طموحة لتحقيق تنويع اقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط، وهي رؤية طموحة مقارنة بالعديد من الدول في المنطقة.

التحديات والمقارنة مع دول أخرى:

• التقلبات في أسعار النفط: تعتمد السعودية بشكل كبير على إيرادات النفط، مما يجعلها عرضة لتقلبات الأسعار العالمية.
• التنوع الاقتصادي: على الرغم من الجهود المبذولة، لا يزال الاقتصاد السعودي يعتمد بشكل كبير على النفط، مقارنة بدول أخرى نجحت في تحقيق تنويع اقتصادي أكبر.
• البطالة: تعاني السعودية من نسبة بطالة مرتفعة بين الشباب، خاصة بين السعوديين، مقارنة بدول أخرى في المنطقة.
• البيئة الاستثمارية: على الرغم من التحسن، إلا أن البيئة الاستثمارية في السعودية لا تزال بحاجة إلى مزيد من الإصلاحات لتكون أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب مقارنة بدول أخرى.

مقارنة مع دول أخرى في المنطقة:

• الإمارات العربية المتحدة: تتميز الإمارات بتنوع اقتصادي أكبر، وبيئة استثمارية أكثر جاذبية، وقطاع سياحي قوي.
• قطر: تتميز قطر باحتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي، ولكن اقتصادها أقل تنوعًا من اقتصاد السعودية.
• مصر: تعد مصر أكبر دولة من حيث عدد السكان في المنطقة، وتتميز بقطاع صناعي كبير، ولكنها تواجه تحديات اقتصادية كبيرة مثل الدين العام والبطالة.

مقارنة مع دول أخرى في العالم:

• السعودية مقارنة بدول مجموعة العشرين: تتميز السعودية بكونها واحدة من أكبر اقتصادات مجموعة العشرين، ولكنها تواجه تحديات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة مقارنة بدول أخرى في المجموعة.
• السعودية مقارنة بالدول النفطية الأخرى: تتميز السعودية بحجم اقتصادي أكبر واحتياطيات نفطية أكبر من معظم الدول النفطية الأخرى، ولكنها تواجه تحديات مشابهة في تنويع الاقتصاد.

الخلاصة:

الاقتصاد السعودي يمثل قوة اقتصادية كبيرة في المنطقة والعالم، ولكنه يواجه تحديات تتطلب معالجتها لتحقيق النمو المستدام. تتميز السعودية بقدرات اقتصادية كبيرة، ولكنها تحتاج إلى الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، وتعزيز التنوع الاقتصادي، وتحسين البيئة الاستثمارية، لمواكبة التطورات العالمية والوصول إلى أهداف رؤية 2030.