الصين تطلق نموذجًا جديدًا من الذكاء الاصطناعي للاستخدامات العسكرية
في خطوة تعكس تقدمها التكنولوجي المتسارع، طورت الصين نموذجًا جديدًا من الذكاء الاصطناعي يهدف إلى تعزيز قدراتها العسكرية، يأتي هذا التطور في إطار سعي بكين لتحقيق الريادة في مجال التكنولوجيا المتطورة وتوظيفها في الأغراض العسكرية، مما قد يغير معالم الصراع الجيوسياسي على الساحة العالمية. يشمل هذا النموذج تقنيات متقدمة تعزز من كفاءة عمليات اتخاذ القرار وتقديم الدعم اللوجستي في السياقات العسكرية، مما يزيد من قدرة القوات المسلحة الصينية على الاستجابة السريعة والفعالة للتحديات المتنوعة.
نموذجًا جديدًا من الذكاء الاصطناعي للاستخدامات العسكرية
أفاد محللون وأبحاث أكاديمية متعددة أن بعض المؤسسات البحثية المرتبطة بجيش التحرير الشعبي الصيني تستخدم نموذج “لاما” المتاح للجمهور، الذي تم تطويره من قبل شركة “ميتا“، لتطوير أداة ذكاء اصطناعي قد تُستخدم في أغراض عسكرية.
وفي دراسة تم نشرها في يونيو الماضي، قدم ستة باحثين صينيين من ثلاث مؤسسات، من بينها مؤسستان تابعتان لأكاديمية العلوم العسكرية التي تُعد واحدة من أبرز المراكز البحثية في جيش التحرير الشعبي، تفاصيل عن استخدامهم لإصدار مبكر من برنامج “لاما” من “ميتا” كأساس لما يعرفونه باسم “تشات بي آي تي”.
استفاد الباحثون من نموذج “لاما 13 بي” الذي طورته شركة “ميتا” لتطوير أداة ذكاء اصطناعي متخصصة في الأغراض العسكرية. حيث قاموا بدمج معاييرهم الخاصة لبناء أداة تركز على جمع ومعالجة المعلومات الاستخباراتية، بهدف توفير معلومات دقيقة وموثوقة لدعم اتخاذ القرارات في العمليات العسكرية.
شاهد أيضًا: الذكاء الاصطناعي والاكتشاف العلمي
أشارت الدراسة إلى أن برنامج “تشات بي آي تي” قد تم تحسينه ليكون قادرًا على أداء مهام الحوار والإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالمجال العسكري. ولفتت النتائج إلى تفوق هذا البرنامج على بعض نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى، مثل برنامج “تشات جي بي تي-4” الذي تنتجه شركة “أوبن إيه آي”، حيث بلغت دقته حوالي 90%. ومع ذلك، لم يقدم الباحثون تفاصيل حول كيفية تقييم الأداء أو ما إذا تم تطبيق النموذج في الميدان.
علق ساني تشيونج، الزميل في مؤسسة “جيمس تاون” والمتخصص في التكنولوجيا الناشئة، قائلًا: “تُعد هذه المرة الأولى التي تظهر فيها أدلة قوية على أن خبراء الجيش الصيني يعملون بشكل منهجي لاستغلال قوة برامج نماذج اللغة الكبيرة مفتوحة المصدر، خاصة تلك التي تنتجها شركة (ميتا) لأغراض عسكرية”.
كما يمكنك الإطلاع على: الذكاء الاصطناعي يمنع الشباب من الانتحار تعرف على الخوارزميات
تتيح شركة “ميتا” استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك “لاما”، بشكل مفتوح، ولكنها تفرض قيودًا صارمة على استخدامها. يُطلب من الشركات التي تمتلك أكثر من 700 مليون مستخدم الحصول على ترخيص لاستخدام هذه النماذج.
كما تحظر الشروط الخاصة بالشركة استخدام هذه النماذج في مجالات مثل التطبيقات العسكرية والحربية، التجسس، والصناعات النووية، بالإضافة إلى أي أنشطة تخضع لضوابط التصدير الدفاعية الأمريكية، بما في ذلك تطوير الأسلحة أو المحتوى الذي يُقصد به التحريض على العنف.