الشيخ بن حميد في خطبة يوم عرفة 2025: تكليف ملكي يُلهب القلوب قبل الحج الأكبر
في مشهد يترقبه العالم الإسلامي سنويًا، ويستحضره الحجاج بخشوعٍ بالغ، جاءت الأنباء عن تكليف الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد بإلقاء خطبة يوم عرفة لهذا العام 1446هـ 2025م.
يمثل هذا الإعلان حدثًا بارزًا يعيد التأكيد على رمزية خطبة يوم عرفة كواحدة من أهم المنابر الدينية في العالم الإسلامي، ذات التأثير الواسع على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتكليف الشيخ بن حميد لهذه المهمة النبيلة، يُبرز مستوى العناية الفائقة التي توليها القيادة السعودية لشؤون الحرمين الشريفين وللحدث الأعظم في مناسك الحج.
دور خطبة يوم عرفة في توحيد خطاب الأمة الإسلامية
خطبة يوم عرفة ليست مجرد خطبة موسمية تُلقى على عرفات، بل هي منصة تعبوية، تهذيبية، توجيهية، تُوجه فيها رسالة شاملة للأمة. وتكتسب قيمتها من المكان (جبل عرفات)، والزمان (يوم الحج الأكبر)، والحدث (تجمع الحجيج)، والمضمون (دعوة للوحدة والرحمة والتقوى).
عادةً ما تتضمن خطبة يوم عرفة محاور مركزية مثل التذكير بالرحمة الإلهية، الدعوة للتسامح، أهمية الأخلاق في الإسلام، وقضايا الأمة المعاصرة. في السنوات الأخيرة، تزايد دور الخطبة في تناول القضايا العالمية من منظور إسلامي، مثل السلام، العدالة، والتغيرات المناخية.
الشيخ صالح بن حميد
الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد يُعد من أبرز علماء الشريعة في المملكة العربية السعودية، وسبق أن شغل مناصب دينية ودعوية متعددة، منها عضويته في هيئة كبار العلماء، ورئاسته السابقة للمجلس الأعلى للقضاء. يتمتع الشيخ بن حميد بخطاب متزن، وبلاغة لغوية، واطلاع واسع على قضايا العصر.
سبق له أن ألقى خطب يوم عرفة في أعوام سابقة، وكان لخطبه أثر عميق في المستمعين، لما تتضمنه من روحانية عالية ومضامين جامعة. ويأتي تكليفه هذا العام بمثابة تجديد للثقة بخطابه الذي يجمع بين الحكمة والموعظة الحسنة.
الأبعاد السياسية والروحية لتكليف خطيب يوم عرفة
تكليف خطيب يوم عرفة ليس قرارًا عابرًا، بل هو محاط باهتمام سياسي وديني كبير، نظرًا لما تمثله الخطبة من بعد عالمي. وتحرص المملكة دائمًا على أن يتولاها شخصية علمية ذات قبول واسع.
يُنظر إلى الخطبة كجزء من الدبلوماسية الدينية الناعمة، حيث يُخاطب فيها ملايين المسلمين برسالة موحدة تعكس الاعتدال والوسطية، ما يعزز من صورة المملكة كحاضنة للإسلام المعتدل، وراعٍ أمين للحرمين.
التقنيات الحديثة في بث خطبة يوم عرفة
من التطورات المهمة خلال السنوات الأخيرة، اعتماد الرئاسة العامة لشؤون الحرمين على وسائل تكنولوجية حديثة لبث خطبة يوم عرفة إلى العالم، بلغات متعددة. يتم ترجمة الخطبة مباشرة إلى أكثر من 10 لغات، وتُنقل عبر الإنترنت، ومحطات البث الفضائي، والتطبيقات الذكية مثل تطبيق اعتمرنا.
هذا التوسع في البث يضمن وصول الرسالة الإسلامية من عرفات إلى أقصى بقاع الأرض، ويُظهر مدى الانفتاح والتفاعل مع التطور الرقمي في خدمة الشعائر.
حضور الخطبة في وجدان المسلمين حول العالم
رغم أن ملايين المسلمين لا يستطيعون الحضور فعليًا إلى جبل عرفات، إلا أن خطبة يوم عرفة تحظى بمتابعة كثيفة عبر البث المباشر، يُنصت إليها المسلمون في المساجد، وفي البيوت، وحتى في أماكن العمل.
وتُعد الخطبة في كثير من الثقافات الإسلامية بمثابة إعلان روحاني لبدء موسم الغفران والعودة إلى الله، وتحرص العائلات على مشاهدتها جماعيًا، لما لها من أثر كبير في تحفيز القلوب وتطهير النفوس.
مع اقتراب يوم عرفة 2025، تتجه أنظار المسلمين إلى الحرم، حيث يصعد الشيخ بن حميد المنبر ليحمل أمانة الكلمة والموعظة في لحظة روحانية نادرة، خطبة يوم عرفة هذا العام ليست فقط تجديدًا لتقليد سنوي، بل محطة إيمانية تُعيد توجيه القلوب نحو قيم الإسلام الأصيلة.
هذا التكليف الملكي يعكس إدراكًا عميقًا بأهمية الكلمة في صناعة الوعي، ويجسد حرص القيادة السعودية على تعزيز نهج الاعتدال في واحدة من أعظم لحظات الأمة الإسلامية على مدار العام، كما تحاول من خلال المبادرات التي تقوم بها مثل مبادرة نخدمهم وغيرها من الإجراءات لحماية الحجاج وتقديم أقصى استفادة لهم.
اقرأ ايضاً: اشتعال الجبهة.. تعزيزات عسكرية إلى غزة وإسرائيل تقمع مظاهرات فلسطينيي الداخل
