الخليج اليوم

محادثات السلام مع روسيا تدخل مرحلة جديدة: أوكرانيا ترسل وفدها للجولة الثانية

 

تشهد مدينة إسطنبول التركية اليوم، الاثنين الموافق 2 يونيو 2025، انعقاد الجولة الثانية من محادثات السلام مع روسيا ، في ظل تطورات متسارعة على الساحتين السياسية والعسكرية. وتأتي هذه الجولة بعد فترة من الجمود الدبلوماسي الذي ساد المشهد، في محاولة جديدة من الطرفين لإيجاد أرضية مشتركة تنهي الحرب التي دخلت عامها الرابع، وسط ضغوط دولية متزايدة للوصول إلى تسوية سلمية.

رؤية أوكرانيا لمستقبل المفاوضات

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن وفد بلاده سيترأسه وزير الدفاع رستم أوميروف، وسيتوجه إلى إسطنبول بمطالب واضحة تمثل الحد الأدنى لأي تقدم في المحادثات وتشمل شروط التهدئة في أوكرانيا المطالب الآتية:

  1. وقف إطلاق نار شامل وغير مشروط: تطالب كييف بتجميد العمليات العسكرية بالكامل كخطوة أولى نحو استعادة الاستقرار.
  2. إطلاق سراح الأسرى: يأتي هذا المطلب استكمالًا لتفاهمات سابقة شهدت عمليات تبادل أسرى بين الطرفين.
  3. إعادة الأطفال المختطفين: شددت أوكرانيا على ضرورة عودة الأطفال الذين تم نقلهم قسرًا إلى الأراضي الروسية خلال النزاع.

زيلينسكي أشار إلى أن هذه المطالب تشكل أرضية إنسانية وأخلاقية قبل أي تسوية سياسية، مؤكدًا أن بلاده “تبذل أقصى جهد لحماية سيادتها وشعبها”.

محادثات السلام مع روسيا تدخل مرحلة جديدة: أوكرانيا ترسل وفدها للجولة الثانية

شروط الجانب الروسي وحدود التوافق

من جهتها، أبدت روسيا استعدادها للمشاركة في الجولة الثانية، لكنها طرحت في المقابل شروطًا يعتبرها كثير من المراقبين معقدة وتقلل من فرص التوافق. وأبرز هذه الشروط:

  • انسحاب القوات الأوكرانية من أربع مناطق: دونيتسك، لوغانسك، زابوريجيا، وخيرسون.
  • تعهد مكتوب من قادة الغرب بعدم توسيع حلف الناتو باتجاه الشرق.
  • تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو تدريجيًا.

رئيس الوفد الروسي، فلاديمير ميدينسكي، صرّح بأنه تم إعداد مذكرة تفاهم لتحديد موقف روسيا من كافة جوانب الأزمة، وأكد على استعداد موسكو لتقديم التوضيحات اللازمة.

تصعيد عسكري قبيل المحادثات

قبل ساعات من انعقاد الجولة الثانية، شهدت الجبهة تصعيدًا ملحوظًا، حيث شنت أوكرانيا هجمات جوية بطائرات مسيرة على خمس قواعد جوية روسية، أدت إلى تدمير 41 طائرة، بحسب مصادر استخبارات غربية. ورأت موسكو في هذا التصعيد مؤشرًا سلبيًا يسبق المحادثات، معتبرة أنه “تناقض صريح” مع روح الحوار.

لكن كييف من جانبها بررت هذه التحركات باعتبارها عمليات دفاعية تهدف إلى تقليص القدرة الهجومية الروسية، خاصة بعد معلومات عن حشود عسكرية جديدة في الجنوب الشرقي.

الدور الدولي في دعم المحادثات

تلعب كل من تركيا، الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية أدوارًا محورية في توفير الغطاء الدبلوماسي اللازم لهذه المحادثات. تركيا استضافت الجولة الأولى التي جرت في 16 مايو الماضي، وساهمت في تسهيل اتفاق تبادل أسرى ضخم وفق صيغة “ألف مقابل ألف”.

الولايات المتحدة أعربت عن دعمها لمحادثات السلام مع روسيا، لكن الرئيس دونالد ترامب حذر من أن روسيا قد تستغلها لكسب الوقت والتخطيط لهجوم جديد، داعيًا إلى فرض عقوبات أشد في حال فشل المفاوضات.

مخرجات الجولة الأولى وجدول المقارنة

أسفرت الجولة الأولى عن تفاهمات مبدئية، منها:

  • وقف مؤقت لإطلاق النار في بعض الجبهات.
  • تبادل أسرى شامل.
  • التزام بتحضير وثائق تفاهم تعرض في الجولة الثانية.

جدول مقارنة بين مطالب الطرفين:

البندالموقف الأوكرانيالموقف الروسي
وقف إطلاق الناركامل وغير مشروطمشروط بانسحاب أوكرانيا من 4 مناطق
تبادل الأسرىمطلب أساسي ومستمرموافقة ضمنية ووفق صيغ متفق عليها
الأطفال المختطفونإعادتهم الفوريةموقف غير معلن
الناتولا تمانع كييف بالعضويةتطالب موسكو بتعهد مكتوب بعدم التوسع شرقًا
العقوبات الدوليةمستمرة من الغربتطلب روسيا تخفيفها تدريجيًا

توقعات وتحليلات المرحلة المقبلة

تشير التقديرات السياسية إلى أن الجولة الثانية من محدثات السلام مع روسيا قد لا تسفر عن اتفاق نهائي، لكنها قد تؤسس لمسار تفاوض طويل الأمد. ويرى خبراء العلاقات الدولية أن التقدم في ملف الأسرى ووقف إطلاق النار قد يُستخدم كنقطة انطلاق لمسارات أوسع تشمل الجوانب الاقتصادية والحدودية.

وفي المقابل، لا يزال التخوف قائمًا من انهيار المحادثات بسبب فجوة الثقة الكبيرة بين الطرفين، خاصة في ظل استمرار الهجمات وتضارب التصريحات.

خاتمة

تمثل محادثات السلام مع روسيا اليوم اختبارًا حقيقيًا لجدية الطرفين في إنهاء نزاع دموي أنهك المنطقة وهدد الأمن الأوروبي. وبينما يرفع المجتمع الدولي سقف آماله، يترقب الجميع ما ستُسفر عنه طاولة إسطنبول: بداية سلام، أم جولة جديدة من صراع معقّد؟

اقرأ ايضا: الصدمة تهز الشارع الكويتي.. سحب الجنسية الكويتية من الإعلامي شعيب راشد يشعل الجدل

كاتب

  • doaa-alhdad

    دعاء الحداد صحفية ومحررة في موقع الخليج لايف، متخصصة في تحرير الأخبار السعودية والخليجية بدقة واحترافية. تمتلك خبرة طويلة في الصحافة الإلكترونية، وعملت سابقًا في عدة منصات إعلامية مرموقة مثل أخبار العرب، عرب نيوز، ويلا جون. تهتم بتغطية التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج، وتتميز بتحرير موضوعي ومهني يعكس فهمًا عميقًا للمشهد الإخباري الخليجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!