الخليج اليوم

أزمة النصر تتصاعد: 5 أسباب تُثبت أن النادي يُدار بغير أهله

في مداخلة مباشرة عبر برنامج «دورينا» مع الإعلامي خالد الشنيف، خرج الرئيس المُكلّف السابق لنادي النصر، سلمان المالك، عن صمته معلنًا ما وصفه بـ”جوهر أزمة النصر”، والتي تعود في رأيه إلى غياب أبناء النادي عن صناعة القرار وترك المسؤولية لأشخاص يفتقرون إلى الخبرة الكروية.

المالك، الذي تحدث من العاصمة البريطانية لندن، عبّر عن قلقه حيال المرحلة الحرجة التي يمر بها النادي، مشيرًا إلى أن من يتولون إدارة النصر حاليًا “لا يملكون الحد الأدنى من الفهم الكروي”، وأن إدارتهم للمشهد أشبه بما وصفه بـ”العقليات البعيدة عن الميدان”.

تأتي تصريحات المالك في وقت تشهد فيه جماهير النصر موجة غضب متزايدة بسبب تدهور أداء الفريق الأول لكرة القدم، إلى جانب النتائج المخيبة للآمال في البطولات المحلية والقارية، والتي باتت تُستخدم كمؤشر واضح على أن النادي يسير في اتجاه غير مأمون.

أزمة النصر تتصاعد: 5 أسباب تُثبت أن النادي يُدار بغير أهله


أسباب تراجع الأداء الإداري داخل نادي النصر

يرى كثير من المتابعين أن أحد أبرز أسباب أزمة النصر يتمثل في ضعف الكفاءات الإدارية داخل النادي، لا سيما على المستوى الفني. فبحسب تصريحات المالك، فإن الهيكل الإداري القائم لا يضم أشخاصًا يمتلكون الخبرة أو المعرفة الفنية اللازمة لإدارة نادٍ بحجم وتاريخ النصر، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على الاستراتيجيات المتبعة في التعاقدات، واختيار الأجهزة الفنية، وإدارة الأزمات.

ويرى الخبراء أن الإدارة الفعالة في الأندية الرياضية، خاصة تلك التي تطمح للمنافسة إقليميًا وقاريًا، يجب أن تكون مزيجًا من الحنكة الإدارية والخبرة الميدانية، وهو ما يبدو غائبًا في الحالة النصراوية.


أثر غياب الهوية النصراوية على هيكلة القرار

يشير المالك إلى نقطة جوهرية في تفسير تفاقم الأزمة، وهي غياب الشخصيات النصراوية عن مواقع القرار. ويؤكد أن تمكين أبناء النادي من المشاركة في اللجان العاملة لم يعد مجرد ترف تنظيمي، بل بات ضرورة استراتيجية لإعادة النادي إلى مساره الصحيح.

هذا الغياب، بحسب تعبيره، لا يؤثر فقط على طبيعة القرار الإداري، بل يُنتج فجوة عاطفية وهوياتية بين الجماهير والنادي، حيث يشعر المشجعون أن النادي يُدار من الخارج، من قبل عناصر لا تُمثل تاريخه أو ثقافته.


دور الشركة الربحية في تعميق الأزمة الفنية

في سياق حديثه، وجه سلمان المالك نقدًا لاذعًا للشركة الربحية المشرفة على إدارة النادي، مشددًا على أن من يتولون زمام الأمور داخلها لا يمتلكون أي خلفية كروية، ما يجعل من الصعب عليهم قيادة فريق رياضي محترف نحو النجاح.

وأضاف المالك أن هذه الشركات قد تنجح في الجانب المالي والإداري التقليدي، إلا أن افتقارها للفهم الفني ينعكس على قرارات التوظيف، والتخطيط الاستراتيجي، وبيئة العمل داخل النادي. هذا الخلل البنيوي، بحسب المالك، يفسر الكثير من الإخفاقات الأخيرة.


تداعيات الأداء الرياضي على الاستقرار الجماهيري

انعكست الأزمة الإدارية بشكل مباشر على نتائج الفريق الأول، الذي لم يتمكن رغم التعاقدات البارزة مع نجوم عالميين من تحقيق البطولات المنتظرة. فقد خرج الفريق من دوري أبطال آسيا، كما خسر نهائي كأس الملك، في وقت كانت فيه الجماهير تطمح إلى موسم استثنائي على جميع الأصعدة.

هذا التراجع في الأداء الفني ولّد حالة من السخط الجماهيري، حيث باتت الجماهير تطالب بإعادة النظر في تركيبة الإدارة، والعودة إلى نموذج يعتمد على أهل النادي وكفاءاته التاريخية، باعتبار ذلك المدخل الأول لتصحيح المسار.


المطالب الجماهيرية بإعادة هيكلة إدارة نادي النصر

يتفق محللون ومراقبون على أن الحل الجذري لأزمة النصر لا يكمن في إجراء تغييرات سطحية، بل يتطلب مراجعة شاملة للهيكل التنظيمي والإداري. ويبدأ ذلك، وفق ما يراه المالك وجماهير النادي، بعودة أبناء النصر إلى مواقعهم الطبيعية داخل اللجان التنفيذية ومجالس الإدارة.

تمكين أصحاب التاريخ والانتماء من المشاركة في القرار من شأنه استعادة الثقة داخل النادي وخارجه، وإعادة بناء الهوية الرياضية للنصر، التي يرى كثيرون أنها ضاعت في ظل النظام الإداري الحالي.


أهمية الاستقرار الفني والإداري لتحقيق الإنجازات

لكي يستعيد النصر مكانته محليًا وآسيويًا، لا بد من تحقيق التوازن بين الاستقرار الإداري والرؤية الفنية. الاستمرار في التغييرات العشوائية دون استراتيجية واضحة أثبت فشله خلال المواسم الأخيرة، وأصبح لزامًا على الإدارة إعادة النظر في أسلوبها ونهجها.

تجربة النصر تؤكد أن إدارة أي نادٍ رياضي لا يمكن أن تقتصر على الأبعاد الربحية فقط، بل يجب أن تتكامل فيها الخبرة الفنية، والرؤية الاستثمارية، والارتباط الوجداني بالنادي، وهو ما ينادي به الشارع النصراوي بكل وضوح.

أزمة النصر لم تعد مجرد حالة عابرة أو نتيجة موسم غير موفق، بل أصبحت حالة ممتدة تنذر بمخاطر أكبر إذا استمر النهج القائم. تصريحات سلمان المالك تعكس رؤية من الداخل، وتجسد ما يشعر به جمهور النصر على امتداد المملكة.

ولعل أولى الخطوات نحو الإصلاح تبدأ بإعادة بناء الهيكل الإداري على أسس فنية ومؤسساتية، تُعيد لأبناء النادي دورهم الطبيعي في القيادة، وتمنح النصر فرصة جديدة للعودة إلى واجهة البطولات.


اقرأ ايضاً: انسحاب صادم بعد المجازر.. شركة أمريكية تتخلى عن توزيع المساعدات في غزة

كاتب

  • doaa-alhdad

    دعاء الحداد صحفية ومحررة في موقع الخليج لايف، متخصصة في تحرير الأخبار السعودية والخليجية بدقة واحترافية. تمتلك خبرة طويلة في الصحافة الإلكترونية، وعملت سابقًا في عدة منصات إعلامية مرموقة مثل أخبار العرب، عرب نيوز، ويلا جون. تهتم بتغطية التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج، وتتميز بتحرير موضوعي ومهني يعكس فهمًا عميقًا للمشهد الإخباري الخليجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!