هيئة الرقابة النووية تطمئن المواطنين مستويات الإشعاع في السعودية طبيعية وآمنة بالكامل

في أعقاب هجوم إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية مثل “ناتنز” و”فوردو” فجر 13 يونيو 2025، تتعالى المخاوف من انتشار الإشعاع النووي في المنطقة. يأتي إعلان هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية ليشكل رسالة طمأنة ساهمت في تهدئة الأجواء، حيث أكدت الهيئة أن مستويات الإشعاع في السعودية لا تختلف عن المعدلات الطبيعية، وأن البيئة آمنة تمامًا من أي خطر إشعاعي.

الضربة على المنشآت النووية الإيرانية وانعكاساتها الإقليمية

في فجر 13 يونيو، شنت إسرائيل عملية عسكرية كبرى أُطلق عليها اسم Operation Rising Lion، استهدفت أكثر من 100 موقع داخل إيران، أبرزها مفاعل “ناتنز” لتخصيب اليورانيوم وأحد المرافق السرية داخل جبل “فوردو”، إضافة إلى منشآت الصواريخ وقيادات بالحرس الثوري، من بينها الجنرال حسين سلامي . أظهرت صور القصف دخانًا أسودًا يرتفع من الأرض، بينما أعلنت التقارير الإيرانية عن “تلوث محدود داخل مواقع القصف دون انتشار خارجي” .

من جهتها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) عدم وجود أي ارتفاع ملحوظ في مستويات الإشعاع في مواقع مثل “ناتنز” و”بوشهر”، مع إعلان المدير العام رافاييل جروسي استعداده لزيارة إيران للتحقق ميدانيًا. كما دانت دول مثل السعودية والأردن والبحرين الضربة ودعت إلى ضبط النفس، خشية من نشر التوترات الإشعاعية إلى دول الجوار .

منظومة الرصد والمراقبة الإقليمية للإشعاع النووي

يعتمد مركز عمليات الطوارئ النووية في السعودية على شبكة وطنية تتألف من نحو 50 محطة رصد إشعاعي موزعة في الرياض، الشرقية، مكة، والحدود الشمالية. تُجمع البيانات لحظة بلحظة وتنقل مباشرة إلى غرفة التحكم التي تعمل على مدار الساعة. تُستخدم تقنيات استشعار إشعاعي متقدمة وأنظمة تحليل فورية، تشمل:

• رصد الجسيمات الإشعاعية α وβ وγ.
• تعقب تدفقات الهواء لضمان عدم وصول آثار من الخارج.
• خوارزميات إنذار تلقائي في حال تجاوز الحدود الآمنة.

تفيد أحدث الأرقام أن قراءة المستوى العام للإشعاع في السعودية هو 0.12 ميكروسيڤرت/ساعة، وهو ضمن المعدلات الدولية المقبولة والموصى بها عالميًا (0.10–0.30 ميكروسيڤرت/ساعة) .

الإجراءات الوقائية ومراقبة المياه البحرية

لم تقتصر مراقبة السعودية على الهواء فحسب، بل شملت التركيز على مياه التحلية. تعتمد محطات التحلية في البحر الأحمر والخليج العربي تقنيات تناضح عكوس وفصل متعدد المراحل، قادرة على تصفية الشوائب والملوثات بما فيها أي مواد مشعة. توضح الهيئة أن “المياه المنتجة خالية تمامًا من الإشعاع”، وأنها تُخضعها لمراجعات شهرية تشمل اختبارات إشعاعية دقيقة.

كما تقوم فرق الطوارئ النووية بأخذ عينات من:

• مياه الشرب.
• تربة المناطق الساحلية.
• مياه الصرف الصناعي.
• الهواء المحيط بمحطات التحلية.

وهذه العينات تُحلل دوريًا، وتصدر الهيئة تقارير منتظمة لضمان استقرار مستويات الإشعاع في السعودية.

التعاون الدولي لضمان أمن الحدود النووية

ترتبط المملكة العربية السعودية باتفاقيات مشتركة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأجهزة رقابية في دول الجوار، ضمن إطار “نظام الإبلاغ المبكر عن الحوادث النووية العابرة للحدود”. يتيح ذلك:

1. تبادل البيانات الفورية عند حدوث حوادث إشعاعية قريبة.
2. تفعيل خطط استجابة سريعة تشمل إعلام الجمهور وإجراءات حماية.
3. اعتماد خطط دفاع مدني تحاكي تطورات محتملة.

أكدت المنظمة الإقليمية لرصد الإشعاع المسماة GEO-RAN على كفاءة شبكة السعودية، وأوصت بتكرار التجارب الربيعية لتحميل بيانات القياس عبر أربعة مواسم سنويًا.

جدول مقارنة: مستويات الإشعاع في السعودية بعد الهجوم vs المعدلات العالمية

مراقبة طويلة الأمد وتحليل المخاطر المحتملة

تقوم الهيئة بتمديد المخطط الرصد السنوي ليشمل:

• زيادات محتملة خلال 24 ساعة ما بعد التصعيد.
• مراقبة نووية إثر انفجارات داخل المنشآت الإيرانية والتقلبات الجوية.
• خطط تأهب تشمل “محاكاة تسرب إشعاعي عبر النمذجة الحاسوبية”، وإجراءات على الأرض تتراوح بين العزل الوقائي والتوزيع المجاني لأجهزة قياس محمولة.

الخبرة السعودية نموذج احترافي للسلامة النووية

يعدّ نظام مراقبة مستويات الإشعاع في السعودية من الأكثر تطورًا في المنطقة، وفق تقارير دولية. يعكس استثمارًا حكوميًا في التكنولوجيا النووية المدنية، إلى جانب تطوير كادر وطني مدرب حسب معايير الوكالة الدولية. كما تلعب الشفافية والإفصاح دون تأخير دوراً في تعزيز ثقة الجمهور.

اقرأ ايضاً: إيران ترد على إسرائيل بقوة.. هجوم صاروخي ومسيّرات يشعل الشرق الأوسط ويثير قلقًا دوليًا