الخليج اليوم

ترامب يدخل على خط النار.. ولي العهد يبحث تصعيد إسرائيل ضد إيران وتحذيرات من حرب عالمية ثالثة

في تطور جديد في الأزمة الشرق أوسطية المتصاعدة، أجرى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتصالًا هاتفيًا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لاستعراض أحدث المستجدات حول تصعيد إسرائيل ضد إيران. يأتي هذا التواصل السياسي في سياق تفاقم العمليات العسكرية المذهلة التي شنّتها إسرائيل على الأراضي الإيرانية، وتردّد إيران برد صاروخي غير مسبوق. ما بين اتصالات دولية وضغوط للتهدئة وتحذيرات من احتمالات حرب شاملة، تبدو المنطقة على حافة اختبار عالمي جديد.

ترامب يدخل على خط النار.. ولي العهد يبحث تصعيد إسرائيل ضد إيران وتحذيرات من حرب عالمية ثالثة


آفاق التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران

شهدت الساعات الأولى من يوم 13 يونيو 2025 تنفيذ إسرائيل ما أُطلق عليه “عملية أسد الصاعد – Operation Rising Lion”، حيث شنت أكثر من 200 طلعة جوية و300 قنبلة على 100 هدف داخل إيران، استهدفّت منشآت نووية ومحطة تخصيب نطنز ومواقع عسكرية وثكنات كبار القادة العسكريين، ما أدى إلى مقتل 90+ شخص، بينهم علماء وقادة بارزون مثل قائد الحرس الثوري سليماني .

ردّت إيران بإطلاق ما بين 100 إلى 150 صاروخ بعيد المدى وطائرات مسيّرة نحو الأراضي الإسرائيلية، أغلبها تم اعتراضه عبر منظومات الـ Iron Dome والـ Patriot بدعم أمريكي . التقارير الأخيرة تشير إلى إصابة نحو 40 إسرائيليين نتيجة سقوط شظايا وأضرار محدودة غير مهددة للسكان .

علاقات التصعيد دخلت منعطفًا خطيرًا؛ فإيران أعلنت أن الهجوم الإسرائيلي “إعلان حرب”، والرد جاء ضمن “وعد صادق 3” .

في المقابل، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن “تصعيد إسرائيل ضد إيران” سيستمر إذا بقي التهديد النووي قائمًا، موضحاً أن النظام الإيراني “ليست لديه القدرة على صده الآن”.


الدور الأمريكي تحت إدارة ترامب

داخل واشنطن، حاول ترامب النأي بالولايات المتحدة عن الاشتباك المباشر، مؤكدًا أن تصعيد إسرائيل ضد إيران جاء بموافقة أمريكية ضمنية، لكنه استبعد مشاركة القوات الأمريكية . الإدارة الأمريكية عزّزت من انتشارها العسكري لحماية قواعدها بالمنطقة، وطوّرت من أنظمة الدفاع الصاروخية المعتمدة .

ترامب ظهر بشكل علني أكثر تدخلاً عبر وسائل الإعلام، حيث قال إنه “كان يعلم بموعد الهجوم مسبقاً”، وأنه حدد مهلة لإيران تمثلت في 60 يومًا للاتفاق النووي، قبل أن تضطر إسرائيل للتحرك . وأضاف: “حاولت أن أنقذ إيران من الإذلال والموت”، محذّراً إيران من “مزيد من الدمار” إذا لم ترجع لطاولة المفاوضات .

في الوقت نفسه، دعا ترامب إيران إلى استئناف المفاوضات النووية، مشيرًا إلى أن الباب لا يزال مفتوحاً حتى اللحظة الأخيرة . لكن مسؤولين بالتأكيد أن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريًا، مؤكدين أن الدعم يشمل مشاركة الدفاع فقط .


اتصال محمد بن سلمان – ترامب: تهدئة في الظاهر؟

في هذا السياق، أجرى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتصالاً هاتفياً مع ترامب، ركّز خلاله الطرفان على ضرورة ضبط النفس وخفض مستويات التصعيد، دعماً للحلول الدبلوماسية بدل المواجهة العسكرية .

الجانبان شدّدا على أهمية استمرار الحوار والعمل المشترك، لتعزيز الأمن والاستقرار، خصوصًا في ظل هَدير الصواريخ وتصعيد إسرائيل ضد إيران، الذي يهدّد بتفجير أزمات جديدة في منطقة حوض الخليج. وقد أكدت الرياض وواشنطن أن “السلام هو الطريق الوحيد للخروج من دوامة المواجهة”.

الجدير بالذكر أن السعودية كانت حريصة على تهدئة النفوس وإشراك الأمم المتحدة والدول الفاعلة في المنطقة لاحتواء تبعات الحرب. كما اقتُرح تأجيل مؤتمرات دبلوماسية مهمة، مثل مؤتمر باريس-الرياض حول اتفاق فلسطيني، حرصاً على تجنب تأجيج التوترات .


تداعيات اقتصادية واستراتيجية

الأحداث الأخيرة دفعت النفط إلى قفزة تجاوزت 7.3%، فأثر التصعيد العسكري بشكل ملحوظ على الأسواق العالمية بسبب مخاوف انقطاع الإمدادات من الخليج . أما الأسواق الأمريكية فقد شهدت تراجعات طفيفة، خصوصًا في القطاعات المرتبطة بالطاقة والتصدير.

بما يخص موازين القوى، عزّز التصعيد العسكري ثقة أنظمة مثل إسرائيل وأمريكا في قدراتها الاستخباراتية والتكتيكية، لكنه أثار القلق في أوساط دول أوروبية وآسيوية دعت جميع الأطراف للرجوع إلى الحلول السلمية والتوقف عن التصعيد .

وعلى صعيد إيران، أعاد المسؤولون تقديم مبررات تصعيد إسرائيل ضد إيران على أنها “ضربة استباقية ضد برنامج نووي خطير”، بينما أعلن المتحدثون الإيرانيون عزمهما الرد بقوة ولكن بدون فتح باب مواجهة مفتوحة، ما زاد من الترقب الدولي لردود الفعل الإقليمية .


ردود الفعل الدولية والدبلوماسية

ردّت الأمم المتحدة بإدانة التصعيد، داعية بإغلاق باب المواجهة العسكريّة والعودة للحوار تحت رعاية مجلس الأمن، فيما عبر الأمين العام أنطونيو غوتيريش عن “قلق عميق” حيال تدهور الأوضاع.

من جهتها، دعت دول مثل تركيا، روسيا وفرنسا إلى تهدئة فورية، ووصف وزير الخارجية الفرنسي “الضربة الإسرائيلية” بأنها “تجاوزت كل الحدود”، في حين أكدت تركيا أنها تتابع باهتمام كبير تطورات تصعيد إسرائيل ضد إيران مشددة على الحلول الدبلوماسية .

الجانب البريطاني عبر عن دعم إسرائيل في إطار حقها الدفاعي، لكن دعاه في الوقت نفسه إلى تحلّي “بحضور قيادي مسؤول” لتفادي حرب إقليمية. أما الصين، فقد أصدرت بيانًا نادرًا طالب فيه بإرجاع المفاوضات النووية لإنقاذ الاتفاقات الدولية المتعثّرة.


توقعات مستقبلية وخيارات السلام

في ظل هذا التصعيد العسكري، تظل الخيارات المستقبلية رهينة عدة عوامل:

الخيارالوصفاحتمالية التطبيق
عودة للمفاوضات النوويةطاولة مفاوضات جديدة مع ضغوط أمريكية–سعودية مشتركةمتوسطة إلى عالية
خيار عسكري إقليميتوسع التصعيد قد يؤدي لتورط دول أخرى كلبنان أو العراقمنخفض إلى متوسط
هدنة مؤقتةاتفاق لوقف النار مع مراقبة دوليةمحتملة لكن هشّة
تدخل دولي رسميضغط من الأمم المتحدة أو الدول الكبرى لوقف التصعيديعتمد على ضغط دبلوماسي عالمي

المحللون يؤكدون أن العودة لطاولة التفاوض النووي تمثل الطريق الأكثر أمانًا. كما أن مراقبة دولية كثيفة من شأنها دعم آليات وقف التصعيد. غير أن أي خطأ في هذا التوقيت قد يدفع المنطقة إلى جولة جديدة من المواجهة الشاملة.

خاتمة

تبدو المنطقة اليوم في منعطف حاسم بين الحرب أو الحلّ الدبلوماسي. ترامب وولي العهد يحاولان توجيه الأمور بعيدًا عن التصعيد المسلح، لكن “تصعيد إسرائيل ضد إيران” بات على المحك، ويتوقف مستقبل الشرق الأوسط على مدى قدرة الدبلوماسية الدولية على احتواء الأزمة بأقل الأضرار.


اقرأ ايضاً: هيئة الرقابة النووية تطمئن المواطنين مستويات الإشعاع في السعودية طبيعية وآمنة بالكامل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
لطلب الاعلان على الموقع - اتصل بنا
اتصل بنا
Hello
Can we help you?