اختفاء الطائرات الإسرائيلية يشعل التكهنات: أين أخفتها تل أبيب؟

في واحدة من أكثر العمليات الأمنية غموضاً منذ سنوات، تصدّر اختفاء الطائرات الإسرائيلية المشهد الإعلامي الدولي بعد أن قامت تل أبيب بنقل أسطولها المدني بالكامل من مطاراتها المحلية إلى وجهات سرية خارج الحدود، وذلك عقب تصاعد التهديدات الإيرانية. العملية، التي وصفتها مصادر أمنية بـ”الخاطفة والسرّية”، شملت طائرات تابعة لشركات “إلعال”، “يسرائير”، و”أركيع”، وأثارت العديد من التساؤلات حول خلفيات هذا التحرك ومآلاته الأمنية والسياسية.

تكرار مشهد إغلاق مطار “بن غوريون” وتحليق عشرات الطائرات المدنية خارج المجال الجوي الإسرائيلي ليس مجرد إجراء وقائي، بل يحمل دلالات استراتيجية ورسائل ردع ضمنية، في وقتٍ يزداد فيه التوتر بين إسرائيل ومحور المقاومة.

اختفاء الطائرات الإسرائيلية: ماذا حدث في ليلة واحدة؟

يوم الخميس 12 يونيو 2025، صدرت أوامر عاجلة من جهات عليا في الأمن الإسرائيلي بتنفيذ عملية نقل جماعية للطائرات المدنية. لم تخرج تلك الأوامر من فراغ، بل جاءت استجابة لتحذيرات استخباراتية تحدثت عن نوايا صاروخية إيرانية باستهداف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك الطيران المدني.

• تمت عملية اختفاء الطائرات الإسرائيلية بشكل منظم خلال ساعات الليل، دون إعلان رسمي.
• شهدت ساعات الفجر يوم الجمعة مغادرة جماعية للطائرات من مطار “بن غوريون”، الأمر الذي تم توثيقه عبر بيانات “فلايت رادار 24”.
• تحدثت تقارير عن تحليق طائرات “يسرائير” نحو قبرص، في حين انطلقت طائرات “إلعال” إلى مطارات أوروبية مجهولة.

الوجهات الآمنة للطائرات: لماذا قبرص واليونان؟

تشير المعلومات إلى أن الوجهات الأساسية التي تم اختيارها لاحتضان الطائرات الإسرائيلية تمثلت في قبرص، اليونان، والولايات المتحدة. اختيار هذه الدول لم يكن اعتباطياً، بل بُني على اعتبارات جيوسياسية وأمنية.

دوافع الاختفاء: أمني بحت أم رسالة سياسية؟

ليست هذه هي المرة الأولى التي تتخذ فيها إسرائيل خطوة استباقية، لكن أن يمتد الإجراء ليشمل كل الطائرات المدنية، فذلك يكشف عن تطور نوعي في التهديدات.

• تؤكد مصادر في تايمز أوف إسرائيل أن القرار جاء بعد تتبع إشارة استخباراتية إيرانية تحدثت عن استهداف البنى التحتية “غير العسكرية”.
• اختفاء الطائرات الإسرائيلية يُستخدم أيضاً كورقة ردع: “نحن قادرون على حماية كل أصولنا، حتى تلك التي لا تملك دفاعات”.

اقرأ ايضاً: إيران ترد على إسرائيل بقوة.. هجوم صاروخي ومسيّرات يشعل الشرق الأوسط ويثير قلقًا دوليًا

نتائج إغلاق المجال الجوي: شلل تجاري وإرباك عالمي

بعد ساعات من اختفاء الطائرات الإسرائيلية، أُعلن رسمياً عن إغلاق مطار “بن غوريون”. تسبب القرار في إرباك الملاحة الجوية بشكل إقليمي وعالمي:

• ألغيت أكثر من 270 رحلة جوية من وإلى تل أبيب خلال 48 ساعة.
• علّقت شركات طيران عالمية مثل Lufthansa، Emirates، Turkish Airlines رحلاتها نحو المنطقة.
• قُدّرت الخسائر التجارية الأولية بنحو 120 مليون دولار خلال يومين فقط.

حماية الطائرات في الخارج: كيف تأمّنت عملية الإخفاء؟

عملية اختفاء الطائرات الإسرائيلية لم تكن فقط نقلها إلى الخارج، بل تضمنت ترتيبات أمنية غير مسبوقة:

• أشرف جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” على خطة تأمين دقيقة.
• نُشرت وحدات حماية أرضية خاصة في مطارات الاستضافة، بعضها يرتدي الزي المحلي.
• استُخدمت تقنيات مسح إلكتروني لمنع أي عملية اختراق إلكتروني أو زرع أجهزة تتبع.

السيناريوهات المقبلة: متى تعود الطائرات إلى إسرائيل؟

السيناريو الأقرب أن تبقى بعض الطائرات خارج المجال الجوي الإسرائيلي لعدة أيام، إلى حين اتضاح مآل التوتر مع إيران.

في النهاية

إن اختفاء الطائرات الإسرائيلية في لحظة حساسة كهذه لم يكن مجرد تحرك تقني لحماية الأصول، بل كشف عن عمق الاستعدادات الأمنية في إسرائيل، والمرونة التي باتت تتمتع بها مؤسساتها في التعامل مع الأزمات. تبقى الأسئلة مفتوحة: هل ستكرر إسرائيل هذه الخطة مستقبلاً؟ وهل ستُعدّ دول أخرى العدة لاحتمال إخفاء طيرانها المدني في أوقات الأزمات؟ الإجابة – كما يبدو – في السماء.

اقرأ ايضاً: هيئة الرقابة النووية تطمئن المواطنين مستويات الإشعاع في السعودية طبيعية وآمنة بالكامل