اختراق إسرائيل لأجواء العراق يشعل الغضب.. بغداد تطالب واشنطن بالتدخل العاجل
في تطور دراماتيكي، عبّر مجلس الوزراء العراقي اليوم، السبت 14 يونيو 2025، عن غضبه العارم جراء اختراق إسرائيل لأجواء العراق خلال هجوم إسرائيل على المنشآت النووية. بغداد أرسلت رسالة رسمية إلى واشنطن، تطالبها بمنع أي عبور جوّي “مزور” للكيان الإسرائيلي فوق الأجواء العراقية، ومشددة على أن ذلك يعد انتهاكًا لقلق سيادي يعيد رسم خريطة النفوذ الجوي في المنطقة.
خلفية التوتر: اختراق إسرائيل لأجواء العراق منطلقًا لغارات على إيران
بعد عملية “الأسد الصاعد” الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية إيرانية فجر الجمعة، فإن طائرات إسرائيلية حلّقت فوق أجواء العراق مستخدمة المجال الجوي كمنطلق أو ممر وحيد لغاراتها، بالرغم من إغلاق بغداد مجالها الجوي. هذه الخطوة أثارت قلقًا سياديًا كبيرًا في الأوساط العراقية. بلدان عربية وخليجية أخرى، مثل الأردن، أغلقت مجالاتها الجوية كإجراء احترازي ، لكن بغداد اعتبرت الأمر اعتداءً على السيادة الوطنية ومساسًا بالاتفاقيات الثنائية.
الرد العراقي: شكوى رسمية وتدخل عالمي
أعلنت الحكومة العراقية تقديم شكوى عاجلة إلى الأمم المتحدة مطالبّة بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول اختراق إسرائيل لأجواء العراق . كما وجهت رسالة “قاسية” لواشنطن مطالبة بمنع أي طيران إسرائيلي غير مصرح به. مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي أكد رفض أن يُستخدم العراق منصة لأي تصعيد عسكري ضد إيران، مطلقًا دعوة واضحة لخفض التوتر في منطقة تلهبها الصواريخ .
ردود الفعل الإقليمية والدولية
إيران عبرت عن دعمها لبغداد، وأكدت أنها تحتفظ بحق الرد، بعد أن قالت أن طائرات الاحتلال اخترقت المجال الجوي العراقي.
الولايات المتحدة: بحسب تقرير لوسائل إعلام عربية وغربية، لم تستجب واشنطن لطلب بغداد، معتبرة أن سماء العراق تُدار من قبل التحالف الدولي ضد داعش وأنها تملك القرار الأخير.
الأمم المتحدة: تلقّت شكوى رسمية من بغداد عبر وزارة الخارجية، تمهيدًا لطلب اتخاذ تدابير رادعة ضد أي انتهاكات في المستقبل .
الأردن ودول مجاورة أغلقت محيطها الجوي بالكامل، بينما الكويت والبحرين قادا عمليات إجلاء وبحث لموظفيها وجالياتها لدى تصاعد التوتر.
الانعكاسات الأمنية على العراق: تحليل معمّق
اختراق المجال الجوي العراقي أعاد إلى الواجهة تساؤلات حول ضعف منظومات الرادار العراقية وعدم امتلاك طهران بعد درع مضاد صواريخ فعّال في الأجواء العراقية .
أمنياً، تجاوز العمليات المحلية، يُعد العراق نقطة حسّاسة قد تُستغل لتوسع المواجهة بين واشنطن وطهران، خصوصًا وأن الأخيرة تملك انتهاكات سابقة لأجواءه أيضًا. لكن الحكومة تؤكد حرصها على ضبط جميع الأمور، بما في ذلك غلق المنطقة الخضراء وإخلاء موظفي السفارة الأمريكية لمنع اندلاع مواجهات داخلية.
الاختراق الجوي وتداعياته على أمن الطيران المدني
نتيجة اختراق إسرائيل لأجواء العراق، تم تعليق الرحلات فوق العراق، ما أدى لإغلاق المجال الجوي أمام 1,400 رحلة يومية إلى أوروبا وآسيا .
شركات طيران عالمية بينها “إير فرانس” و”لوفتهانزا” وأميركان إيرلاينز، اضطرّت لإلغاء أو reroute رحلاتها، ما أثّر على الملايين من المسافرين وأثار خسائر اقتصادية كبيرة. علاوة على ذلك، صدرت تحذيرات من الخارجية الأمريكية للمواطنين بشأن مخاطر الطيران في المناطق المتوترة مثل العراق وإيران . الجدول التالي يبرز بعض بيانات الرحلات:
شركة الطيران | عدد الرحلات المعلّقة | المسار المتأثر |
---|---|---|
Lufthansa | 50+ | فرانكفورت–دبي عبر بغداد |
Emirates | 65 | دبي–باريس عبر العراق |
Air India | 40 | نيودلهي–لندن عبر أجواء العراق |
Flydubai | 30 | دبي–أوروبا عبر بغداد |
المشهد المقبل: مواجهة جديدة أم تهدئة محتملة؟
التصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل يحمل مخاطر تمدد إلى العراق إذا لم تُسد الثغرات الأمنية. في حين تطلق بغداد نداءاتها إلى واشنطن والأمم المتحدة، تتجه الأنظار إلى الرد الإيراني المرتقب، وهنا يتحول النقاش إلى إمكانية تدخل الفصائل العراقية، رغم أن الحكومة تصر على المحافظة على الثبات والنأي بالاترعن. التحذيرات من مسؤولين، مثل مقتدى الصدر، تؤكد أن العراق قد يتحول “ساحة حرب” إذا لم يُدَرّ بعناية .
خاتمة
إن اختراق إسرائيل لأجواء العراق لضرب إيران شكّل نقطة تحول في الصراع الإقليمي، مستدعياً ردّ فعل عاجل من بغداد، مطالبًا واشنطن بالتدخل، وجعل العراق محورًا اضطراريًا في خريطة التوترات. المشهد القائم يدعو إلى اليقظة الدبلوماسية والأمنية، حيث أن أي إهمال في التداعيات قد يدفع البلاد نحو مواجهة مفتوحة لا ترغب بها غالبية العراقيين. يبقى السؤال: هل ينتهي الأمر عند هذا الحد، أم أن المواجهة الإقليمية ستضاعف الساعات القادمة اشتعالاً؟
اقرأ ايضاً: صدمة دبلوماسية: المحادثات الأمريكية – الإيرانية تُلغى في اللحظة الأخيرة بتأكيد من عُمان