حرب إسرائيلية إيرانية لا تريدها المنطقة ولا العالم.. ماذا ينتظرنا؟

تصاعد التصعيد بين إسرائيل وإيران خلال أيام حوّل سلسلة من الضربات العسكرية إلى ما يهدّد بتدمير مصالح وأمن دول المنطقة. هذا المسار يضعنا في مواجهة مفتوحة تتخللها قلق من انتشار الإشعاع النووي، واكتمال مفاعلات تحت الأرض، وتضعضع الاتفاق النووي… كل ذلك قد يشعل “حرب إسرائيلية إيرانية” لا يمكن لأحد تحملها.

المشهد العسكري يتسارَع ومستويات التصعيد تتوسع

في 12يونيو 2025 نفذت إسرائيل عملية “Rising Lion” ضد أكثر من 100 هدف إيراني، منها المنشآت النووية كـنطنز وفوردو، إلى جانب قادة عسكريين بارزين.

طهران ردّت بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، خاصة تل أبيب والقدس، مشكّلة تحدّيًا لمنظومة القبة الحديدية . هذا التبادل المباشر يؤشر بداية مسار قاتم في صراع قد يتحوّل إلى حرب إسرائيلية إيرانية شاملة.

اقرأ ايضاً: إسرائيل تطالب واشنطن بالمشاركة في الحرب.. والبيت الأبيض يرفض بشكل قاطع

أهداف إسرائيلية خلف الضربات – هل هي مجرد برامج أم تغيير نظام؟

المحللون الدوليون، مثل تحليل “The Australian” و”Washington Institute”، يرى أن إسرائيل تسعى إلى ما هو أعمق من تدمير البنية النووية – فقد لامست عمليات استهداف مسؤوليين أمنيين وعسكريين رفيعي المستوى.
في الوقت ذاته، إسرائيل تركت الأوضاع الاستخباراتية تحت الأرض – مثل فوردو – تعمل، ما يقلل تأثير الضربة على الإنتاج النووي، لكن يرفع الشكوك حول هدفها الأوسع: هل تريد تحرير إيران من القادة؟ هذا يزيد فرص تحول الحرب إلى “حرب إسرائيلية إيرانية” مع أبعاد أكبر من المفاعل.

تهديد الإشعاعات النووية والقلق على دول الجوار

أحد أهم نتائج تصاعد حرب إسرائيلية إيرانية المحتملة هو خطر التسربات الإشعاعية من مواقع كهذه المفاعلات. نُظم الرصد الدولية والمحلية ترصد أي ارتفاع في معدل بيتا وغاما .
بحسب خبراء، قد تنتشر الجسيمات نحو 100 كلم حسب الرياح، ما يهدد دول كالأردن، مصر، وربما الخليج. الحماية تعتمد على إغلاق المواقع مسبقًا، لكن الضغط العسكري قد يحتم عليها.

الدبلوماسية الدولية تحت الضغط – هل تصلح الحرب حلًا؟

الدول الكبرى، كألمانيا وفرنسا وبريطانيا، دعت لتسوية نووية دبلوماسية سريعة بديلة للحل العسكري . لكن إسرائيل استبقت هذا المسار بالضربات المتسارعة، بينما إيران سحبت مباحثاتها النووية مع الولايات المتحدة وتوعدت بردّ أشد .
هذا الوضع يولّد فجوة خطيرة: الحوار مهدّد، والبديل – “حرب إسرائيلية إيرانية” – يهدّد بانهيار المنظومة الدبلوماسية في المنطقة.

احتمالات التصعيد أو التهدئة المستقبلية

إذا تواصل التصعيد

• ضربات جديدة على منشآت آخر المقاومة، خصوصاً الأكثر حماية وغموضاً.
• ردود إيرانية قوية تشمل ضرب البنية التحتية لمحطات بحرية أو قاعد عسكرية أمريكية في الخليج .
• احتمال سعي دول خليجية ونفطي دولة عربية لتطوير برنامج نووي محلي كسباق تسلح نووي.

إذا ساد التهدئة

• طهران تتيح العودة لطاولة الحوار – رغم الصعوبات بسبب إسرائيل.
• أمريكا وأوروبا تعيد إحياء الاتفاق النووي لدعمه.
• تقليص خطر انتشار الإشعاع وإعادة ضبط ميزان القوة الإقليمي.

تأثير تصاعد حرب إسرائيلية إيرانية على الاقتصاد والسلم الدولي

السوق يواجه ارتفاعاً في أسعار النفط والغاز، وتوقعات بهبوط البورصات الخليجية .
المنطقة تعاني من تراجع الاستثمارات وتجميد المشاريع طويلة الأمد، في ظل رهبة التحولات النووية. بينما يتوجّب تطوير أنظمة لحماية المياه والغذاء من آثار الإشعاع.

خلاصة واقعية
حرب إسرائيلية إيرانية ليست احتمالًا هلاميًا، وإنما واقع يتكشف أمام أعيننا. تصاعد التراشق العسكري، وغياب الحزم الدبلوماسي، والرهان على الإشعاع والنفوذ النووي، كلها تجعل هذه الحرب مرشحة للانفجار في أي لحظة. الحل الوحيد الممكن هو استعادة الحوار واستمرار الضغوط الدولية المقنعة، قبل أن يصبح السيناريو الجديد غير قابل للتفكيك.

اقرأ ايضاً: الأهلي ضد إنتر ميامي.. تعادل مخيّب بعد أداء بطولي يهدر فوزًا كان في المتناول