ترمب يعد: سلام وشيك بين إيران وإسرائيل.. بقائنا أمام الحقيقة المنتظرة
في ظل تبادل القصف الكثيف بين إيران وإسرائيل حيث قامت إسرائيل الجمعة بالهجوم على المنشآت النووية الإيرانية لتولى الرد على إسرائيل، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتصريحات مفاجئة ووعد بجسر سلام قادم، معربًا عن ثقته بأن الاتفاق بين طهران وتل أبيب لن يبتعد كثيرًا. هذا التطور جاء على وقع ضربات إسرائيلية على إيران وهجمات انتقامية إيرانية متواصلة، بينما تجري مكالمات واتصالات مكثفة لتهيئة أرضية تفاوضية جديدة.
تجربة الأسود القديمة: الهند وباكستان
تحدث ترمب عن خبرته السابقة في تحقيق تطبيع بين الهند وباكستان، والآن يرى أن سيناريو مشابه يمكن أن يتحقق بين إيران وإسرائيل. أشار في منشور له على “تروث سوشيال” إلى انعقاد “الكثير من المكالمات والاجتماعات” تحضيرًا للسلام، مؤكداً أن “إيران وإسرائيل ينبغي أن تُبرم صفقة، وسيُبرَم اتفاق قريبًا”، معربًا عن تطلعه إلى جعل الشرق الأوسط “عظيمًا مرة أخرى” .
فرصة بوتين.. جسر محتمل للسلام
في مقابلة مع شبكة ABC، لفت ترمب إلى استعداده لاستقبال الوساطة الروسية، مشيرًا إلى اتصالات مع فلاديمير بوتين حول الوضع في الشرق الأوسط، معتبرًا أن دعمًا روسيًا قد يسرّع من الطريق إلى تطبيع العلاقات بين إيران وإسرائيل .
الواقع على الأرض: قصف وتصعيد مستمر
يحمل المشهد العسكري مشاهد كارثية: إسرائيل كثفت هجماتها على أهداف داخل إيران ضمن عملية “الأسد الصاعد”، والعشرات من القتلى بين صفوف كبار الضباط والعلماء النوويين . في المقابل، ردت إيران بإطلاق أكثر من 150 صاروخًا وطائرة مسيرة على إسرائيل، أدت لمقتل عشرات المدنيين وتدمير بنية تحتية .
نتنياهو: سلام مشروط وتهديد بالضرب المستقبلي
رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على حديث ترمب بتحذير واضح من تهديد نووي إيراني، مشددًا على أن بلاده مستعدة لمواصلة التصعيد إذا لزم الأمر، مطالبًا المواطنين بالالتزام بإجراءات الطوارئ .
تصعيد دولي: سفارات تغلق أبوابها والأسواق ترتعش
دفع القلق من حرب موسعة إلى إجلاء العديد من السفارات، وبينها الروسية من طهران، بينما سُجّل اضطراب في أسواق النفط العالمية مع ارتفاع الأسعار نحو 7٪ وجريان تدفقات للمستثمرين نحو الأصول الآمنة .
الرهانات على الطاولة: كيف يمكن تحقيق السلام؟
السيناريو | التفاصيل |
---|---|
تسوية نووية مرحلية | حظر تدريجي لبرامج إيران النووية مقابل رفع جزئي للعقوبات وتعاون دولي |
تدخل عسكري وتفاوض لاحق | ضربة مركزة ضد إيران تليها مباحثات أمنية تحت قيادة أمريكية |
وساطة روسية متعددة الأطراف | مشاركة روسيا في ميليشيات السلام لإنهاء الصراع وتوقيع اتفاق طويل الأمد |
تعتمد هذه الخيارات على تطور المواقف الإيرانية والإسرائيلية، فضلاً عن الضغط الدولي، خاصة الأوروبي والآسيوي .
تموضع دولي: أوروبا تنتظر، أمريكا تتدخل
يتجه قادة أوروبا إلى طرح مطالب واضحة لترمب أثناء قمة G7 في كندا، يسعون خلالها إلى إجباره على استخدام تأثيره لإيقاف القصف وتفعيل السلام بين إيران وإسرائيل . أما واشنطن، فقد وضعت شروطًا صارمة لضبط التصعيد، وفي الوقت نفسه تظهر رغبة في عودة إيران لطاولة النووي تحت سلام مشروط.
في النهاية
ترمب يعوّل على خبرته كوساطة تاريخية لتحقيق “سلام قريب بين إيران وإسرائيل” كما وصفه، ولكن الطريق محفوف بالأسئلة: هل ستنجح الوساطة، خاصة الروسية؟ هل سيهدّي الوضع العسكري الجانحين نحو الحرب؟ وهل سيصغي نتنياهو وبدون اشتراطات؟
الحقيقة الوحيدة تبقى أن المنطقة تقف أمام منعطف قد يعيد رسم خريطتها السياسية. ومع كل صفقة، هناك فرصة لتغيير المصير أو سقوط المدفع مرة أخرى. الزمن وحده كفيل بالإجابة، لكن السلام يظل الطريق الوحيد الذي تستحق الدول والملايين الصمت عليه حتى تهدأ البنادق.
اقرأ ايضاً: حرب إسرائيلية إيرانية لا تريدها المنطقة ولا العالم.. ماذا ينتظرنا؟