صواريخ تخترق القبة الحديدية.. هل انكشف فشل منظومات الدفاع الإسرائيلية؟
في أواخر يونيو 2025، شهدت إسرائيل تصعيداً غير مسبوق فيما يُعرف بـ قصف صاروخي إيراني. هذه المرة، لم تقتصر الطلعات على مناطق حدودية بمعزل عن الرد. صواريخ باليستية متقدمة اخترقت للمرة الأولى ما يُفترض أنه “حصن آمن”: منظومات الدفاع الجوي المتعددة، ومنها القبة الحديدية. أثار ذلك موجة تساؤلات محليّة ودولية حول مدى فعالية التصريحات الأمنية الإسرائيلية، إذ بدا أن الجيش صار عاجزًا عن حماية المدن كبري مثل تل أبيب وحيفا.
هذا الخبر يرصد بأدق التفاصيل أبعاد هذا التساؤل: هل نواجه اليوم كشفًا حقيقياً لفشل منظومات الدفاع الإسرائيلية، وما هي العوامل التي قد تتسبّب في هذا الاختراق؟ نستعرض في هذا التقرير أحدث البيانات، والتحليلات العسكرية والاقتصادية، والمشهد الإقليمي القادم.
كيف اخترقت إيران القبة الحديدية؟
- أطلقت إيران أكثر من 400 صاروخ باليستي وطائرات مسيّرة بحسب مصادر إسرائيلية ودولية .
- رغم نسبة اعتراض بلغت نحو 90%، إلا أن ما لا يقل عن 5–10% من الصواريخ اخترقت الدفاعات واستهدفت مناطق سكنية حاملة الانطباع الواضح لـفشل منظومات الدفاع الإسرائيلية .
- أسباب الاختراق تتعدد:
- “طُمّرت” السواغات واستخدمت تقنيات تشويش وكمائن رقمية لتضليل الرادارات.
- بعض الصواريخ عالية السرعة لم تُعترض بسبب الضغط الكمي الهائل تجاوز القدرة التشغيلية للمنظومة .
اقرأ ايضاً: هل يُقال الرئيس الفيدرالي الأمريكي قبل انتهاء ولايته؟ مفاجآت محتملة تهز وول ستريت
أرقام الخسائر: القتلى والإصابات والتدمير
الموقع | عدد القتلى | عدد الجرحى | أضرار البنى التحتية |
---|---|---|---|
تل أبيب | 4 elderly | 87 injured | أضرار في مبانٍ ومرافق عامة |
حيفا | — | — | حكم نفس السيناريو |
مناطق أخرى | 24 إجمالاً | 500+ | انهيار جزئي لأنظمة مدنية |
- الإحصاءات الرسمية تُسلّط الضوء على إجمالي 24 قتيلاً و500 جريحًا من جراء القصف المتواصل.
- رغم الأرقام العالية، ترى المؤسسات الدفاعية أن المقارنة بين عدد الصواريخ ونسبة الاعتراض مؤشر على فعاليتها في منع كارثة أكبر.
فشل منظومات الدفاع الإسرائيلية: الأسباب وراء الانهيار الجزئي
- التكلفة التشغيلية والعجز في مخزون الصواريخ
- تكلفة اعتراض الصاروخ الواحد تصل إلى 100–150 ألف دولار .
- نفاد حصص من منظومات “آرو” المتوسطة والبعيدة؛ ومخاوف جيش من وقف كمي مفاجئ .
- ضغط الهجوم الكمي والاستخدام المتكامل
- استهداف القبة البحرية والأرضية معًا بضربات متلاحقة تفوق استجابة أنظمة الدفاع ووقت إعادة التحميل .
- التقنيات الجديدة لإيران
- الصواريخ انطلقت مع طائرات مسيرة مزيفة أو مشوشة لتوجيه الرادارات باتجاهها .
- قيود بشرية فنية
- تصريح قائد سابق بأن النظام ليس معصومًا من الهفوات، وأي خلل فني أو خطأ في إحدى مراحل الاعتراض يؤدي إلى فشل شامل .
الآثار التكتيكية والاستراتيجية على المستوى الوطني
أ. الضغط على المناعة الجوية
- الولايات المتحدة أبدت استعدادها لتعزيز التغطية الدفاعية بنظام Patriot وTHAAD .
- مصادر أمريكية أشارت إلى أنها قد تقدم صواريخ “آرو” إضافية لتعزيز الاحتلال.
ب. الهجوم المضاد الإسرائيلي
- شنت إسرائيل غارات دقيقة على مواقع إيرانية، منها مراكز قيادة للـ”فيلق القدس”، لضرب قواعد إطلاق الصواريخ .
ج. تبعات نفسية واجتماعية
- المواطنين تقبلوا مستوى الاعتراض بإعجاب، لكن مشاعر “ترقب الاختراق القادم” بدأت تنتشر، خصوصًا بعد سقوط الصواريخ على مبانٍ أهلية.
الخطر المالي: هل يمكن لإسرائيل مواصلة هذا النسق؟
- إسرائيل تنفق حوالي 285 مليون دولار في اليوم على الصواريخ الاعتراضية .
- مع نفاد الذخيرة وتقوية إيران لقدراتها، يبقى السؤال: هل يمكن المواصلة بنفس الوتيرة؟ الخبراء يراه غير مستدام على المدى المتوسط بدون دعم خارجي حاسم.
السيناريوهات المستقبلية: المواجهة تتجه نحو أي مسار؟
- تصعيد بالضربات والإمدادات العسكرية – قد تدفع واشنطن لتوفير ذخائر إضافية لمنع فراغ دفاعي.
- تكثيف عمليات ملاحقة الصواريخ في أجواء إيران لضرب الترسانة قبل الإطلاق.
- تحول نحو الحوار مقابل كبح التصعيد – تخصيص دعم جوي قرب إسرائيل مقابل تهدئة محدودة.
- سباق تكنولوجي محموم – دفع إسرائيل لتسريع تطوير “Iron Beam” وتكثيف البحث في بدائل رادارية ولليزر.
في النهاية
قضية فشل منظومات الدفاع الإسرائيلية لا تعني انهيارًا شاملاً، بل كشفًا محدودًا لأوجه ضعف في سياق عسكري معقد.
رغم نسبة الاعتراض العالية، فإن السقوط المحدود للصواريخ في مناطق مأهولة كشف فعليًا عن الحاجة إلى تطوير كبير وإصلاح تكتيكي.
إسرائيل أمام مفترق دفاعي مالي وتقني، يحتاج إلى إعادة تكوين جبهته بمشاركة دولية وتعزيز البحث العسكري.
أمام إيران، فإن نجاح اختراق القبة تخلق سيناريو أكثر جرأة، لكن قد يلقى ارتدادًا سريعًا من إسرائيل وأطراف داعمة لها.
اقرأ ايضاً: ما حقيقة ضرب أمريكا للمنشآت النووية الإيرانية..القصة والخدعة