مال وأعمال

شراكة غرفة عجمان مع مستشفيات ثومبي تفتح آفاقًا جديدة في الرعاية الصحية

في خطوة استراتيجية تعكس التوجهات الوطنية نحو الاقتصاد المعرفي وتعزيز منظومة الصحة والتعليم في دولة الإمارات، جاءت شراكة غرفة عجمان مع مستشفيات ثومبي لتشكل نموذجًا نوعيًا للتكامل بين القطاعين العام والخاص، وتفتح المجال لتعاون واسع يربط بين المجتمع الأكاديمي والمجتمع المهني، مما يعزز من جاهزية الكوادر الوطنية ويخدم مستهدفات رؤية عجمان 2030.

شراكة غرفة عجمان مع مستشفيات ثومبي تفتح آفاقًا جديدة في الرعاية الصحية

شراكة استراتيجية تواكب متطلبات المستقبل

تأتي شراكة غرفة عجمان مع مستشفيات ثومبي ضمن خطة الغرفة لتوسيع شبكة تعاوناتها الاستراتيجية مع كيانات ذات خبرة وسمعة في قطاعي الصحة والتعليم. وتمثل مجموعة ثومبي واحدة من أكبر المؤسسات الصحية والتعليمية في المنطقة، حيث تدير شبكة واسعة من المستشفيات والعيادات والمراكز الطبية بالإضافة إلى جامعة الخليج الطبية، التي تُعد من أبرز المؤسسات الأكاديمية المتخصصة في القطاع الصحي بالإمارات.

تهدف هذه الشراكة إلى توفير منح دراسية وفرص تدريبية لطلبة الجامعة، إلى جانب تقديم خصومات متميزة على الخدمات الطبية لأعضاء غرفة عجمان من أصحاب المنشآت الخاصة، ما يُعد خطوة متقدمة في سبيل تعزيز الاقتصاد المعرفي وتحقيق التكامل بين مخرجات التعليم وسوق العمل.

تعزيز التمكين الوطني في قطاع الرعاية الصحية

تلعب شراكة غرفة عجمان مع مستشفيات ثومبي دورًا محوريًا في دعم تمكين الكوادر الوطنية وتأهيلها لسوق العمل، خاصة في التخصصات الصحية الدقيقة التي تشهد طلبًا متزايدًا. ووفقًا لتقارير “المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء” في الإمارات، فإن نسبة المواطنين العاملين في قطاع الرعاية الصحية لا تزال في حاجة إلى دعم إضافي لرفع نسب التوطين، لا سيما في الوظائف المتخصصة مثل الطب والتكنولوجيا الحيوية.

من خلال هذه الشراكة، تتيح جامعة الخليج الطبية للطلبة المواطنين فرصة الحصول على منح دراسية كاملة في برامج إدارة اقتصاديات الرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي في الطب، ما ينسجم مع التوجه الحكومي نحو التحول الرقمي وتطوير منظومة الصحة الذكية.

مستشفيات ثومبي ريادة إقليمية في الطب والتعليم

تعد مجموعة ثومبي من أبرز المؤسسات متعددة التخصصات في الإمارات والمنطقة، إذ تمتد خبرتها لأكثر من 25 عامًا، وتشمل خدماتها تشغيل مستشفيات في دبي والشارقة وعجمان والفجيرة، بالإضافة إلى شبكة من المراكز الطبية المتخصصة.

تحتضن المجموعة جامعة الخليج الطبية، التي تصدّرت مؤخرًا تصنيفات إقليمية ضمن قائمة الجامعات المتخصصة في العلوم الطبية، حسب تصنيف QS لعام 2024، حيث تحتل مكانة مرموقة بين الجامعات التي تربط الدراسة الأكاديمية بالتطبيق العملي، خاصة من خلال شراكاتها مع المستشفيات والمختبرات التابعة للمجموعة.

أقرًا أيَصا: هل تنجح بلدية الظهران في صيانة الحدائق وتحقيق المشهد الحضري المثالي؟

دعم شامل لأصحاب الأعمال وأسرهم

توفر شراكة غرفة عجمان مع مستشفيات ثومبي مزايا عديدة تتجاوز مجرد تقديم خدمات صحية، لتصل إلى تعزيز بيئة العمل وجودة حياة الموظفين العاملين في القطاع الخاص، وهو ما يتماشى مع “مبادرة جودة الحياة في بيئة العمل” التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتوطين مؤخرًا.

ومن أبرز ما توفره هذه الشراكة:

  • خصومات تصل إلى 30% على خدمات الأشعة والتحاليل والمختبرات.

  • تنظيم حملات توعية صحية ومخيمات طبية ميدانية داخل المنشآت الصناعية والتجارية.

  • تقديم عضويات خاصة في نادي “بودي أند سول” الرياضي التابع لمجموعة ثومبي للعاملين في القطاع الخاص.

  • توفير فحوصات دورية مجانية لموظفي المنشآت الأعضاء بالغرفة.

تمكين القطاع الخاص عبر التعليم التطبيقي

تُعد شراكة غرفة عجمان مع مستشفيات ثومبي مثالاً على تحويل التعليم إلى أداة تمكين اقتصادي مباشر. فبدلاً من الاكتفاء بالتعليم النظري، تتيح الشراكة فرص التدريب الميداني في مستشفيات ومراكز طبية متقدمة، إلى جانب فرص التوظيف الفعلية لخريجي البرامج الصحية.

وتشير تقارير “مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية” إلى أن إحدى التحديات الكبرى التي تواجه الخريجين هي ضعف الخبرة التطبيقية عند التخرج. هنا، تبرز أهمية هذه الشراكة في جسر الفجوة بين التعليم وسوق العمل، وتحقيق جاهزية أعلى للكوادر الوطنية.

انعكاسات الشراكة على رؤية عجمان 2030

تدعم شراكة غرفة عجمان مع مستشفيات ثومبي بشكل مباشر أهداف رؤية عجمان 2030، والتي ترتكز على عدة محاور رئيسية أبرزها: جودة الحياة، الاقتصاد المعرفي، واستدامة التنمية الاجتماعية. ومن خلال هذه المبادرة، تؤسس الإمارة لنموذج جديد في بناء مجتمع صحي ومتعلم، عبر تعزيز التكامل بين المؤسسات الأكاديمية والاقتصادية.

وتتضمن الرؤية الطموحة للإمارة زيادة عدد الكوادر المؤهلة في المجالات الحيوية، بما يضمن توافر كفاءات إماراتية تقود المستقبل الصحي والتعليمي في الإمارة، وهو ما تمثل هذه الشراكة أحد روافده الأساسية.

مصادر إضافية وتحليل عالمي

وفقًا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في يونيو 2025، فإن الاستثمار في التعليم الصحي والتعاون المؤسسي بين الجامعات والمستشفيات يُعد من أكثر الوسائل فعالية في سد العجز العالمي في الموارد البشرية الصحية، والذي يُقدر بنحو 15 مليون وظيفة بحلول 2030.

كما أكدت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) أن كل دولار يُستثمر في تدريب القوى العاملة الصحية يُعيد ما بين 2.5 إلى 4 دولارات من حيث الإنتاجية الاقتصادية والنمو.

هذا ما يجعل شراكة غرفة عجمان مع مستشفيات ثومبي واحدة من النماذج الإقليمية الرائدة في تحقيق هذه المعادلة.

في النهاية 

لا شك أن شراكة غرفة عجمان مع مستشفيات ثومبي تمثل نموذجًا يحتذى به في دعم التحول نحو اقتصاد معرفي مستدام في دولة الإمارات. فهي لا تسهم فقط في تعزيز قطاعي التعليم والصحة، بل تدعم كذلك تمكين الموارد البشرية الوطنية، وترتقي بجودة حياة المجتمع والبيئة المهنية في الإمارة.

وإذا ما استمرت هذه الشراكات النوعية بوتيرتها الحالية، فمن المتوقع أن تشهد عجمان خلال السنوات القادمة قفزة نوعية في مؤشرات الصحة العامة والتعليم المتقدم، لتؤكد على مكانتها كمركز حيوي للاستثمار والمعرفة في دولة الإمارات والمنطقة.

أقرًا أيضًا: مدرب النصر الجديد.. ما سر تأخر الإعلان الرسمي حتى الآن؟

كاتب

  • doaa-alhdad

    دعاء الحداد صحفية ومحررة في موقع الخليج لايف، متخصصة في تحرير الأخبار السعودية والخليجية بدقة واحترافية. تمتلك خبرة طويلة في الصحافة الإلكترونية، وعملت سابقًا في عدة منصات إعلامية مرموقة مثل أخبار العرب، عرب نيوز، ويلا جون. تهتم بتغطية التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج، وتتميز بتحرير موضوعي ومهني يعكس فهمًا عميقًا للمشهد الإخباري الخليجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!