الهجوم الروسي على كييف عنيف.. وزيلينسكي يطالب الغرب بعقوبات صارمة
في تصعيد جديد وخطير ضمن الحرب المستمرة منذ فبراير 2022، نفذ الجيش الروسي هجومًا روسيًا على كييف هو الأعنف منذ أشهر، مستخدمًا مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ طويلة المدى. هذا التصعيد، الذي استهدف العاصمة الأوكرانية ومدنًا أخرى في الشمال والشرق، لم يمر دون خسائر بشرية ومادية جسيمة، مما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى دعوة الحلفاء لفرض عقوبات صارمة وسريعة على موسكو.
ويأتي الهجوم الروسي على كييف في وقت حساس سياسيًا، حيث تتجه أنظار المجتمع الدولي إلى ماليزيا، حيث يُتوقع لقاء أمريكي-روسي على هامش قمة آسيان. فما تفاصيل هذا الهجوم؟ وما حجم الأضرار؟ وكيف يتفاعل الغرب؟ كل هذا نكشفه في السطور التالية.
تفاصيل الهجوم الروسي على كييف والمناطق المستهدفة
نفذت القوات الروسية هجومًا واسعًا على كييف فجر الخميس، باستخدام أكثر من 400 طائرة مسيّرة هجومية من طراز “شاهد”، إضافة إلى 18 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا. وبحسب قيادة الأركان الأوكرانية، فإن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط نحو 90% من الأهداف، إلا أن الشظايا والصواريخ التي وصلت تسببت في تدمير أحياء سكنية ومخازن ومرافق مدنية.
استمر الهجوم الروسي على كييف قرابة 10 ساعات، واستهدف ستة أحياء رئيسية في المدينة، بالإضافة إلى مناطق مثل تشيرنيهيف وخاركيف وسومي، حيث سُجّلت انفجارات قوية وسقوط ضحايا.
تفاصيل الأضرار حسب المنطقة
المنطقة المستهدفة | نوع السلاح المستخدم | الأضرار والخسائر |
---|---|---|
كييف | مسيّرات وصواريخ | تدمير 12 مبنى، إصابة 13 شخصًا |
سومي | صواريخ أرض-أرض | مقتل 3 وإصابة 1 |
خاركيف | مسيرات هجومية | انقطاع الكهرباء والمياه |
موقف أوكرانيا بعد الهجوم الروسي على كييف
ردًا على الهجوم الروسي على كييف، عقد الرئيس فولوديمير زيلينسكي اجتماعًا طارئًا مع القيادة العسكرية، ووجّه كلمة شديدة اللهجة إلى المجتمع الدولي، أكد فيها أن “التأخير في الدعم يكلّف أرواحًا”، وطالب بـ:
عقوبات مالية فورية على البنوك الروسية.
زيادة الدعم الدفاعي الجوي.
توفير تمويل لإنتاج مضادات المسيّرات محليًا.
وأكد زيلينسكي أن “روسيا لم تعد تستهدف المواقع العسكرية فقط، بل أصبحت تستخدم الهجوم الروسي على كييف كسلاح نفسي ضد المدنيين”.
اقرأ ايضا: شراكة غرفة عجمان مع مستشفيات ثومبي تفتح آفاقًا جديدة في الرعاية الصحية
الموقف الدولي من التصعيد الروسي على كييف
أثار الهجوم الروسي على كييف موجة استنكار دولية، حيث أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا عن “قلق بالغ” ودعت إلى مراجعة خطط تسليم الأسلحة لكييف.
ويُتوقع عقد لقاء بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم في ماليزيا، لبحث التصعيد الأخير.
من جهة أخرى، أرسلت فرنسا وبولندا دفعة عاجلة من المعدات الدفاعية، بينما أكد الناتو أن الهجوم “يُعد تجاوزًا خطيرًا للخطوط الحمراء”، بحسب تصريح للأمين العام ينس ستولتنبرغ.
الاستراتيجية الروسية في هجومها الأخير على كييف
تشير التحليلات إلى أن الهجوم الروسي على كييف اتبع تكتيكًا معقدًا يجمع بين الإغراق الكثيف بالطائرات المسيّرة، يليها إطلاق صواريخ دقيقة. الهدف كان إرهاق الدفاعات الجوية الأوكرانية، واختبار مدى قدرة منظومات “باتريوت” و”ناسامز” التي زوّد بها الغرب أوكرانيا.
ويرى خبراء عسكريون أن موسكو تستهدف:
إضعاف البنية التحتية الأوكرانية الحيوية.
خلق حالة من الرعب والتشتيت داخل كييف.
التأثير على قرارات الدعم الغربي من خلال الضغط النفسي.
الأثر الإنساني والاقتصادي للهجوم الروسي على كييف
أدى الهجوم الروسي على كييف إلى:
تدمير مرافق طبية وتعليمية في مناطق مثل “دارنيتسكي” و”سفياتوشين”.
نزوح داخلي مؤقت لحوالي 8,000 شخص وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
خسائر اقتصادية مباشرة قُدّرت بـ95 مليون دولار خلال أقل من 12 ساعة.
وتعاني العاصمة من شلل جزئي في حركة المترو، بالإضافة إلى انقطاعات في خدمات الإنترنت والطاقة في بعض الأحياء.
المستقبل العسكري والسياسي بعد الهجوم الروسي على كييف
بعد هذا التصعيد الأخير، تتجه الأنظار إلى عدة سيناريوهات محتملة:
زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا عبر إمدادها بأنظمة دفاعية أكثر تطورًا.
فرض حزمة جديدة من العقوبات الغربية على روسيا قد تشمل صادرات الطاقة والتكنولوجيا.
احتمالية تصعيد ميداني جديد قد يصل إلى الهجوم على البنية التحتية النووية.
لكنّ الأهم هو كيف سيؤثر الهجوم الروسي على كييف على المزاج الشعبي في أوروبا وأمريكا، خاصة في ظل الانتخابات القادمة في عدة دول كبرى.
في النهاية
تُعدّ الهجوم الروسي على كييف الأخير إشارة واضحة إلى أن موسكو لا تنوي التراجع، بل على العكس، تسعى لتكثيف الضغط على الداخل الأوكراني وحلفائه. وبينما تحاول كييف الصمود وتعزيز دفاعاتها، يبقى القرار بيد المجتمع الدولي: إمّا الوقوف بحزم وتكثيف الرد، أو المخاطرة بتكرار مشاهد الدمار والدم في عاصمة أوروبية تتعرض للقصف في القرن الحادي والعشرين.
اقرأ ايضاً: كارثة صامتة: دراسة تحذر من تدهور صحة أطفال أمريكا جسديًا ونفسيًا