ثقافة وفنالخليج اليوم

هل يضع الأسبوع الثقافي السعودي في أوساكا الثقافة السعودية على خارطة اليابان؟

 

شهدت مدينة أوساكا اليابانية انطلاقة فعالية نوعية تعكس تطور العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية واليابان، تمثّلت في الأسبوع الثقافي السعودي الذي تنظمه وزارة الثقافة ضمن إطار التعاون الدولي. يتزامن الحدث مع الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ويشكل منصة حضارية تفاعلية تنقل هوية المملكة بتراثها، فنونها، وصناعاتها الإبداعية إلى قلب اليابان.

هل يضع الأسبوع الثقافي السعودي في أوساكا الثقافة السعودية على خارطة اليابان؟

تنوّع الحضور المؤسسي والتفاعل الشعبي

تميّز الأسبوع الثقافي السعودي في أوساكا بمشاركة نخبة من المؤسسات الثقافية السعودية مثل هيئة التراث، المعهد الملكي للفنون التقليدية “ورث”، مركز محمد بن سلمان للخط العربي، ودارة الملك عبد العزيز. هذا الحضور ليس فقط رسميًا بل تفاعليًا، حيث تشارك هذه الهيئات عبر ورش عمل، عروض حية، وتجارب حرفية فريدة.

المعرض الفوتوغرافي المرافق للفعالية جذب اهتمام الإعلام الياباني، إذ أبرز عبر أرشيفه الممتد سبعة عقود العلاقة الوثيقة والتطورات السياسية والثقافية بين البلدين، وشكل عنصر جذب رئيسي لزوار معرض إكسبو 2025 في أوساكا.

التراث الحرفي السعودي يلتقي بفنون اليابان

عنصر الإبداع الحرفي كان لافتًا في فعاليات هذا الأسبوع. في تجربة نادرة من نوعها، عُرضت الحرف السعودية التقليدية كالسدو والنحت الطيني وصناعة القهوة، إلى جانب دمجها مع تقنيات يدوية يابانية مثل زخرفة الكيمونو وصناعة الورق اليدوي من لحاء الشجر.

طلاب “ورث” السعوديين شاركوا في فعاليات حية جمعتهم بزملاء يابانيين، في مشاريع مشتركة أعادت إنتاج الحِرف بطريقة معاصرة. هذه التجربة ساهمت في تعزيز مفهوم الدبلوماسية الثقافية الشعبية، وربطت الأجيال الجديدة بقيم الانفتاح والتعاون الإبداعي.

الخط العربي والياباني في تجربة بصرية فريدة

من أبرز محاور الأسبوع الثقافي السعودي كان عروض الخط العربي، حيث تعاون الخطاط السعودي عبد الله الحارثي مع الياباني كينجي ناكامورا على تقديم عرض مباشر لكتابة أسماء الزوار وعبارات ترحيبية، مستخدمَين ورقًا صُنع يدويًا من سعف النخيل.

العرض المرئي المصاحب أوضح مراحل تحويل السعف إلى ورق للكتابة، في تجربة جمعت التقنية مع الفن. وقد لاقت هذه العروض اهتمام الزوار اليابانيين الذين أبدوا إعجابًا بجماليات الخط العربي، خاصة حين دمج مع الرموز اليابانية.

الموسيقى والضيافة نافذتان للهوية السعودية

أقيم خلال الفعالية مجلس تراثي سعودي قدّم القهوة والتمر وسط أنغام موسيقية تمزج بين العود السعودي وآلات يابانية تقليدية مثل الـ”شاميسن”. الأداء المشترك أعطى بُعدًا حيًا لروح الضيافة السعودية، وأظهر كيف يمكن للفنون أن تتحدث لغة واحدة رغم اختلاف الجذور.

الفعالية تم تصميمها لتعكس أجواء “المجالس” الشعبية في السعودية، وتم تقديم شروحات تفاعلية للزوار حول تقاليد الكرم في الجزيرة العربية، وتاريخ القهوة كعنصر ثقافي متجذر.

اقرأ أيضا: الرسوم الجمركية الأمريكية تهدد الاقتصاد العالمي.. ماذا وراء القلق الأوروبي المتصاعد؟”

أوساكا تحتضن 700 فعالية سعودية في إكسبو 2025

يمتد جناح المملكة في إكسبو أوساكا ليقدم أكثر من 700 فعالية متنوعة على مدار العام، تشمل عروض تفاعلية في مجالات الثقافة، البيئة، التقنية، والابتكار. لكنّ الأسبوع الثقافي السعودي يُعد نقطة ارتكاز أساسية ضمن هذه الفعاليات، إذ يضع المملكة ضمن دائرة الضوء الثقافي الإقليمي والدولي.

يشمل الجناح معروضات توعوية عن مشاريع الاستدامة السعودية، مبادرات الرؤية 2030، وصالات عرض رقمية تتيح تجربة تفاعلية للمستقبل السعودي. كما يضم نماذج مصغّرة من المدن الذكية التي يجري بناؤها ضمن مشروع نيوم.

هل نجح الأسبوع الثقافي السعودي في إيصال الرسالة؟

يبدو أن الأسبوع الثقافي السعودي في أوساكا تجاوز كونه فعالية ترفيهية إلى محطة استراتيجية تبرز هوية المملكة وتخلق تواصلاً إنسانياً مع اليابان. من خلال دمج التراث بالابتكار، والفن بالتجربة الحية، نجحت السعودية في إيصال رسالتها الثقافية ببراعة واحترام، وجعلت من أوساكا منصة حضارية جديدة لصوتها الإبداعي.

اقرأ أيضاً: رحيل نجم الهلال بعد معسكر النمسا يشعل الجدل.. هل انتهت القصة؟

 

كاتب

  • doaa-alhdad

    دعاء الحداد صحفية ومحررة في موقع الخليج لايف، متخصصة في تحرير الأخبار السعودية والخليجية بدقة واحترافية. تمتلك خبرة طويلة في الصحافة الإلكترونية، وعملت سابقًا في عدة منصات إعلامية مرموقة مثل أخبار العرب، عرب نيوز، ويلا جون. تهتم بتغطية التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج، وتتميز بتحرير موضوعي ومهني يعكس فهمًا عميقًا للمشهد الإخباري الخليجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!