الخليج اليوم

أسرار الصفقة الجديدة بين ترامب وأوكرانيا.. صواريخ بعيدة المدى تدخل المعركة

في تحول مفصلي عن المواقف السابقة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الاثنين (14 يوليو 2025)، عن الصفقة الجديدة بين ترامب وأوكرانيا لتمكين كييف من امتلاك صواريخ بعيدة المدى وأنظمة دفاع جوي متطورة. هذه الخطوة تأتي بعد أشهر شهد فيها موقفه تقلبات حادة، بعد أن كان يتجنّب تسليح أوكرانيا بأسلحة هجومية خشية التصعيد. واليوم يبدو أن الضغوط الميدانية والضغط الأوروبي والأمريكي دفعوا ترمب إلى تبني توجه استراتيجي جديد، يطمح إلى قلب المعادلة العسكرية ونزع التكهن بطمس موسكو لقرارات وقف النار. ما وراء هذا التغيير المفاجئ؟ وما هي التفاصيل الجديدة التي كشفتها المصادر الأمريكية والأوروبية؟ وهل فعلاً تم تجاوز حدود “الأسلحة الدفاعية” فقط؟ تابع معنا لتفاصيل الصفقة التي قد تغير مجرى الحرب.

أسرار الصفقة الجديدة بين ترامب وأوكرانيا.. صواريخ بعيدة المدى تدخل المعركة

منظومات باتريوت وسياسة تمويل “أوروبية”

في خطوة بعيدة عن الدعم المباشر التقليدي، كشف ترامب أن الولايات المتحدة ستقوم  ببيع منظومات صواريخ باتريوت إلى دول الاتحاد الأوروبي، على أن تُرسل هذه المنظومات إلى أوكرانيا. وتمثّل هذه طريقة ذكية لتجاوز مقاومات داخلية في الكونغرس أو ضمن الجمهوريين، بالتخلّي عن فكرة الدفع الأمريكي المباشر، حيث ستتحمل أوروبا كامل تكاليف الصفقة.

• منظومات باتريوت (PAC‑2 وPAC‑3) تعتبر الأكثر تقدماً في مجال التصدي للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
• ترامب وصف الصفقة بأنها “تجارية بالكامل”، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي سيدفع المبلغ كاملاً دون تحميل الخزينة الأمريكية عبئاً .
• ألمانيا المهدت الطريق، حيث أبدت استعداداً لفتح ميزانية 2029 لتغطية شراء أنظمة باتريوت لصالح كييف .

هذا التصميم يعكس حرص ترامب على إبراز قوة أمريكية موالية لمصالحها، مع تفادي تداعيات سياسية داخلية، ويؤكد وجود تنسيق متزايد بين واشنطن وأوروبا ضمن إطار الناتو.

 تحوّل استراتيجي من الدفاع إلى الهجوم

مرة أخرى، تتبدى أهمية الصفقة الجديدة بين ترامب وأوكرانيا من خلال تضمينها صواريخ هجومية طويلة المدى، قادرة على شن ضربات داخل العمق الروسي (بما في ذلك موسكو). وجاء هذا التغيير عبر:

  • تقرير وكالة أكسيوس الذي كشف أن الخطة قد تشمل صواريخ قادرة على الوصول إلى أهداف في العمق الروسي، رغم أن القرار لم يتّم بعد.
  • هذه الخطوة تمثل تحوّلاً جذريًا في موقف ترامب، إذ كان حريصًا سابقًا على تزويد كييف بأسلحة دفاعية فقط، لتفادي التصعيد .
  • تصريحات سناتور ليندسي غراهام أكدت أن إعلان اليوم “سيكون عدوانيًا جدًا”، ما يعكس انسجامًا بين البيت الأبيض وجناح الجمهوريين الصقوريين .

هذا يشير إلى تقدير متزايد من جانب واشنطن وحلفائها لحاجة أوكرانيا لموازنة ميزان الرعب والردع ضد العمليات الروسية.

اقرأ أيضا: هل تطيح صفقة غزة بحكومة نتنياهو بعد تهديد بن غفير؟

 دلالة الاتصال مع بوتين 3 يوليو والقهور المتصاعد

الأحداث الأخيرة وضعت الحرب في أوكرانيا ضمن تصاعد خطير:

  • كشف ترامب أنه خاض مكالمة في 3 يوليو 2025 مع بوتين، حيث أعلمه الروسي بتخطيطه لتكثيف السيطرة خلال الستين يومًا المقبلة.
  • تصريحات ترمب بخصوص “خيبة أمله” من بوتين بعد أن كان يظنه رجلاً يفي بوعوده، ثم يشن القصف ليلاً، تشير إلى تحول وجيز في النفس الاستراتيجي الأمريكي .
  • عقب هذه المكالمة، أوقف ترامب الحظر على بعض الشحنات العسكرية، وأشرف على إعداد “صفقة هجومية” لتسليح كييف .

الاتصال الهاتفي كان نقطة محورية، أبادت أي شعور بالتهدئة وأجّجت صراعاً مضى بعيداً نحو خيار التصعيد المسلح.


التعاون الأوروبي والأميركي

علاقة معقدة تجمع ترامب بالناتو ودول أوروبا في سياق الصفقة الجديدة:

  • الصفقة تُقدّم عبر حلف الناتو، حيث تشتري أوروبا السلاح الأمريكي وتسلمه لأوكرانيا، لتفادي تورط أمريكي مباشر .
  • ترامب سيعقد اجتماعًا مهمًا مع أمين عام الناتو مارك روته اليوم؛ اللقاء سيتناول تمویل الأسلحة والمسار العسكري والسياسات الإضافية.
  • حضر الموفد الأميركي الجنرال كيث كيلوج إلى كييف لمناقشة تنسيق الدعم والتعاون العسكري مع السلطات الأوكرانية .
  • في واشنطن، أثار الخبر تنوعاً في الآراء بين الجمهوريين: بين من يرحب بسياسة “السلام بالقوة”، وبين من يحذر من التصعيد أو استنزاف المخزون الأمريكي .

بهذا تصبح “الصفقة الجديدة بين ترامب وأوكرانيا” ترجمة لقرار استراتيجي مشترك بين أوروبا وأمريكا، لإعادة تشكيل ساحة الردع ضد روسيا.

عدوان روسي وضغوط أوكرانية

الاهتمام العالمي بتسليح أوكرانيا لا يأتي من فراغ، بل بسبب تصاعد العمليات العسكرية:

  • روسيا شنت هجمات ليلية مكثّفة عبر الصواريخ والطائرات المسيرة، وأسفرت عن تضرر المباني المدنية وقتل مدنيين في كييف وخاركيف، إذ بلغ قصف ليلي بـ620 مسيّرة وصواريخ، وأسفر عن مقتل 6 مدنيين، حسب كييف .
  • الجانب العسكري الأوكراني أشار إلى عمليات روسية ضخمة شملت أكثر من 1800 مسيّرة و1200 قنبلة موجهة و83 صاروخًا خلال أسبوع واحد.
  • هذه الهجمات مستمرة رغم فشل جولتي مفاوضات وقف النار في مايو ويونيو بتركيا، دون الإعلان عن جولة ثالثة حتى الآن.
  • كييف أكدت أن نحو 20% من أراضيها لا تزال تحت الاحتلال الجزئي أو الكامل، بينما تسعى روسيا للاعتراف بشبه القرم وأربع مناطق أخرى كخطوط نهائية .

هذه المعطيات الميدانية تفرض ضرورة دعم كييف بأسلحة متطورة أكثر من أي وقت مضى، لدفع توازن الردع باتجاه الدفاع عن المدنيين والمنشآت الحيوية.

 السيناتور غراهام وخطوات جديدة

لم تقتصر الصفقة على الأسلحة فقط، بل رُبطت بتحركات عقابية أخرى:

  • أعلن ترامب دعمه لمشروع قانون “Sanctioning Russia Act of 2025” الذي يقود سناتور ليندسي غراهام، ويتضمن تجميد الأصول وفرض عقوبات مصرفية ومالية على الأفراد والحكومة الروسية.
  • عقوبات إضافية على الطاقة الروسية وقيود على استثمارات وشركات غربية تتعامل مع موسكو. كما قد تشمل دولًا ثلاثية مثل الصين والهند وفق بعض التقديرات .
  • الهدف واضح: تحفيز روسيا لوقف الهجمات من جهة، وإضعاف قاعدة دعمها العسكري والاقتصادي من جهة أخرى، خاصة مع توسع تعاونها العسكري مع كوريا الشمالية .

الصفقة تعد نقطة ارتكاز جديدة تجمع القوة العسكرية والاقتصادية للضغط على بوتين في وقت واحد.

 الأسلحة والدعم المالي

العنصرالقديم (حتى يونيو)الجديد – الصفقة اليوم
الأسلحة الدفاعيةقذائف، مضادات للدروعمنظومات باتريوت دفاع جوي
الأسلحة الهجوميةلا توجدصواريخ بعيدة المدى تصل عمق روسيا (موسكو)
تمويل الأسلحةتمويل أمريكي مباشر جزئيتمويل أوروبي بالكامل، دعم من الناتو
العقوباتمراقبة وضغوط محدودةدعم قانون عقوبات جديد بالقوة المصرفية والطاقة
التبرير الأمريكيتجنب التصعيدتصعيد دفاعي لمنع المواصلة الروسية على المدنيين
التنسيق الدوليمحدودمشترك مع الناتو ودعم أوروبي واضح

 صفحة جديدة في تاريخ الصراع

تشكل الصفقة الجديدة بين ترامب وأوكرانيا تحوّلاً استراتيجياً مشهوداً، يربط بين دعم دفاعي هجومي متطور، وإطار تمويل ذكي ذي أبعاد سياسية، مع سياسة عقوبات قوية تفرض تكلفة إضافية على موسكو. بفضل هذا التوجه، تتعزز منظومة الردع الأوكرانية، وتسهم في تصعيد دعم القوة المدنية والعسكرية الموجهة، ويُعرض تحرك روسي قد يدفع للتفاوض، أو على الأقل إبطاء وتيرة الهجوم.

لقد دخلت المعركة حقبة جديدة، حيث الأخطاء تُكبح بحزم العتاد، والقوة لا تُقاس فقط بعدد الدبابات، بل بتركيب القوة الاقتصادية والدبلوماسية خلفها. في قلب هذه الصفقة نرى رغبة أمريكية-أوروبية موحدة لتغيير قواعد اللعبة، وكييف تستعد لصفعة دفاعية مشبعة بالقوة.

اقرأ أيضاً: انسحاب الهلال من السوبر السعودي يشعل الجدل واتحاد الكرة يواجه مأزق العقوبة

كاتب

  • doaa-alhdad

    دعاء الحداد صحفية ومحررة في موقع الخليج لايف، متخصصة في تحرير الأخبار السعودية والخليجية بدقة واحترافية. تمتلك خبرة طويلة في الصحافة الإلكترونية، وعملت سابقًا في عدة منصات إعلامية مرموقة مثل أخبار العرب، عرب نيوز، ويلا جون. تهتم بتغطية التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج، وتتميز بتحرير موضوعي ومهني يعكس فهمًا عميقًا للمشهد الإخباري الخليجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!