زلزال يضرب شمال إيران بقوة 5.2 .. ما حجم الخسائر؟
في فجر الأحد 20 يوليو 2025، سجلت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية زلزالًا بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر شمال إيران. ضرب الزلزال منطقة تقع بين محافظتي كلستان وسمنان، وفقًا لإحصاءات الساعة 00:37:47 بالتوقيت المحلي. هذا الاهتزاز جاء بعد أيام على زلزال شبه مماثل في الصقلية الإيرانية مما أثار مخاوف بشأن تكرار الهزات، وزاد من القلق لدى سكان تلك المناطق التي تتميز بشرق آسيا بشبكتها الزلزالية النشطة.
الموقع والتفاصيل الفنية للزلزال
وقع الزلزال على عمق يتراوح بين 3 و10 كيلومترات تحت سطح الأرض—عمق ضحل نسبيًا يزيد من شعور الناس به على السطح (ماسبيرو). وقد رصد مركز الزلازل الأوروبي المتوسطي أيضًا ذات الشدة، مؤكدًا أنها 5.2 درجة عند العمق الضحل، مما يرفع احتماليات تأثيرها على المباني خصوصًا الأثرية والقديمة . الزلزال وقع قرب مدينة شبَهود وسمنان، في قلب منطقة جبلية متصدعة جيولوجيًا، مما يجعل السطح أكثر تقبلاً لموجات الاهتزاز.
هل خَلّف الزلزال خسائر؟ بانتظار التقارير الرسمية
حتى الآن، لم تصدر تقارير رسمية تؤكد وقوع أضرار بشرية أو مادية كبيرة. الهلال الأحمر في محافظة كلستان أرسل فرق تقييم ميدانية، وأكد أن التقييمات الأولية لا تشير لأي خسائر. لم ترد أخبار عن انهيار مبانٍ أو إصابات، وإن ثبت ذلك فسيُعد خبرًا إيجابيًا وسط هذه الزلازل المزلزلة التي قد تؤثر على المناطق الجبلية والهشة.
هل تكررنا سبع سنوات أم عقدين؟
شهد شمال إيران زلزالين مدمّرين:
- زلزال رودبار منجیل عام 1990 بقوة 7.4 درجة، تسبب بحوالى 35–45 ألف ضحية، وألحق أضرارًا كبيرة بمنازل وطرق في محافظة زيتانرودبار.
- وزلزال اردبيل عام 1997 بقدرة 6.1 درجة، أودى بحياة أكثر من 1100 شخص وألحق أضرارًا بنحو 36 ألف منزل.
مقارنة معهما، تُصنف الهزة الأخيرة كأصغر بكثير، لكن طبيعة البناء الضعيف والموقع الجغرافي ما تزال تشكل خطرًا إذا تتابعت الهزّات، خصوصًا أن عامي 2022–2023 شهدوا أيضًا سلسة زلازل في غرب إيران.
اقرأ أيضًا: إلى أي مدى يقترب انسحاب إيران من معاهدة انتشار الأسلحة النووية؟
الجغرافيا الزلزالية لطهر الشمالية
تقع إيران في “حزام الزلازل الألبية-الهيمالايا”، حيث تصطدم الصفائح العربية والأوراسية، مما يجعلها من أكثر الدول نشاطًا زلزاليًا في العالم. تشهد أكثر من 2100 زلزال سنويًا، بينها 15–16 ذروتها تتعدى 5 درجات .
محافظة سمنان ثم كلستان تقعان قرب صدع زلزالي رئيس، وتحتوي على طبقات قابلة للغرق والانزلاق، مما يزيد خطر الأضرار خلال هزات عميقة وقوية. وعمق الهزة اليوم، الذي كان ضحلاً، قد يؤدي إلى اهتزازه بشدة نسبيًا.
استجابة السلطات والإجراءات الوقائية
أعلنت محافظة كلستان ارتفاع حالة التأهب في جميع وحدات الهلال الأحمر فور وقوع الزلزال، مع إرسال فرق تقييم أولي. كما طورت طهران خططًا لتدريب السكان وإغاثتهم خلال الزلازل، وتطالب المواطنين بإجراء تدريبات للإخلاء السريع والبقاء في مناطق مفتوحة بعد الهزة.
مثل هذه الخطوات الوقائية حيوية للحد من الخسائر في الزلزال القادم، خصوصًا أن الزلازل الصغيرة قد تسبق هزات قوية لاحقًا؛ وفقًا للمختصين.
توصيات علمية للمواطنين في مناطق الزلزال
يحذر الجيولوجيون من أن البناء غير المقاوم والزراعة على السفوح قد تزيد من الأضرار. توصيات مهمة:
- تأمين الرفوف والمشغولات الثقيلة.
- تجنب المناطق المنحدرة فور الهزّة، لتفادي انهيار التربة أو موجات التربة السائلة.
- تجهيز حقيبة طوارئ قبل حدوث الزلزال تشمل أدوية، مياه ومصباح طوارئ.
- متابعة التحديثات من مركز رصد الزلازل، والتواصل مع الهلال الأحمر.
في النهاية
ضرب زلزال يضرب شمال إيران بقوة 5.2 درجة علامة استفهام للسلامة المدنية في البلاد، رغم عدم إعلان وقوع أضرار أو خسائر حتى الآن. التجارب التاريخية تؤكد أن الهزّات المتوسطة تطلّب استعدادات دقيقة لمنع الكارثة. الجهات الرسمية والمواطنون مطالبون الآن بالتعاون لتحويل هذا الصدام الطبيعي إلى فرصة لتعزيز التصدي والمرونة في وجه الزلازل.
أقرأ أيضًا: حصيلة غرق القارب السياحي في فيتنام ترتفع إلى 38 ضحية بصدمة عالمية