تصريحات البيت الأبيض تفجر جدلاً: هل فقد نتنياهو السيطرة في الملف السوري؟

ظهرت الأصداء الدولية بعد تصريحات البيت الأبيض التي وصفت نتنياهو بأنه “مجنون” و”طفل”، مع تحذير واضح من نفاد صبر الرئيس ترمب، خاصة بعد قصف غير متوقع في سورية. أثارت هذه الكلمات ردود فعل واسعة، وأعادت تسليط الضوء على أزمة العلاقة بين واشنطن وتل أبيب بشأن دور إسرائيل في الملف السوري.

قصف إسرائيلي مباغت وتصريحات حادة

تضمنت موجة القصف الأخيرة استهدافًا لقافلة للجيش السوري قرب السويداء، بقصف جوي إسرائيلي، رغم التوصل مؤخرًا لوقف إطلاق نار بوساطة أمريكية .

وصف مسؤولون كبار في البيت الأبيض سلوك نتنياهو بأنه “تصرف كمجنون، يقصف كل شيء طوال الوقت”، وأن ترمب “لا يحب أن يشاهد قصف دولة يسعى لتحقيق السلام فيها” .

 تحوُّل عقلي في إدارة البيت الأبيض تجاه إسرائيل

إذا نظرنا زاوية بعينها، فإن تصريحات البيت الأبيض لم تكن تعبيرًا إعلاميًا فقط، بل انعكاسًا لضغوط داخلية:

اقرأ أيضا: مجزرة المساعدات في غزة تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال

 خلفية النزاع حول الملف السوري

منذ أواخر 2024 وحتى منتصف 2025، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية داخل الأراضي السورية، مستهدفة مواقع عسكرية وأهداف إيرانية وقيادات محلية .

جاءت الضربات الأخيرة استجابة لمؤامرات متعلقة بمواجهات داخلية في السويداء بين دروز وقبائل، قُتل فيها أكثر من 700 شخص .

ما وراء التصريحات: حسابات واشنطن بتوازنها الإقليمي

تهدف سياسة ترامب الجديدة إلى إعادة تأهيلها، رفع العقوبات عن سوريا، ودعم تسوية شامية مستقرة تضم الكرد والعشائر الدرزية .

تؤكد تصريحات شديدة اللهجة أن إدارة البيت الأبيض ترفض أي تحرك مفاجئ يخلط خططها، فتقول: “الرئيس لا يحب أن يشاهد قصف دولة يسعى لتحقيق السلام فيها” .

 ردود فعل إقليمية ودولية

مسؤول أمريكي أكد أن الإسرائيليين لا يدركون مقدار الضرر الذي ألحقوه بمكانتهم في البيت الأبيض.

ندد ماركو روبيو، وزير الخارجية، داعيًا لتوقّف القصف الفوري بسبب تداعياته الإنسانية .

مسؤول إسرائيلي وصف المسار بأنه تدخلي للدروز داخل سورية، لكنه فوجئ برد الفعل الأمريكي المفاجئ.

تداعيات على علاقات واشنطن وتل أبيب

قد يؤدي التصعيد الأخير لتوترات كبيرة بين حلفاء تقليديين، وقد يؤدي لوقف مساعدات أو مراجعة شاملة للتحالف.

أعراض التحوّل ظهرت في تصريحات المسؤولين الأمريكيين تجاه إسرائيل، ما يهدّد العلاقة طويلة الأمد.

استمرار إطلاق البلطار الإسرائيلي يضع مستقبل تحقيق السلام في سورية على المحك.

 تقاطع المصالح والمصائر

قد تكون تصريحات البيت الأبيض موجهة لنقل رسائل ضمنية أكثر من كونها مجرد رد فعل إنشائي. فالملف السوري الذي يحمل قيمة استراتيجية كبيرة في عقل الإدارة الأمريكية بات محور محاولتهم لإعادة رسم التوازن الإقليمي. أما حالة نتنياهو الحالية—بين وصفه بـ”المجنون” وإثارة امتعاض ضغاف الإدارة الأمريكية—فهي تثير سؤالاً: هل انتهى فصل الشركاء التقليديين في إدارة الصراعات عبر المنطقة؟

اقرأ أيضا: ما هو المنصب الحقيقي الذي شغله أمير توفيق في صفوف الأهلي السعودي؟