الخليج اليوم

125 نائبًا بريطانيًا يشعلون البرلمان بدعوة تاريخية لـ الاعتراف بدولة فلسطين

وقع 125 نائبًا بريطانيًا من أحزاب مختلفة رسالة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر، تطالبه بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة تنم عن تصاعد الضغوط السياسية داخل بريطانيا لدعم الحقوق الفلسطينية. تأتي هذه الدعوة على وقع إعلان فرنسا عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة فيفلسطين سبتمبر المقبل، وسط أزمة إنسانية متفاقمة في غزة. هذه الديناميكية الجديدة تُظهر أن الاعتراف بدولة فلسطين لم يعد خيارًا رمزيًا، بل قضية تحظى بزخم دبلوماسي، وتعيد ترتيب المشهد السياسي في المملكة المتحدة.

125 نائبًا بريطانيًا يشعلون البرلمان بدعوة تاريخية لـ الاعتراف بدولة فلسطين

أهمية توقيع 125 نائبًا وماذا يعني للسياسة البريطانية

في خطوة نوعية، دعم 125 نائبًا من البرلمان البريطاني – بما فيهم أعضاء من حزب العمال، الحزب الوطني الأسكتلندي، والخضر – رسالة تطالب الحكومة بالاعتراف الرسمي بفلسطين كدولة. ويجدر بالذكر أن هذه الرسالة قادتها النائبة العمالية سارة تشامبيون، رئيسة لجنة التنمية الدولية، ما يعكس دعمًا من مصادر برلمانية رسمية. الهدف المعلن هو أن بريطانيا تلعب دورًا رمزيًّا مهمًا، خاصة لمساهمتها التاريخية بوثيقة بلفور ودورها كسلطة مندوبة سابقة في فلسطين.

يُعزى هذا الزخم الداخلي إلى رغبة دبلوماسية بالتضامن مع الضحايا في غزة والضغط على الحكومة البريطانية لاتخاذ قرار جلي بدعم حل الدولتين. هذه الخطوة قد تكون نقطة تحول في السياسة الخارجية لبريطانيا، والتي لطالما اتخذت مواقف مدروسة ومتحفظة في الاعتراف بدولة فلسطين .

تأثير اعتراف فرنسا وفرق الضغط المقارن دوليًا

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعلن اعترافها بدولة فلسطين في سبتمبر خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما أثار ردود فعل قوية من إسرائيل والولايات المتحدة. هذه الخطوة المكشوفة أثارت تساؤلات داخل الأوساط السياسية في بريطانيا حول توقيت وطبيعة موقفها من القضية الفلسطينية.

كذلك، سبق لإسبانيا والنرويج وأيرلندا أن أعلنت اعترافًا رسميًا بفلسطين، ما يعزز الإطار الأوروبي لقرار تاريخي متجه نحو الاعتراف الكامل. الضغوط المتصلة تتصاعد الآن على ستارمر، سواء داخليًا من وزراء حزب العمال نفسه أو خارجيًا عبر خطاب فرنسي صارم يدعو إلى تكرار النموذج.

اقرأ ايضاً: قمة زيلينسكي و بوتين.. هل تكتب نهاية الحرب أم تؤجل المواجهة؟

الاعتراف عندما يكون منسجمًا مع السلام

رغم تعبير ستارمر عن أن إقامة دولة فلسطين حق لا جدال فيه، لكنه أكد أن الاعتراف لن يتم إلا في “اللحظة الأكثر مناسبة لتحقيق السلام” وضمن إطار التهدئة الإنسانية في غزة. هذا الموقف يعكس مخاوف من التأثير السياسي على العلاقة مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل زيارة الرئيس ترامب المقبلة إلى لندن واهتمامات بريكست التجارية.

ومع ذلك، أعلن عدة وزراء بارزين من حزب العمال – بينهم وزيرة الصحة ويس ستريتنج، وزيرة العدل شابانا محمود، ووزيرة الداخلية إيفيت كوبر – ودعوا بشكل واضح إلى اتخاذ موقف أسرع من الحكومة البريطانية في ملف الاعتراف بـ الاعتراف بدولة فلسطين، معتبرين تأخيره غير مبرر سياسيًا أو أخلاقيًا.

أمريكا والدبلوماسية المعقَّدة

يبدو أن واشنطن تمارس ضغوطًا ضمنية على بريطانيا لتأخير الاعتراف، خاصة أن جو بايدن أوصله بزيارة ترامب إلى بريطانيا، ورفضه الخيارات الأحادية في ظل التوترات مع إسرائيل. وفقًا لتقارير بلومبرغ، تخشى لندن أن تؤثر خطوة الاعتراف بشكل سلبي على المفاوضات التجارية أو الأمنية مع حلفائها الرئيسيين في الولايات المتحدة.

في المقابل، يؤكد محررون سابقون فإن الاعتراف البريطاني سيكون علامة رمزية قوية لدول عدة قد تتبع خطوات باريس، ويقولون إن “بريطانيا لديها مسؤولية تاريخية خاصة” تجاه الاعتراف بدولة فلسطين نظرًا لتراث بلفور والتواجد البريطاني في الماضي.

الاحتجاجات الشعبية وضغط المجتمع المدني

أغلق أكثر من 100 ألف متظاهر لندن في حملات خلال عام 2023، مطالبين الحكومة البريطانية بالاعتراف بدولة فلسطين فورا، وذلك ضمن مظاهرات دعمًا لغزة. استمرت هذه التظاهرات الكبرى في أنحاء إنجلترا واسكتلندا وويلز خلال النصف الأول من 2025، وكانت تعكس غضبًا شعبيًا متزايدًا يتماشى مع موقف النواب السياسيين الحاليين.

طالب عشرات السفراء البريطانيين السابقين في رسائل مفتوحة ستارمر بإعادة اعتبار التقدم نحو دولة فلسطينية أولوية، معتبرين التأخير “مخيبًا للآمال” ودعوة إلى العمل كـ الاعتراف بدولة فلسطين خطوة شاملة تدعم الإنصاف والمسار التفاوضي.

جدول زمني وموجهات التفاوض الرسمي

  • بعد الدعوة البرلمانية الحالية، من المتوقع أن تُطلق لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان تقريرًا رسميًا يُوصي بخطوات عملية للاعتراف، بمعايير واضحة وشروط تتعلق بالموقف الإنساني والسياسي.
  • من المرجح أن تُستخدم الاعتراف بدولة فلسطين كجزء من خطة سلام أكبر، تشمل وقفًا طويلًا للنار، ضمان وصول المساعدات الإنسانية، والضغط الدبلوماسي لإنهاء الأزمة في غزة.
  • قد تكون خطوة الاعتراف البريطانية متزامنة مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، لتتناغم دبلوماسيًا مع قرار فرنسا.
  • السيناريو المختلف: تأخير الاعتراف لفترة أطول حتى يتم حل بعض ملفات وقف النار أو إطلاق سراح الرهائن، وهو ما يرفضه كثير من النواب ويثير غضب الشارع.

جدول مقارنة سريع

العنصرالوضع الحاليالموقف المطلوب والمفتاحيةما يميّز تطور المشهد
عدد النواب الداعمين125 نائبًاتوقيع رسالة جماعيةضغط برلماني متزايد
موقف الحكومة (ستارمر)تأجيل الاعترافالاعتراف كجزء من خطة سلامهبوط منزلق في التوازن الدولي
الوزراء الداعمينوزراء بارزون يحثون علانيةتغيير النموذج التدريجيدعم داخلي رسمي للرؤية الجديدة
دور فرنسااعتراف في سبتمبرنموذج للسلوك الدولييدفع بريطانيا للنظر بجدية أكبر
التأثير الشعبياحتجاجات كبرى في المدن الكبرىالدعم الشعبي القوي والتحفيزيقف عنده البرلمان لبناء أجندة

خاتمة

أضحى موضوع الاعتراف بدولة فلسطين اليوم مفتاحًا حقيقيًا للجدل السياسي داخل المملكة المتحدة. توقيع 125 نائبًا يمثل لحظة مفصلية في موقف لندن، مطالبين ستارمر بالحسم تجاه مسار اعتراف يوازن التاريخ السياسي مع الضغوط الإنسانية والدولية.

بينما تلوح فرنسا باعتراف رسمي في سبتمبر، والمجتمع الدولي يتجه نحو خطوات فعلية، يتحرك البرلمان البريطاني كقوة ضاغطة لاستنهاض سياسة جديدة. قرار ستارمر، الذي يتردد للحظة “أفضل توقيت”، يكشف أن التأخير أو التوقيت الذكي لهما أبعاد سياسية استراتيجية، لكنها قد تعيد ترتيب أولويات بريطانيا على المسرح الدولي.

اقرأ أيضًا: قمة زيلينسكي و بوتين.. هل تكتب نهاية الحرب أم تؤجل المواجهة؟

كاتب

  • doaa-alhdad

    دعاء الحداد صحفية ومحررة في موقع الخليج لايف، متخصصة في تحرير الأخبار السعودية والخليجية بدقة واحترافية. تمتلك خبرة طويلة في الصحافة الإلكترونية، وعملت سابقًا في عدة منصات إعلامية مرموقة مثل أخبار العرب، عرب نيوز، ويلا جون. تهتم بتغطية التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج، وتتميز بتحرير موضوعي ومهني يعكس فهمًا عميقًا للمشهد الإخباري الخليجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!