دبي وأبوظبي تتألقان ضمن أفضل 10 مدن متبنية للذكاء الاصطناعي
استقبل العالم نتائج تقرير مؤسسة «كاونتر بوينت» بنظرة فخر، بعد تصدّر أفضل 10 مدن متبنية للذكاء الاصطناعي في عام 2025 لمراكز متقدمة من بينها دبي الرابعة وأبوظبي الثامنة، وهو إنجاز فريد لدولة الإمارات كجهة عربية وحيدة ضمن القائمة. التقرير جاء بعد تحليل أكثر من 5 آلاف مبادرة وتميز في البنية التحتية للبيانات وتدريب المهندسين، ما يعزز الثقة بإمكانيات الدولة في قيادة الثورة الرقمية المستقبلية.
ما الذي يجعل دبي وأبوظبي ضمن أفضل العشرة؟
احتلت الإمارات، وخاصة دبي وأبوظبي، مراكز متقدمة بفضل استراتيجية وطنية مدعومة باستثمارات ضخمة في البنية التحتية التقنية. تم تأسيس «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» عام 2019 وتعيين أول وزير للذكاء الاصطناعي بالمنطقة عام 2017. هذه الخطوات الواضحة كانت عاملًا رئيسيًا في تصدرها كواحدة من أفضل 10 مدن متبنية للذكاء الاصطناعي عالميًا، متقدمة على سان فرانسيسكو واحتلت المركز الرابع. أبوظبي لم تقلّ، إذ حازت على المركز الثامن ضمن الترتيب العالمي.
البنية التقنية والمؤسسات الداعمة
يشير التقرير إلى أن تصنيف الإمارات ضمن أفضل 10 مدن متبنية للذكاء الاصطناعي لم يأتِ بالصدفة، بل نتيجة جهود حكومية وخاصة في بناء مراكز بيانات فائقة الأداء وشراكات مع شركات عابرة للقارات مثل مايكروسوفت وإنفيديا وأوبنAI.
كما تكشف دراسة تحليلية أن كلا المدينتين يحتويان على منظومة قوية من المشاريع والمبادرات الإقليمية، مثل تدريب مليون مهندس على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى اعتماد الكامل كـ«خبير استراتيجي داخل كل دائرة حكومية» بحسب مدير الأبحاث مارك آينشتاين، مما يعزز المشهد باستمرار ويضمن مرونة واستمرارية الأداء.
المدن الأخرى في مؤشر أفضل 10 مدن متبنية للذكاء الاصطناعي
وفقًا لترتيب التقرير العالمي لعام 2025، تصدرت سنغافورة المؤشر باعتبارها المدينة الأولى من حيث جاهزيتها للبنية التحتية، تلتها سيؤول وبكين. دبي وأبوظبي جاءت ضمن أفضل 10 مدن متبنية للذكاء الاصطناعي، متقدمة على مدن عريقة في قطاع التكنولوجيا مثل نيويورك وسان فرانسيسكو.
وهذا الترتيب يثبت تحوّل مراكز الريادة التقنية نحو الشرق الأوسط وآسيا، حيث تجاوزت المدن الآسيوية والأماراتية في التقييم مدنًا أوروبية وأمريكية كانت تقليديًا تحتكر المراتب الأولى.
الترتيب الكامل:
| الترتيب | المدينة | الدولة |
|---|---|---|
| 1 | سنغافورة | سنغافورة |
| 2 | سيؤول | كوريا الجنوبية |
| 3 | بكين | الصين |
| 4 | دبي | الإمارات |
| 5 | سان فرانسيسكو | الولايات المتحدة |
| 6 | هونغ كونغ | الصين (إدارية خاصة) |
| 7 | طوكيو | اليابان |
| 8 | أبوظبي | الإمارات |
| 9 | نيويورك | الولايات المتحدة |
| 10 | شنغهاي | الصين |
تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد الإماراتي
دخول دبي وأبوظبي ضمن أفضل 10 مدن متبنية للذكاء الاصطناعي له انعكاسات مباشرة على الاقتصاد المحلي. وفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي، من المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بنسبة تصل إلى 35% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات بحلول عام 2030.
كما توقعت دراسات حكومية أن تستحوذ تطبيقات الذكاء الاصطناعي على أكثر من 20% من الوظائف في القطاع الحكومي بحلول 2027، ما يؤدي إلى تطوير كفاءة الأداء الإداري وتقليص الوقت والتكاليف.
كيف تُعد الإمارات جيل الذكاء الاصطناعي؟
أحد أسباب تصدر دبي وأبوظبي لقائمة أفضل 10 مدن متبنية للذكاء الاصطناعي هو الاستثمار في التعليم التكنولوجي. الإمارات أطلقت مبادرات ضخمة لتأهيل المعلمين في مجال الذكاء الاصطناعي، وأطلقت برامج لتدريب مليون مهندس على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في قطاعات مختلفة.
الجامعات الإماراتية مثل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أصبحت مركزًا إقليميًا وأكاديميًا يُقارن بجامعات مرموقة عالميًا في مجالات الحوسبة الفائقة وتعلم الآلة.
التحديات والفرص المستقبلية
رغم التقدم، تواجه الإمارات عددًا من التحديات مثل ضرورة تحديث البنية القانونية والتنظيمية لمواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي. لكن دخول دبي وأبوظبي ضمن أفضل 10 مدن متبنية للذكاء الاصطناعي يُمثل نقطة انطلاق قوية لاستثمار أكبر في التقنيات الأخلاقية، وحوكمة البيانات، وتعزيز الابتكار المحلي.
ويتوقع خبراء التكنولوجيا أن تواصل الإمارات صعودها عالميًا، خاصة مع إطلاق نماذج لغوية عربية مثل “فالكون”، مما يعزز من تمثيل اللغة والثقافة العربية في مستقبل التقنية.
دخول دبي وأبوظبي إلى قائمة أفضل 10 مدن متبنية للذكاء الاصطناعي ليس إنجازًا تقنيًا فقط، بل شهادة عالمية على ريادة الإمارات في صناعة المستقبل. في عالم يتجه نحو الذكاء الصناعي بوتيرة متسارعة، تثبت الإمارات أنها في قلب المعادلة، وتُقدم نموذجًا يُحتذى به في التخطيط، التنفيذ، والتعليم، والتعاون الدولي.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي يضرب الإعلام الفرنسي… هل تكون مجلة لوبوان أول الضحايا؟
