الهند تتحدى ترامب وتصعد.. لن نتخلى عن النفط الروسي
في تحد واضح للضغوط الأمريكية، أكدت مصادر رسمية هندية مواصلة شراء النفط الروسي رغم تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات شديدة. وتأتي هذه التحركات كجزء لا يتجزأ من سياسة استراتيجية تهتم بالأمن الطاقي الوطني وتوازن مصالح الهند الاقتصادية والجيوسياسية.
الوضع الراهن يعكس موقفًا ثابتًا يُلمس عبر تصريحات المسؤولين وموقف المؤسسات الحكومية، ما يسلط الضوء على عنصر الاستقرار وعدم التأثر بتصريحات خارجية.
الهند تؤكد استمرارها في التعامل مع روسيا
مسؤولون كبار داخل الحكومة أوضحوا بوضوح أن السياسة لم تتغير — لم يتم توجيه أي أوامر لتقليل واردات النفط الروسي، مؤكدين أن العقود طويلة الأجل لا تُلغى بين عشية وضحاها. وتأتي هذه التأكيدات بعد تصريحات ترامب التي زعمت توقف نيودلهي عن الشراء، إلا أن الواقع السياسي والاقتصادي لا يدعم هذا الانقطاع.
هذا التمسك يعكس قرارًا ذاتيًا بحتًا:
- الالتزام بالعقود القائمة مع روسيا
- الحفاظ على إمدادات مستقرة من نحو 35% من احتياجات السوق المحلية
- إدارة الاختلالات الربحية دون المساس بالأمن الطاقي
من التصريحات إلى الرسوم الجمركية
ترامب لوّح بفرض رسوم جمركية بنسبة 100٪ على واردات الدول التي تستمر بشراء النفط الروسي، ملامح تهدد الاقتصاد الهندي. كما أعلن فرض رسوم بنسبة 25٪ على البضائع الهندية اعتبارًا من أغسطس. رغم ذلك، لم تُترجم هذه التهديدات إلى قرارات رسمية جديدة، مما يؤدي لتساؤل حول الجدية السياسية والتنفيذ العملي لهذه العقوبات.
اقرأ أيضًا: تقرير الوظائف يشعل غضب ترامب خطوة جريئة تطيح بالمفوضة
بيانات حاسمة تؤكد الواقع
المؤشر | القيمة الحالية |
---|---|
نسبة النفط الروسي من الواردات | حوالي 35–36٪ |
الاستيراد اليومي (يونيو 2025) | نحو 2.08 مليون برميل يوميًا |
المورد الرئيسي للهند | روسيا تفوق العراق والسعودية والإمارات |
اتجاه التنويع | شراء سريع من الولايات المتحدة والإمارات |
في عام 2024–2025 ارتفع الاستيراد من روسيا إلى أكثر من 87 مليون طن، بما يعادل 36٪ من إجمالي واردات النفط. بينما وصلت حصتها في يونيو 2025 إلى نحو 43٪ من إجمالي الإمداد.
لماذا تستمر نيودلهي في هذا المسار؟
- عوامل السوق: تعتمد قرارات الاستيراد على الأسعار (الخام الثقيل المخفض) واللوجستيات والدرجة.
- تنويع الإمداد: رفع الواردات من دول مثل الإمارات والولايات المتحدة لخفض الاعتماد على جانب واحد.
- الإنتاج المحلي: الاستثمار في الطاقة المتجددة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري مستقبلاً.
كل هذه العوامل تعطي شرعية أكبر لقرار الهند الثابت بالشراء تحت غطاء “المصلحة الوطنية”.
حسابات متوازنة ومستقبل غير مضمون
في حال ضاعف ترامب الضغوط وفعّل العقوبات، فإن موسكو قد ترد عبر إغلاق خطوط نفطية مثل خط أنابيب CPC، ما يهدد الإمدادات العالمية ويخلق فجوة تتراوح بين 2 إلى 3.5 مليون برميل يوميًا — ما قد يرفع أسعار النفط فوق 80 دولارًا للبرميل.
في المقابل، قد تتجه روسيا نحو أسواق جديدة مثل ماليزيا أو مصر، لكن يظل الحلف الهندي الروسي هو الأساس في استقرار تدفقات الطاقم.
رغم الضغوط الأمريكية، تُظهر الهند موقفًا واضحًا يتمحور حول الاستقلالية والتمسك بالعقود بروسيا لدعم استقرار سوق الطاقة لديها. بينما تهديدات ترامب لم تُترجم إلى تعديل سياسي واقعي في نيودلهي حتى الآن.
اقرأ أيضًا: برونو فرنانديز مطلوب سعوديًا مجددًا بعد تجاهل عرض الهلال.. مفاجأة جديدة من دوري روشن