دخل نادي الخلود مرحلة جديدة بعد أن كشفت مصادر مطلعة أن إدارة النادي، بقيادة المستثمر الأميركي بن هاربورغ، تدرس بشكل جدي تغيير اسم نادي الخلود، في خطوة وُصفت بأنها جريئة ومفصلية في مسيرة الفريق، الذي أصبح أول نادٍ سعودي يتم بيعه بالكامل لمستثمر أجنبي.
ووفقاً للتسريبات الأولية، فإن الأسماء المقترحة للاسم الجديد لم يُكشف عنها حتى الآن، لكن التوجه العام يوحي بربط هوية النادي بالشركة الأميركية المالكة “هاربورغ غروب”، ما قد يغيّر الصورة الذهنية للنادي بين جمهوره ويمنحه طابعاً أكثر عالمية.
مرحلة جديدة
لم يكن موضوع تغيير اسم نادي الخلود هو الخطوة الأولى لإدارة بن هاربورغ، فقد سبقه تغيير شعار النادي قبل عام واحد فقط من تدشينه. هذا يعكس رغبة الإدارة في إعادة صياغة العلامة التجارية للنادي بما يتناسب مع معايير التسويق الرياضي الحديثة، حيث أصبح الشعار والاسم ركيزتين أساسيتين في هوية أي نادٍ يسعى للانتشار الإقليمي والدولي.
الخطوة قد تبدو للبعض مجرد تغيير شكلي، لكنها في الواقع تحمل أبعاداً استراتيجية تسعى إلى جذب استثمارات إضافية، وتعزيز قيمة النادي التسويقية في السوق الرياضية، لا سيما مع دخول مستثمرين أجانب جدد إلى الدوري السعودي.
مشاريع تطويرية على الطاولة
إلى جانب التفكير في تغيير الاسم، تدرس الإدارة بقيادة بن هاربورغ مشروع إنشاء أكاديمية حديثة لتأهيل اللاعبين الشباب، إلى جانب ملعب تدريبات خاص بالنادي، لم يُحدد موقعه النهائي بعد. هذه الخطوات تأتي ضمن خطة شاملة لتحويل الخلود إلى نادٍ أكثر استقلالية وقدرة على تطوير مواهبه بدلاً من الاعتماد فقط على الصفقات الخارجية.
الأكاديمية المنتظرة من شأنها أن توفر منصة لاكتشاف وتطوير المواهب المحلية، بما يتماشى مع توجهات الكرة السعودية في دعم برنامج الابتعاث وإعادة دمج اللاعبين الشباب في الأندية بعد صقلهم في تجارب احترافية بالخارج.
تغييرات فنية وإدارية واسعة
منذ دخول بن هاربورغ على خط ملكية النادي، بدأت سلسلة تغييرات لافتة. فقد تمت إقالة المدرب الروماني كوزمين كونترا، الذي كان خيار الإدارة السابقة، كما ألغيت عدة صفقات للتعاقد مع لاعبين أجانب ومحليين، إلى جانب تغييرات إدارية شملت رحيل المدير التنفيذي بلال الخليفة وعدد من الطواقم.
هذه التغييرات، وإن بدت قاسية للبعض، إلا أنها تعكس رغبة المالك الأميركي في إعادة ترتيب البيت الداخلي وفق رؤيته الخاصة، حتى وإن كانت النتائج على المدى القصير غير مرضية لجماهير النادي.
التحديات على أرض الملعب
على الصعيد الفني، يعيش الخلود واحدة من أصعب فتراته. فقد بدأ الفريق معسكره الإعدادي للموسم الجديد بمشاركة 13 لاعباً فقط، قبل أن ينضم إليهم الدولي هتان باهبري وأربعة لاعبين شباب عائدين من برنامج الابتعاث.
أما بالنسبة للاعبين الأجانب، فقد أبقت الإدارة على أربعة عناصر فقط، هم المدافعان نوربرت ووليم، ولاعب المحور كيفين ندورام، والجناح مزياني، بينما تم استبعاد المهاجم جاكسون موليكا وإحالته للتدريبات الانفرادية.
الفريق لا يزال بحاجة ماسة للتعاقد مع ستة لاعبين أجانب، من بينهم اثنان من فئة المواليد، بالإضافة إلى تدعيم بعض المراكز بلاعبين محليين لتعويض النقص الحاصل، ما يضع الإدارة تحت ضغط كبير قبل انطلاق الموسم.
اقرأ ايضًا: نتائج قرعة دوري أبطال آسيا للنخبة موسم 2025-2026
ترقب جماهيري ومرحلة انتقالية صعبة
رغم كل هذه الخطوات، يبقى جمهور الخلود في حالة ترقب لما ستسفر عنه هذه التغييرات، خصوصاً أن المؤشرات الأولية لا تبشر بنتائج قوية على أرض الملعب. فالجماهير، التي لطالما دعمت النادي عبر تاريخه، تطالب اليوم بقرارات أكثر جرأة لتعويض الفراغات الفنية وضمان منافسة الفريق في الدوري.
بالنسبة لهم، تغيير اسم نادي الخلود قد يكون خطوة ثانوية مقارنة بالحاجة العاجلة إلى تحسين الأداء الكروي وتلبية طموحاتهم في رؤية فريقهم ينافس على مراكز متقدمة. لكن الإدارة ترى أن التغيير الشامل في الهوية والبنية التحتية هو الطريق الوحيد لبناء مستقبل مستدام للنادي.
في ظل كل هذه التطورات، يبدو أن بن هاربورغ ماضٍ في مشروعه لإعادة تشكيل الخلود وفق رؤية جديدة قد تغيّر الكثير في مشهد الأندية السعودية. وإذا ما تم بالفعل تغيير اسم نادي الخلود، فسيكون ذلك جزءاً من عملية تحول أوسع تشمل البنية الإدارية، الفنية، والاقتصادية للنادي.
الجماهير تنتظر نتائج ملموسة، بينما يراهن المالك الأميركي على الزمن لإثبات أن خططه طويلة الأمد ستضع الخلود في مكانة مختلفة تماماً عما عرفه عشاقه في الماضي.
اقرأ أيضًا: ما حقيقة الأوامر الملكية الجديدة بإعفاء مسؤولين كبار من مناصبهم؟