وظائف صندوق الموارد البشرية 2025.. 143 ألف مواطن يحصلون على فرص عمل في 90 يومًا

في إنجاز غير مسبوق يعكس التقدم الفعلي في خطط التوظيف والتنمية البشرية، أعلنت المملكة العربية السعودية وبالأخص وزارة الموارد البشرية عن تحقيق رقم قياسي في ملف التوظيف ضمن برامج “وظائف صندوق الموارد البشرية 2025″، حيث ساهم الصندوق خلال الربع الأول من العام في توظيف 143 ألف مواطن ومواطنة في القطاع الخاص. هذا الإنجاز يُعد ترجمة عملية لمستهدفات رؤية 2030 في تنمية رأس المال البشري وتحقيق التوطين الفعال.

نمو قياسي في مؤشرات التوظيف خلال الربع الأول

تشير بيانات صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) إلى أن نسبة التوظيف ارتفعت بنسبة 93% مقارنة بالربع الأول من عام 2024، في إطار خطة متكاملة لتعزيز فرص العمل للمواطنين في مختلف مناطق المملكة. ويأتي ذلك نتيجة لتطوير برامج التمكين المهني، ودعم التدريب، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص.

وتوضح إحصائيات الصندوق أن المستفيدين من برامج وخدمات التدريب والتمكين والإرشاد المهني بلغوا 1.18 مليون مواطن ومواطنة، مما يعكس حجم التوسع في تقديم الخدمات والتغطية الجغرافية للبرامج.

المنشآت المستفيدة.. قاطرة دعم الاقتصاد المحلي

من أبرز ما أظهرته تقارير “وظائف صندوق الموارد البشرية 2025” هو تنوع المنشآت المستفيدة من برامج الدعم، والتي تجاوز عددها 98 ألف منشأة في مختلف مناطق المملكة، بنسبة نمو 37% عن العام السابق.

وتوزعت هذه المنشآت كالتالي:

هذا التوسع في الاستفادة يعكس فعالية التكامل بين الصندوق والقطاع الخاص، في تفعيل مسارات التوطين وخلق وظائف مستدامة.

برامج التدريب والتمكين.. البنية التحتية للفرص الوظيفية

خصص صندوق الموارد البشرية خلال الربع الأول أكثر من 1.83 مليار ريال لبرامج التدريب والتأهيل، في إطار تطوير الكفاءات الوطنية ورفع جاهزيتها لسوق العمل.

وتتضمن “وظائف صندوق الموارد البشرية 2025” برامج موجهة مثل:

• برنامج تمهير (التدريب على رأس العمل)
• برنامج دعم الشهادات المهنية الاحترافية
• برنامج كوادر السلامة والصحة المهنية
• مبادرة التوجيه والإرشاد المهني

كل هذه المبادرات تسهم في بناء جيل من الشباب السعودي المؤهل للاندماج في مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية.

التحولات الاستراتيجية في إدارة الصندوق

أوضح مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية، تركي الجعويني، أن التحول في نتائج “وظائف صندوق الموارد البشرية 2025” جاء نتيجة تطوير البنية الرقمية، وتوسيع الشراكات مع القطاعين الحكومي والخاص، وإعادة هيكلة آليات الدعم.

وأكد أن الصندوق يعمل وفق استراتيجية تتماشى مع مستهدفات رؤية 2030، وتضع الكفاءة الوطنية في قلب المعادلة التنموية. وشدد على أهمية توجيه الدعم للقطاعات ذات الأولوية الاقتصادية مثل: التقنية، اللوجستيات، والصحة.

الأثر المجتمعي والاقتصادي لإنجازات التوظيف

لا تتوقف نتائج “وظائف صندوق الموارد البشرية 2025” عند الأرقام فقط، بل تمتد لتشمل:

• تقليل نسب البطالة بين الشباب والشابات السعوديين.
• زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل.
• تمكين فئات ذوي الإعاقة والباحثين عن عمل لفترات طويلة.
• دعم المنشآت الناشئة وريادة الأعمال.

ويُنتظر أن يكون لهذا الأداء تأثير مباشر على الاستقرار الاقتصادي للأسرة السعودية، وتنشيط الدورة الاقتصادية الداخلية.

آفاق التطوير وفرص التوسع في الربع الثاني 2025

يستعد الصندوق لإطلاق حزمة جديدة من المبادرات خلال الربع الثاني من العام، تشمل:

• إطلاق منصة ذكية موحدة لربط الباحثين عن العمل بالوظائف المتاحة.
• دعم برامج العمل المرن والعمل عن بُعد.
• التوسع في التخصصات الرقمية والمستقبلية.

كل هذه التحركات تهدف إلى تعزيز الاستدامة في “وظائف صندوق الموارد البشرية 2025″، وتحقيق استجابة فعالة مع تحولات سوق العمل السعودي.

التوجه نحو الرقمنة في برامج التوظيف

يشهد سوق العمل السعودي تحولًا نوعيًا في طريقة تقديم خدمات التوظيف والتدريب، مدفوعًا بتوجهات الحكومة نحو الرقمنة الكاملة في مختلف القطاعات. وتُعد “وظائف صندوق الموارد البشرية 2025” نموذجًا متقدمًا لهذا التحول، حيث يعتمد الصندوق اليوم على منصات ذكية، وأنظمة ذكاء اصطناعي، وخدمات إلكترونية تربط الباحثين عن العمل مباشرة بفرص التوظيف.

منصات مثل “طاقات” و”قوى” و”دروب” أصبحت مراكز بيانات متكاملة تتيح التقديم، المتابعة، والتأهيل عن بُعد، مما يقلل الوقت ويزيد الكفاءة في التوظيف.

أثر البرامج الرقمية على سرعة الوصول للوظائف

ساهم التحول الرقمي في تقليص المدة الزمنية بين تقديم الطلب وتعيين الموظف، حيث تشير تقارير حديثة إلى أن مدة معالجة الطلبات انخفضت بنسبة 48% مقارنة بما كانت عليه قبل ثلاث سنوات.

ويأتي هذا الإنجاز بفضل خوارزميات مطابقة ذكية تُحلل مهارات الباحث عن العمل وتقترح له الوظائف المناسبة، إلى جانب أدوات تقييم إلكترونية تساعد أصحاب العمل في اتخاذ القرار بسرعة.

التكامل بين الذكاء الاصطناعي والبيانات الوطنية

يعتمد الصندوق على قواعد بيانات وطنية مثل “منصة بيانات سوق العمل” و”سجل الباحثين عن عمل”، ويتم تحليلها باستخدام أدوات ذكاء اصطناعي لتوجيه الدعم للفئات الأكثر حاجة.

كما يتم تحديد المهارات الناقصة في السوق وتقديم برامج تأهيل رقمية مكثفة لها، مثل:

• الأمن السيبراني
• التسويق الرقمي
• إدارة المشاريع التقنية
• الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي

دعم العمل المرن والعمل عن بُعد

من بين أكثر الاتجاهات نموًا في “وظائف صندوق الموارد البشرية 2025” هو دعم أنماط التوظيف البديلة مثل العمل عن بُعد والعمل الجزئي. وقد أطلق الصندوق منصة “العمل المرن” التي وفّرت حتى الآن أكثر من 30 ألف وظيفة بنظام الساعة.

وتشير بيانات وزارة الموارد البشرية إلى أن العمل عن بُعد ساهم في دمج النساء وذوي الإعاقة في سوق العمل بنسبة نمو تجاوزت 60% خلال عام واحد.

تطوير المهارات الرقمية للحفاظ على الاستدامة الوظيفية

في ظل التحولات التقنية، لم تعد برامج التوظيف تكتفي بالمساعدة على الحصول على وظيفة، بل باتت تركز أيضًا على إبقاء الموظف على رأس عمله. وهنا تبرز أهمية التدريب المستمر.

الصندوق أطلق برامج تدريبية عبر الإنترنت، منها:

• دورات قصيرة بشهادات معتمدة
• معسكرات تدريب رقمية (Bootcamps)
• شهادات مهنية في إدارة الأعمال والتقنية

وتستهدف هذه المبادرات تأهيل الموظف لمواجهة التغيرات التكنولوجية وتطورات سوق العمل.

تحديات الرقمنة ومستقبل التوظيف الرقمي

رغم الإنجازات، تواجه برامج التوظيف الرقمية تحديات عدة مثل ضعف الاتصال في بعض المناطق، والحاجة لرفع الوعي الرقمي لدى شرائح معينة من الباحثين عن عمل.

إلا أن الصندوق يعمل بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة على تجاوز هذه التحديات من خلال:

• إنشاء مراكز دعم رقمي متنقلة في المحافظات
• توفير أدوات تدريبية بلغة مبسطة وسهلة الوصول
• تطوير تطبيقات ذكية تتناسب مع فئات متعددة من المستخدمين

خاتمة
تعكس “وظائف صندوق الموارد البشرية 2025” مستقبلًا واعدًا يقوم على الابتكار والاستدامة والعدالة في توزيع الفرص. الرقمنة لم تعد خيارًا، بل أصبحت ضرورة لبناء سوق عمل مرن، تنافسي، ومتكامل مع مستهدفات التحول الوطني في المملكة العربية السعودية.

اقرأ ايضاً: مشادة حادة على السجادة الحمراء.. غضب دينزل في مهرجان كان 2025 يشعل الأجواء